رغم إنجازاتها على أرض الواقع

الدراما المحلية والخليجية لا تبتســـم للمرأة

رغم تعدد الأعمال الدرامية التي تتناول قضايا المرأة، وحياة البنات في الفترة الأخيرة، إلا أن من يعايش واقع المجتمع في الإمارات، يلمس بسهولة أن هناك الكثير من المشاهد والنماذج التي تعبر عن المرأة الإماراتية مازالت غائبة عن الشاشة المحلية والخليجية. أرشيفية

في ظل الاهتمام الكبير الذي تجده المرأة في دولة الإمارات، والجهود الحثيثة لتمكينها وتأكيد حضورها الفاعل والمؤثر في مختلف المجالات، ورغم ذلك تظل علاقة المرأة الإماراتية بالدراما هي الأقل إيجابية وتفاعلاً من الطرفين على السواء. فرغم تعدد الأعمال الدرامية التي تتناول قضايا المرأة، وحياة البنات في الفترة الأخيرة، إلا أن من يعايش واقع المجتمع في الإمارات، يلمس بسهولة أن هناك الكثير من المشاهد والنماذج التي تعبر عن المرأة الإماراتية مازالت غائبة عن الشاشة المحلية والخليجية، وأن صناع الدراما لديهم الفرصة لتتبع خطوات المرأة وإنجازاتها وحضورها الفاعل في مختلف المجالات، وفي الوقت نفسه الخروج من سجن قصص الحب والزواج والخيانة والطلاق والقهر، التي تدور حولها معظم المسلسلات الخليجية، وباتت مستهلكة، ومحل انتقاد من قبل الجمهور قبل النقاد والمتخصصين، حتى في الأعمال التراثية نادراً ما يكون للمرأة حضور إيجابي، يعكس معاناتها الحياة اليومية وتحملها المسؤولية، في ظل انشغال الرجال بكسب الرزق وركوب البحر.

ندرة الكُتَّاب

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/01/254932.jpg

الفنانة والمنتجة الإماراتية، سميرة أحمد، أرجعت جانباً من هذه المشكلة إلى ندرة الكُتَّاب المتفرغين للكتابة الدرامية التلفزيونية، بما يمثل مشكلة حقيقية على الساحة، فالنص الجيد هو الأساس الذي يرتكز عليه العمل الجيد، مشيرة إلى أن كتابة النصوص بالنسبة للمرأة الإماراتية نادرة جداً، وأن الدراما الخليجية بشكل عام تعاني هذا الأمر. ولفتت، في لقاء سابق، إلى حرصها على تجسيد موضوعات مهمة، تمس الهوية الوطنية، وصورة المرأة العربية والإماراتية خاصة من خلال أدوارها، سواء كانت معلمة أو طبيبة أو ممرضة أو أماً، مشيرة إلى أن العمل الفني يعد قيمة أخلاقية محسوبة على المرأة بشكل خاص.


«عيال الدار» لدعم الفنانين الشباب

كشف الفنان الإماراتي عبدالله بوهاجوس أنه قام أخيراً بتأسيس شركة للإنتاج، تحمل اسم «عيال الدار للإنتاج الفني»، وتهدف بشكل رئيس إلى دعم الفنانين الإماراتيين الشباب من الجنسين، على أن تتولى الشركة في الفترة المقبلة عملاً مسرحياً، ثم تقوم بإنتاج مسلسل تلفزيوني. لافتاً إلى أن هناك دعماً حكومياً ورسمياً للفن المحلي، لكن تظل هناك المزيد من الطموحات، ويجب أن يتعاون الجميع على الساحة الفنية لتحقيقها.


تشويه صورة المرأة

أظهرت دراسة أكاديمية، أعدها قسم الإعلام بكلية الآداب بجامعة عين شمس المصرية، أن الدراما لم تتعرض للقضايا والمشكلات الحقيقية للمرأة، وبشكل خاص المرأة العاملة. وأن الدراما شوهت صورة المرأة بشكل كبير، وأظهرتها بصورة سلبية وغير حقيقية. مغيّبة العناصر التي تعلي من قيمة المرأة وأهميتها. وأشارت الدراسة إلى أن المرأة مازالت محاصرة في هذه الدراما في أدوار الزوجة السلبية، أو تاجرة مخدرات، أو فتاة ليل، أو مدمنة، أو خائنة. بينما أشارت لجنة «رصد وتقييم صورة المرأة في دراما رمضان» في مصر لتقييم الأعمال الدرامية، أن معظم الأعمال الدرامية التي عرضت في رمضان 2014 غلب عليها استخدام العنف، والجنس، وإشباع الروح الاستهلاك.

الفنانة والمنتجة الإماراتية، سميرة أحمد، أرجعت جانباً من هذه المشكلة إلى ندرة الكتاب المتفرغين للكتابة الدرامية التلفزيونية، بما يمثل مشكلة حقيقية على الساحة، فالنص الجيد هو الأساس الذي يرتكز عليه العمل الجيد، مشيرة إلى أن كتابة النصوص بالنسبة للمرأة الإماراتية نادرة جداً، وأن الدراما الخليجية بشكل عام تعاني هذا الأمر. كما لفتت، في لقاء سابق، إلى حرصها خلال تجربتها في الدراما الخليجية على تجسيد موضوعات مهمة تمس الهوية الوطنية، وصورة المرأة العربية والإماراتية خاصة من خلال أدوارها، سواء كانت معلمة أو طبيبة أو ممرضة أو أماً. مشيرة إلى أن العمل الفني يعد قيمة أخلاقية محسوبة على المرأة بشكل خاص في ما تقدمه من أعمال. وتساءلت أحمد عن أسباب إحجام الفتاة الإماراتية عن دخول مجال الفن وصناعة الدراما حتى الآن، رغم التطور الكبير الذي شهده مجتمع الإمارات في نظرته للفن والفنان.

ونفى الفنان الإماراتي، عبدالله بوهاجوس، لـ«الإمارات اليوم» تراجع حضور الإماراتية في مجال الفن، مؤكداً أن هناك كثيراً من الفنانات الإماراتيات المتميزات، من بينهن الفنانة بدور محمد التي حازت جوائز من مهرجان مسرح الشباب، وميرة علي، وعذاري السويدي، وسلامة المزروعي، وعلياء المناعي.

وقال بوهاجوس إن معظم هؤلاء الفنانات ينتظرن فرصة جيدة للكشف عن مواهبهن، والبعض اضطر للاتجاه للعمل في مجالات أخرى كالإعلام، مثل علياء المناعي، لقلة الأعمال المنتجة محلياً، وعدم توافر فرص مناسبة للعمل وإثبات الذات على المستوى الفني. مشيراً إلى أن الفنانة الإماراتية لاتزال لم تحصل على حقها كاملاً في الظهور، رغم ما تتمتع به كثير من الفنانات من موهبة، مقارنة بفنانات أخريات يحظين بفرص فنية كبيرة.

وفي ما يتعلق بصورة المرأة الإماراتية في الدراما؛ اعتبر بوهاجوس أن هناك الكثير الذي يتعلق بالمرأة وحضورها في المجتمع لايزال غائباً عن الدراما.

بينما أشار د.خالد الخاجة إلى وجود مفارقة بين النظرة التحليلية والتاريخية لموقف القيادة في دولة الإمارات من المرأة، وبين الدراما المحلية التي لم ترتق إلى هذه النظرة، ولم تعبر عن واقع المرأة الخليجية بصفة عامة والإماراتية على وجه الخصوص، «وكأن للمرأة واقعين: الأول معاش تحظى فيه بالتقدير والاعتزاز ممن حولها، كأم وكأخت وكزوجة وابنة وشريكة في مسيرة البناء، وهو ما يؤكده بعمليات إحصائية بسيطة حجم مشاركتها في مختلف مؤسسات الدولة، التي تتقدم فيها أحياناً على دور الرجل. أما الواقع الثاني فهو واقع تصنعه الدراما، وهو يجافي الواقع المعاش في أحيان كثيرة، وكأن الدراما تصنع واقعها بنفسها ولا تعكس الواقع، وهو ما يجعل المشاهد في حيرة من أمره بين واقعين»، بحسب ما ذكر في مقال له. وذكر الخاجة أن «من يتابع الدراما الخليجية ير أن المرأة تقدم في الغالب الأعم على أنها مستضعفة ومهملة، لا رأي ولا دور لها في اتخاذ القرار، وأن القرار داخل البيت هو قرار الرجل وحده، وأن مناقشته مع زوجته نوع من الضعف الذي يجب أن يظهر به، كما أنها دائما تتصف بالإهمال، وعدم القدرة على إدارة شؤون منزلها، تاركة تدبير أمورها للخادمات، ويتم تقديم غيرها من الجنسيات العربية على أنهن أكثر حكمة ووقوفاً بجانب الزوج عند الأزمات، فضلاً عن أنها تعيش دائماً حياة البذخ والترف».

تويتر