فيينا تحتفي بـ «البيت العربي النمساوي»
قال الفنان عبدالوهاب مسعود، الذي يعيش في النمسا: «إنه يميل إلى استخدام الألوان الدافئة للتعبير عن الشرق وسحره، لأنها تنقل أحاسيس الشرق إلى الغرب»، مشيراً إلى أن «كثيراً من مشاهدي لوحاته أشاروا إلى أن الألوان تذكّرهم بالأوقات التي أمضوها في الدول العربية، وبألوان الصحراء الدافئة».
«حلم طفل» أقام الفنان عبدالوهاب مسعود معرضاً بعنوان «حلم طفل» في جمعية قرى الأطفال «أس أو أس» في عمّان، إذ إنه استلهم فكرة لوحات المعرض أثناء زيارته دوراً للأطفال في مناطق النزاع، حيث كانت الأمنية الوحيدة للأطفال هي العيش في سلام. وتبرّع مسعود بلوحات المعرض لمصلحة «جمعية قرى الأطفال في الأردن»، في المحطة الأخيرة للمعرض المتنقل، الذي تجوّل على مدار ثلاثة أعوام في عدد من المدن الغربية، منها: فيينا، جينف، بودابست، لوبلينانا، أمست، صوفيا، وبرلين. وجاء المعرض على شكل جدارية بطول 13 متراً، تتوزعها 16 لوحة، تمازجت ألوانها، وتكاملت خطوطها لتشكل للمشاهد لوحة واحدة. |
واحتفت فيينا بالذكرى الأولى لتأسيس «البيت العربي النمساوي للثقافة والفنون». وأقيم بالمناسبة، أخيراً، معرض «وراء الحائط»، ضمن الاحتفال في غاليري «ري آرتي» في العاصمة النمساوية، بمشاركة الفنان النمساوي الأردني مسعود، والفنانة الإسبانية ماريا بينا كوتو، والفنانة النمساوية التركية إلينا أوزورت، والفنانة النمساوية الهندية سيلفيا ياسمين خان بولين. وتضمنت الاحتفالية ثلاث فعّاليات بالتعاون مع بلدية فيينا.
أسس الفنان مسعود، الذي يعيش في النمسا منذ عام 1987، غاليري «ري ارتي» في فيينا ليكون مكاناً لعرض أعماله الفنية في الرسم والنحت، ولكن بعد ذلك رأى أن يوسع نشاط الغاليري لينظم معارض لفنانين آخرين في مساحة فنية غير تجارية في فيينا، مع إبقاء جزء من الصالة لعرض أعماله فيه بشكل دائم.
وفي الندوة التي أقيمت ضمن الفعّاليات، تحدث طلبة مدارس عن اندماج الأجانب والعرب، خصوصاً في المجتمع النمساوي، وعرض أمثلة مثل السير الذاتية للفنانين المشاركين وأعمالهم.
وتأتي إقامة الفعاليات مناسبة مع الفكرة الرئيسة للفنان مسعود، الذي يديرالغاليري منذ تأسيسه، ويهدف إلى إيجاد جسر للتواصل بين الفنانين والمثقفين العرب والمجتمع النمساوي، ولعرض أعمالهم والتعرف إلى أقرانهم بالعالم الغربي.
في الأطار نفسه، قدمت أخيراُ، الجمعية الثقافية «مايدلينغر كولتورفراين» موسيقي بعنوان سحر عيد الميلاد، بالتزامن مع الاحتفالات بعيد الميلاد. وتزامنت الفعّاليات مع الاحتفال بمرور عام على تأسيس «البيت العربي النمساوي للثقافة والفنون»، حيث احتفي الفنان بمرور عام على تأسيس البيت، بأمسية ختامية لعام 2014 أقيمت بالتعاون مع «ري آرتي»، استعرض حصاد النشاطات الفنية والثقافية للعام الماضي، ومنها ثلاثة معارض فنية لفنانين عرب ونمساويين، ممن ظهرت اللمسة العربية بأعمالهم، وعدد من الندوات العلمية والأدبية والفنية، إضافة إلى قراءات شعرية لأديبتين من أصول عربية.
وقدم رئيس البيت العربي النمساوي للثقافة والفنون، الإعلامي محمد عزام، خطة لنشاطات البيت للعام الجديد، المتمثلة بنشاطات اللجنة الفنية التي تنوي تنظيم ثلاثة معارض مشتركة، وإقامة ست ورش، إضافة إلى تنظيم معرض فوتوغرافي بعنوان «النمسا كما أراها بعدستي»، وأربع أمسيات أدبية وشعرية لكُتّاب عرب مقيمين في النمسا والدول المجاورة لها وحفل موسيقي.
وكان أقيم، أخيراً، حفل بمصاحبة عزف على آلة البزق، قدمه الموسيقيان عصمت عمري وأرسلان جودت، المقيمان في النمسا، وقدما مقطوعات من إبداعاتهم للموسيقى الشرقية، حضرها عدد من أعضاء السلك الدبلوماسي العربي في النمسا، من السفراء والملحقين الثقافيين.
وأكّد عزام أن البيت العربي النمساوي جمعية ثقافية، انطلقت في فيينا، تهدف لتكون قنطرة بين الثقافتين العربية والأوروبية، وتسعى لرعاية المبدعين العرب المقيمين في النمسا، بمختلف تخصصاتهم. وتتفق فكرة شعار «ري آرتي» في أن الفن موجود لبناء الجسور التي تربط بين الأمم، كونه لغة إنسانية.
وقال عبدالوهاب مسعود: «أستلهم عناصر أعمالي وأفكارها بالاطلاع على المخطوطات والخرائط الإسلامية والعربية القديمة، فالخط العربي يلعب دوراً مهماً في معظم أعالمي، فأنا أمزج بين الحرف ورموزه وأرقامه مع الزخارف الإسلامية»، مضيفاً أن «المتلقي الغربي معتاد منذ زمن طويل على وجود الحرف العربي، أو تعودت عينه على رؤية الزخارف الإسلامية عن طريق أعمال المستشرقين الأوروبيين في الساحة الفنية». وأوضح أنه «في كثير من الأحيان يسعى الغربي إلى معرفة المزيد عن الحضارة والثقافة العربية».
وعن علاقته بالرسم والنحت، قال: «أحب استخدام خامات متعددة في أعمالي، ولا اعبّر عن المواضيع نفسها في المجالين، فعندما أدخل محترفي ولا أجد راحة البال الفكرية ألجأ إلى النحت».
وأفاد بأنه يتيح مساحة منفردة للأعمال الخاصة بأعمال الرسم وموضوع الخط العربي بمنظور جديد، إذ إن «هذه الأعمال تحتاج إلى كثير من الوقت، والتنقل بين المكتبات للحصول على الأفكار التي أنوي طرحها بأعمالي، وغالباً أبدأ العمل في آخر الليل، فأنا أحتاج إلى سكينة الليل التي تمنحني الهدوء والطمأنينة حتى أستطيع التركيز على نقل الفكرة التي تدور بمخيلتي على سطح اللوحة».