يتطلع لجمعها في متحف واستثمارها بحثياً
أحمد بن فهــــد يدخل «غينيس» بـ 2020 لعبــــة إلكترونية
في وقت قريب من مثل هذا التوقيت السنة الماضية، كان الكشف عن فوز دبي باستضافة معرض إكسبو 2020، وهو الحدث الذي تفاعل معه الإماراتيون، ليس احتفاء، فقط، بل عملاً وتخطيطاً وتجهيزاً من أجل المستقبل، وعلى الرغم من أن شغف الشاب أحمد بن فهد بجمع الألعاب الإلكترونية القديمة، بدأ منذ نعومة أظفاره، إلا أن الوصول إلى العالمية في هذا المجال جاء بتحفيز من هذا الإنجاز الدولي.
طموح متجدد قال أحمد بن فهد: «إن طموحه لن يقف عند تحقيق هذا الرقم القياسي، الذي سجل باسمه، وإن هناك العديد من المشروعات الأخرى المرتبطة بهذا الإنجاز». ولم يستبعد بن فهد أن يقيم متحفاً علمياً يعرض فيه مقتنياته، مضيفاً: «كانت هناك حالة من الاستغراب والدهشة التي تملكت البعض من اهتمامي بهذا المجال، لكنني حوّلت هذا الأمر إلى إيجابية دافعة». وتابع: «ما يهمني في هذه المرحلة، هو الجانب التثقيفي والتوعوي، فنحن نفتقر في منظومتنا العربية إلى الربط بين اللعبة الإلكترونية، ومقومات استخدامها، خصوصاً بالنسبة للأطفال والناشئة». وذكر فهد أن «الاشتراطات، والبيئة المثلى لاستخدام اللعبة الإلكترونية لا تتعلق بعوامل الأمن والسلامة فقط، أو حتى تفادي المشكلات الأخلاقية، بل هناك اعتبارات اجتماعية وسيكولوجية معقدة، يجب أن تكون حاضرة في ثقافة اقتناء اللعبة الإلكترونية، والسماح الأسري بتداولها». |
وتمكن أحمد بن فهد من تسجيل رقم عالمي جديد دخل به موسوعة غينيس، وهو اقتناؤه 2020 لعبة وملحق لعبة إلكترونية مختلفة من مجموعة ألعاب شركة ننتندو العالمية، وهي الفئة التي تم استحداثها في المجموعة، بعد اطلاع مندوبها على مقتنيات بن فهد التي يحتفظ بها في منزله بمنطقة أم سقيم بدبي.
وقال بن فهد، الذي اهتمت بنشر أخبار دخوله «غينيس» جريدة الواشنطن بوست، لـ«الإمارات اليوم»، إنني «أستطيع بسهولة تحطيم رقمي، لأنني بالأساس أقتني أكثر من 4000 قطعة مختلفة، فضلاً عن 4000 أخرى لشركات أخرى، لكنني حرصت على أن يكون الرقم المسجل بمثابة إشارة إلى إنجاز استضافة الإمارات لمعرض إكسبو 2020».
وتابع بن فهد، الذي يبتعد تخصصه الأكاديمي تماماً عن عالم الإلكترونيات، وقام بدراسة إدارة الأعمال، وحصل على درجة الماجستير، قبل أن يلتحق بشرطة دبي، ويصل فيها لدرجة نقيب: «لم يعِ مندوب (غينيس) حقيقة وأهمية الرسالة التي أود إيصالها بالوقوف عند هذا الرقم، رغم أنه على علم باستضافة دبي لهذا الحدث العالمي المهم وتوقيته، لكن الذهاب بالرقم المسجل أبعد من ذلك، كان من وجهة نظره، ذا أهمية ذاتية للفائز».
وأشار بن فهد إلى أن هوس جمع الألعاب الإلكترونية تحول لديه إلى هواية ممتعة، تدفعه إلى السفر لشراء نسخة، أو قطعة غيار للعبة قديمة لم تعد مطروحة في الأسواق، من أجل الحفاظ على اقتناء مجموعة ألعاب تتطور من مرحلة زمنية إلى أخرى، خصوصاً اليابان التي وصفها بـ«ذاكرة الألعاب الإلكترونية العالمية».
ولم يخفِ بن فهد، الذي يرى فكرة وجود متحف للإلكترونيات القديمة، تناظر في عصريتها معارض الطوابع والصور القديمة، أن اهتمامه بتجميع الألعاب الإلكترونية، كان محل دهشة واستغراب بعض المحيطين له في البداية، قبل أن يتلقى تشجيعاً في ما بعد، مضيفاً: «بعض أصدقائي الذين كانوا يرون أنه لا طائل مما أقوم به، هم من نصحوني بمحاولة التسجيل في (غينيس)». وتابع «كتاب رؤيتي، وفلسفة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وتطلعه دوماً إلى المركز الأول، هي ما جعل اقتراح أصدقائي بتسجيل رقم قياسي باسم بلادي ممكناً، وليس بعيد المنال، لأننا بالفعل أبناء شعب لا يرضى عن التطلع إلى المركز الأول بديلاً». وأكد بن فهد أنه اطلع على المهتمين بعالم اقتناء الألعاب الإلكترونية القديمة، ووجد أن هناك منافسة حقيقية في هذا المجال، خصوصاً من قبل هواة في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا، مضيفاً «كان مفاجئاً جداً بالنسبة لمندوب موسوعة غينيس أن يكون الرقم في هذا المجال عربياً، وبعيداً عن جنسيات أكثر الدول شهرة في الصناعات المرتبطة بهذا المجال».
ورأى صاحب الرقم القياسي في موسوعة غينيس أن هناك حاجة ملحة لتطوير جوانب مرتبطة بالألعاب الإلكترونية، على الصعيد العربي، بخلاف استخدامها الترفيهي، مضيفاً «أصبحت الألعاب الإلكترونية بمثابة ظاهرة العصر، ومع تطورها السريع والمذهل، فإن وجود تاريخ دقيق لمسار تطور تلك الألعاب قد يكون أمراً مفيداً، ليس لدوافع فضولية فقط، بل أيضاً بحثية».
ولم يستبعد بن فهد أن يقدم على إطلاق متحف شامل لتطور الألعاب الإلكترونية، مؤكداً أنه لايزال يمتلك العديد من الأفكار المرتبطة بعالم الألعاب الإلكترونية، مشيراً إلى أن المهم في المرحلة المقبلة، هو تفعيل العديد من القيم المرتبطة باستخدام اللعبة الإلكترونية، على الصعيد العربي عموماً. وتابع «نفتقر في منظومتنا العربية للربط بين اللعبة الإلكترونية، ومقومات استخدامها، خصوصاً بالنسبة للأطفال والناشئة، فالاشتراطات والبيئة المثلى لاستخدام اللعبة الإلكترونية لا تتعلق بعوامل الأمن والسلامة فقط، أو حتى تفادي المشكلات الأخلاقية، بل هناك اعتبارات اجتماعية وسيكولوجية معقدة، يجب أن تكون حاضرة في ثقافة اقتناء اللعبة الإلكترونية، والسماح الأسري بتداولها.
وقال بن فهد إن الفضول تجاه عالم الإلكترونيات يستهوي طفله الوحيد أيضاً محمد (خمس سنوات)، الذي تجذب انتباهه تلك المقتنيات القديمة، وأضحى يشاركه وقته معها، مشيراً إلى أن «محمد أصبح رغم السن المبكرة، يدرك أن بعض الألعاب الإلكترونية، التي تبدو مثيرة ولافتة في المتجر لا تتناسب مع سنه الصغيرة».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news