دورتها الـ 15 شهدت أكبر عدد من المشاركات في فئاتها المختلفة

«صقور فـــزاع» تترقب «الصيد الحيّ»

بطولة فزاع للصقور شهدت منافسات قوية على مدار فعاليات نسختها الـ15 في منطقة الروية.. وفي الصورة حسين لوتاه الأول في فئة «بيور جير». من المصدر

ودّعت بطولة فزاع للصيد بالصقور منافسات دورتها الـ15، التي اعتبرتها اللجنة المنظمة للبطولات، في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، أقوى المواسم على الإطلاق، ليس من جهة تطور المنافسات، واشتعال المنافسة على المراكز الأولى، بل أيضاً من حيث أعداد المشاركين، التي شهدت قفزة نوعية هذا العام.

سعاد درويش: دورة نوعية

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/01/255139.jpg

وصفت مديرة إدارة البطولات التراثية في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، سعاد درويش، فعاليات الدورة الـ15 من بطولة فزاع للصيد بالصقور، بالـ«نوعية»، مضيفة: «توجيهات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، تؤكد ضرورة إقامة بطولة تتحدى تميز سابقاتها، سواء فنياً أو من حيث حجم الإقبال على المشاركة في منافساتها، وغير ذلك من معايير التقييم.

وتوقعت سعاد ان تجني الدورات المقبلة ثمار تخصيص فئة لمنافسات «فروخ الصقور» إلى الدور الرئيس الذي لعبه الرعاة بحرصهم على دعم بطولات تعتني بالموروث، وتسعى إلى صونه وإحيائه.


من كازاخستان بـ«التخصص»

زخرت بطولة فزاع للصقور في نسختها الـ15، التي اختتمت منافساتها بمشاركات خارجية متعددة، فضلاً عن المشاركة المحلية والخليجية، التي تنامت بشكل ملحوظ هذا العام، وأصبح العديد من هواة ومحترفي الصيد بالصقور، يفضلون المشاركة فيها، إذا ما تعارض موعد إقامتها مع سواها.

وقال ناظم سليمان من كازاخستان: «شاركت أكثر من مرة في بطولات خارجية، لكنني منذ بضع سنوات قررت ألا أشارك إلا في بطولات فزاع للصيد بالصقور».

وأضاف: «كون سمو ولي عهد دبي، الداعم الرئيس لهذه البطولة التراثية، يمنحها الكثير من القوة والصدقية، كما أن دعمه اللامحدود يدل على اهتمامه بهذه الرياضة العريقة، وحرصه على تعزيز الموروث الشعبي على المستوى المحلي والإقليمي».

وقال سليمان، الذي حصد المركز الثاني في إحدى فئات البطولة العام الماضي، إنه سيحافظ على مشاركته في النسخة المقبلة من البطولة، على الرغم من عدم حصوله على أي مركز متقدم هذا العام.

وبعد أن ظلت منطقة المنافسات في الروية موقعاً مألوفاً لهواة ومحترفي القنص بالصقور، وجمهوره، أصبح هذا الميدان، شاغراً حتى إشعار آخر، بانتظار بطولة «الصيد الحي»، التي لم يتم تحديد موعدها بشكل رسمي حتى الآن.

وجاء الإقبال على المشاركة في الفئة العمرية المخصصة للأطفال والناشئة لافتاً، ومبشراً بالاهتمام بموروث القنص بالصقور لدى العديد من الأسر الإماراتية، ورصدت «الإمارات اليوم» أطفالاً في عمر الزهور، بعضهم لا يتجاوز الخامسة والسادسة، يدفع به ذويه للمشاركة التشجيعية في البطولة، وهي الظاهرة التي من شأنها ان ترسخ حب الموروث والتعلق ببعض مظاهره، ممثلاً هنا في مهارة الصيد بالصقور، لدى المنتمين إلى هذه المرحلة السنّية المبكرة.

كما جاءت البطولة المخصصة للمنافسات الخليجية أيضاً قوية ومتطورة، من حيث المستوى الفني، حيث شارك في المنافسات نحو 380 متسابقاً من فئة حر، وحش، فرخ وجرناس. وشهدت البطولات منافسات قوية بين المشاركين السعوديين والقطريين على المراكز الأولى، ليتصدر السعوديون في فئة الفرخ، والقطريون في فئة الجرناس، كما شهدت البطولة مشاركات من دولة الكويت وسلطنة عمان، إضافة إلى مشاركة من كازاخستان.

وشهد اليوم الأول وحده مشاركة أكثر من 180 صقاراً في فئتي شاهين فرخ وشاهين جرناس، بينما شارك في اليوم الثاني 250 صقاراً في فئتي حر وحش فرخ وحر وحش جرناس.

شهدت البطولة هذا العام إضافة فئة جديدة لمنافساتها هي «الطائرة اللاسلكية ــ حلبة»، حيث تقام هذه البطولة للمرة الأولى ضمن بطولات فزاع، بتوجيه سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، وذلك لما تظهره هذه البطولة من مهارات تدريب الصقر باستخدام التكنولوجيا لدمج مهارات الصقور ومهارة التحكم في الطائرة اللاسلكية، وهي البطولة التي استطاع فريق «ناس» حسمها بجدارة، بعد أن حصد المركزين الأول والثاني والخامس والسادس والسابع بالإضافة إلى التاسع، من المراكز الـ10 الفائزة المتصدرة.

وجاءت بطولة «النخبة»، عقب اختتام بطولة التلواح للعامة، لتكون بمثابة مسك ختام الموسم الجديد من بطولات «فزاع» للصيد بالصقور، في انتظار بطولة الصيد الحي، ،حيث شهدت البطولة التي ضمت فئات «فرخ» وفئة «جرناس»، مشاركة أمهر الصقارين والفائزين في المراكز الخمسة الأولى من جميع الفئات خلال البطولة.

وحصد لقب النخبة لفئة «الفروخ» خليفة بن مجرن، إذ قطع طيره مسافة السباق الممتدة على طول 400 متر، في زمن قياسي قدره 17.471 ثانية، بينما فاز شقيقه حمد بن مجرن بلقب النخبة عن فئة جرناس في زمن قدره 17.709 ثانية.

وأجريت البطولة التي أقيمت بمنطقة الروية على طريق الإمارات (دبي العابر سابقاًَ)، بين أفضل الصقارين، شاركت في بطولة فزاع للصيد بالصقور الأسبوع الماضي، وحصلت على المراكز الأولى في فئات البطولة الخمسة، وهي بيور جير، بيور حر، قرموشة بيور، بيور شاهين وبيور تبع، جير تبع، وجير شاهين.

وقالت مديرة إدارة بطولات «فزاع» في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، سعاد درويش: «تجسد بطولة النخبة واحدة من أهم نماذج صون التراث اللامادي واستمراريته، نتيجة مهارة المتسابقين، وشهدت بطولة هذا العام تنافساً شديداً بين مجموعة من الصقارين الذين أظهروا مهاراتهم العالية، كما لاحظنا ظهور متنافسين جدد على الساحة هذا الموسم، واتسمت بطولة النخبة بتهيئة أجواء من المنافسات العالية التي لم نشهدها من قبل». وأضافت: «نبارك الفوز لأصحاب المراكز الأولى، ونشكر الجميع على مشاركاتهم، ونتمنى أن يحالفهم الحظ في البطولات المقبلة إن شاء الله».

وقال رئيس اللجنة المنظمة للبطولة دميثان بن سويدان: «نبارك الفوز لأبطال النخبة، والفائزين في الفئات والمراكز الأخرى. لقد قدم الجميع أداءً رائعاً ونوعياً في أقوى البطولات على مستوى العالم، كما تميزت البطولة هذا العام بالمزيد من النظام ودقة ضبط الوقت من خلال أجهزة محدثة».

وحصل كل فائز في كلا الفئتين المخصصتين لـ«النخبة» على سيارة بينتلي، وجائزة مالية قدرها 500 ألف درهم، وهي الجوائز التي تبقى رغم ارتفاع قيمتها المادية، دون القيمة المعنوية لحصد لقب بطولة باسم «فزاع»، حسب خليفة بن مجرن، الفائز بلقب النخبة فئة الفروخ، الذي أضاف: «يعكس أداء فريقنا (فريق ناس) المميز، على الرغم من قوة المنافسات هذا العام، حيث كان الفارق بيني وبين الفائز بالمركز الثاني أجزاء من الثانية، إلا أنني استطعت، بفضل الله، التقدم وانتزاع المركز الأول». أما بطل «النخبة» في فئة «جرناس»، الذي حصل على قيمة الجائزة نفسها، التي تأتي تتويجاً لـ20 عاماً قضاها في هواية القنص بالصقور، فأشار إلى أنه بشكل يومي مع أخيه بن مجرن يشكلان معاً إضافة إلى عضو ثالث، فريق «ناس»، الذي أصبح يسمى في بطولات فزاع بـ«حاصد البطولات». ولفت بن مجرن إلى أن أحد اهم أسباب الحفاظ على الصدارة للفريق هو دقة التدريبات، والحرص على توفير ظروف قريبة أو مماثلة لأجواء البطولة، فضلاً عن حسن العناية بالصقر، وعدم إرهاقه بالتدريبات، لافتاً إلى أن المبالغة في تدريب الصقر، أيضاً تأتي بنتائج عكسية.

تويتر