ميرفت أمين: «الحظ» لعب دور البطولة في حياتي. تصوير: أشوك فيرما

ميرفت أمين: الجمهور خذل سينما «الزمن الجميل»

هي طراز خاص، أقرب إلى المدرسة المختلفة في الدراما العربية، وواحدة من الفنانات اللائي احتفظن بطابعهن الخاص، مع تبدل «الموجة»، لكنها لا ترى نفسها ذلك، حيث ترى الفنانة المصرية ميرفت أمين أن «الحظ» لعب دور البطولة في حياتها، وتعترف بأنها قصرت في حق «المسرح»، الذي كان أول خطواتها باتجاه الفن على خشبة الجامعة.

أمين التي تعود إلى السينما بفيلم «بتوقيت القاهرة»، المشارك في مسابقة المهر العربي، قالت إن تقاسمها البطولة مع الفنان نور الشريف كان من أقوى أسباب قرارها بالعودة، مضيفة «ثنائيتي مع الشريف عبر 28 فيلماً هي الأهم في حياتي».

وأعربت أمين عن سعادتها الغامرة بتكريم المهرجان للشريف، مضيفة في حوارها مع «الإمارات اليوم»: «من يقدر حجم عطاءات نور الشريف للفن، يعلم أن هذا التكريم في حقيقته هو تكريم للسينما والدراما المبدعة».

ما الفارق بين السينما المصرية التي أنتجت أفلاماً في الستينات والسبعينات، وحقبة من الثمانينات خصوصاً، والموجة المعاصرة للسينما، وهل مضى ما يحلو للبعض بتسميته «الزمن الجميل في السينما»؟ سؤال رأت أمين أن الإجابة عليه تحيلها شخصياً إلى مواجع لم تكن تود أن تفتحها في سياق الحالة المهرجانية الجميلة التي يتيحها «دبي السينمائي» .

وأضافت «لو أراد الجمهور استمرار الزمن الجميل، لما تمكن أحد من استدراجه إلى موجة الأفلام التجارية السريعة، لكن ذوق الجمهور اختلف، وواكب ذلك صعود لاعبين جدد في صناعة السينما، بوصلتهم هي جني الأرباح السريعة». وتابعت «من المهم أن تسعى السينما إلى تلبية جميع الأذواق، دون أن يكون ذلك على حساب الالتزام بالمواصفات الفنية للأعمال، سواء في النص أو الإخراج، وسائر عناصر العمل الفني، بما في ذلك الحفاظ على القالب الثقافي والقيمي للمجتمع، وألا تكون السينما معاول تشويه للذوق العام، بقدر ما كونها تسعى لأن تكون حالة إيجابية، في هذا السياق، لكن هذه المعطيات لم تتوافر للأسف، فاختفت إلى حد بعيد نوعية أفلام تتطلب بيئة إبداعية حاضنة».

ورأت أمين أن حالة تراجع السينما ترافقت مع حالة تراجع أشمل، على الصعيدين الفني والثقافي، مشيرة إلى أن ظروف ما بعد الثورة، في مصر، وحالة عدم الاستقرار التي سادت فترة على أكثر من صعيد، ساهمتا في تعميق هذا الواقع، قبل أن تؤكد تفاؤلها بالمرحلة المقبلة عموماً، سواء في السينما المصرية خصوصا، أو على نطاق السينما العربية بصفة عامة.

رغم ذلك أكدت أمين أن أي محاولة التفاف على اتجاهات الجمهور، وفرض ذوق فني معين عليه، ستكون محاولة فاشلة، وأن الجمهور نفسه الذي إنحاز لأفلام شكلت علامات فارقة في تاريخ السينما العربية، هو من سيستعيد ذائقته الجمالية، بما يتناسب مع روح العصر، وتغير المعطيات، وكذلك تطور أدوات وتقنيات السينما.

وعن المراحل الأكثر محورية في مشوارها الفني التي شكلت لها منعطفاً باتجاه مزيد من التألق، قالت صاحبة دور «آمال»، في فيلمها «ابي فوق الشجرة»، الذي جمعها بالعندليب عبدالحليم حافظ: «لا أنكر أن الحظ لعب دوراً رئيساً في حياتي، ليس في استدعائي لفيلم «أبي فوق الشجرة»، بعد اعتذار زميلة أخرى عنه في اللحظات الأخيرة، فقط، بل في مواطن أخرى عديدة، ولم أكن أعلم أن خشبة مسرح الجامعة ستقودني إلى كل هذا الألق في ما بعد».

سر العودة إلى التلفزيون يشابه نظيره الذي قادها إلى السينما، في هذه الفترة، وفي حين ارتبطت في الثانية بنور الشريف، فإن من يقف وراءها في الثانية الفنان عادل إمام، حيث تضيف «أقنعني الصديق عادل إمام بالمشاركة في عمله الجديد (استاذ ورئيس قسم)، وحينما اطلعت على النص، وجدت فيه مساحة مختلفة تماماً ظلت بعيدة عن أدواري السابقة»، نافية أن يكون الدور ذا مسحة من دورها في فيلم «مرجان أحمد مرجان» الذي جمعهما سوياً.

الاتجاه إلى الكوميديا، ليس خياراً للقفز من «المركب»، أو مجرد هروب من عدم توافر النص المناسب للعودة إلى التلفزيون، بل هو محاولة باتجاه التنويع، بالنسبة لميرفت أمين، مضيفة: «لابد من تقديم جميع الألوان، ما دام العمل يحمل معاييره الفنية، والعمل الكوميدي يصنف دوماً على أنه الأصعب، وبالنسبة لي فإن كل عمل جديد هو تحد أصعب من سابقه».

مُكرّمة على منصة «دبي السينمائي»

بمشاعر الصديق، ورفيق الدرب، وصفت الفنانة ميرفت أمين، لحظات تكريم مهرجان دبي السينمائي للفنان نور الشريف، الذي شاركته بطولة 28 عملاً، آخرها «بتوقيت القاهرة» المشارك في مسابقة المهر العربي هذا العام.

أمين التي رافقت الشريف على السجادة الحمراء، يداً بيد، ولم تفارقه إلا أمام درجات منصة التكريم، لتختار أقرب مقعد إليه، وصفت تكريمه بأنه بمثابة تكريم شخصي لها، وهي الكلمات التي سمعها الشريف الذي كان يتابع حوارها مع «الإمارات اليوم» بتأثر شديد.

إدارة ضيافة الممثلين ترد على تصريحات النيادي

رفض منسق إدارة ضيافة الممثلين الخليجيين والإماراتيين في الدورة الـ11 لمهرجان دبي السينمائي الدولي، الإعلامي محمد سالم، التصريحات التي أدلى بها الفنان سلطان النيادي بشأن التقصير في الدعوات الموجهة إلى الفنانين الإماراتيين.

وأطلع سالم «الإمارات اليوم» على نسخ من الدعوات المرسلة إلى الفنانين، وكذلك الرسائل النصية القصيرة المرسلة إليهم، لتذكيرهم بحضور فعاليات المهرجان، بشكل دوري.

وتابع «هناك حالة رضا عامة من قبل الفنانين، ونوفر جميع ما يحتاجه الضيف، لكن مسألة الإقامة تبقى محدودة وذات أولوية للبعض ممن شاركوا بأعمال سينمائية، حسب توجيهات رئيس المهرجان، أو أنها تبقى دورياً، ومتغيرة بشكل سنوي، لكن في كل الأحوال فإن حضور الفعاليات المختلفة، بما في ذلك المشاركة في الندوات وفعاليات السجادة الحمراء، والحفلات، غير مرتبط بدعوات الإقامة».

وأكد سالم أن النيادي لم يشر إلى أنه لديه مشكلة في العودة إلى مدينة العين بعد احتفال الافتتاح، لاسيما أننا نوفر الانتقال بشكل مريح لجميع الضيوف، كما أن الفنان جابر نغموش لم يعتذر اعتراضاً بل لارتباطه بتصوير عمل درامي، حسب تصريحه بعد أن وجهت إليه الدعوة.

وقال سالم إن إدارة الضيافة تعتبر الممثل الإماراتي جزءاً أصيلاً من فريقها الذي يهدف إلى عكس صورة مشرفة لمهرجان دبي السينمائي.

سؤال وابتسامة

بابتسامة أجابت الفنانة ميرفت أمين عن سؤال حول نوعية الأفلام التي تشاهدها بشكل أكبر هذه الفترة، قبل أن تقرر: «أحيا على أفلام بالأبيض والأسود، هي أكثر ما يرضيني في المشاهدة، أبقى على صلة بالجديد، لكنني حينما أبحث عن متعة المشاهدة، فإنها تبقى ملاذي الأول».

وتابعت: «الأفلام السريعة ظاهرة لا ترتبط بهذا التوقيت فقط، بل في مختلف مراحل وعصور السينما كانت هناك دوماً أفلام تجارية بحتة تُنسى بمجرد بثها».

ورأت أمين أن السينما منظومة لا تنفصل عن سائر القطاعات الأخرى، وهي بشكل مباشر انعكاس لحالة مجتمعية أشمل.

الأكثر مشاركة