«معلمنا الحــب» يقود «البيت» إلى جولة «اســتثنائية»
ليلة استثنائية، بكل معنى الكلمة، شهدتها منافسات برنامج «البيت»، مساء أول من أمس، سواء على مستوى المكرمات السخية، أو جودة الإبداع الشعري، وبصفة خاصة في ما يتعلق بالمسابفة الرئيسة للبرنامج، التي تأتي بعنوان «شطر البيت».
مواهب واعدة قال الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، عبدالله حمدان بن دلموك، إن مكرمة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، تعد إضافة كبيرة للبرنامج، وتكريماً لشعرائه ضمن المكرمات التي لا تعد ولا تحصى في ميدان الشعر النبطي، ولها دور مهم في الارتقاء بالمشهد الأدبي. وأضاف «عندما تتوالى مكرمات سمو الشيخ حمدان بن محمد على برنامج البيت، فهذا يعكس مدى الاهتمام والرعاية الكريمة من سموه للبرنامج، الذي نجح ولايزال على مدار حلقات موسمه الثاني في اجتذاب مزيد من المواهب الواعدة التي استطاعت أن تحسن في الوصف وتبدع في التصوير».
حيرة إيجابية وصف مدير الإعلام والاتصال في مكتب سمو ولي عهد دبي، ماجد البستكي، الذي يقوم بجهود التنسيق والإشراف على المحتوى الشعري للبرنامج «الحيرة» التي تبدت على أسرة لجنة تحكيم برنامج البيت على الهواء مباشرة، سواء لحسم المتأهلين من الشاشة الفضية إلى الأخرى الذهبية، أو حتى اللقب النهائي بـ«الحيرة الإيجابية». وأضاف البستكي الذي اعتاد أن يجلس في زاوية غير مضاءة لمتابعة تصوير البرنامج من داخل الاستوديو، خلف الكواليس، لينتهز أقرب فرصة في الفواصل الإعلانية من أجل التواصل مع لجنة التحكيم، من منا لا يحتار حينما تكون الخيارات بين أبيات بلغت ذروة عالية في الإبداع والابتكار والتجديد في الصورة، مع الوضع في الاعتبار أن لكل شاعر ذائقته الجمالية الخاصة. وأشار البستكي إلى أن دعم سمو الشيخ حمدان بن محمد لبرنامج «البيت» لا يمكن فصله عن مجمل دعمه للإبداع الأدبي عموماً، ولنتاج الشعر الشعبي وشعرائه بشكل خاص، لاسيما في ما يتعلق بالمردود الذي تقدمه مبادرة حمدان بن محمد للإبداع الأدبي التي صدر عنها حتى الآن أكثر من ديوان شعر نبطي. |
ورصدت «الإمارات اليوم» كواليس تصوير البرنامج الذي يقام برعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، في مدينة دبي للاستوديوهات، ويبث أسبوعياً على شاشة قناة سما دبي الفضائية، إذ شهدت اللحظة الختامية التي أعقبت إعلان هوية الشطر الفائز، الإعلان عن مكرمة من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، باعتبار جميع المتأهلين الـ13 إلى المرحلة النهائية، فائزين، ليمنح كل منهم جائزة «الشطر» وقدرها 100 ألف درهم.
وجاءت الجولة التي تفصلها عن نظيرتها الختامية جولة وحيدة، مثيرة، وذات شغف من حيث المحتوى الإبداعي، لجهة الصورة الشعرية خصوصاً، وحسب مدير إدارة الاتصال والإعلام في مكتب سمو ولي عهد دبي، ماجد البستكي، فإن هذه الحلقة شهدت أكبر مشاركة من هواة ومحترفي الإبداع بالشعر الشعبي، من بين مختلف حلقات البرنامج، بتعدد موضوعات الشطر، بسبب ارتباط المحتوى الشعري المطلوب بـ«محبة رسول الله».
وأضاف البستكي «لم تكن الحلقة استثنائية فقط بسبب كم المشاركات، بل أيضاً لجهة نوعية الأشطر المقدمة، وهو الأمر الذي ألقى بمجهودات إضافية على لجان الفرز والتقييم، التي لم تحسم قرارها بشأن الأشطر المتأهلة إلى الشاشة الفضية، والتي تتم مناقشة مضمونها على الهواء مباشرة، سوى قبيل انطلاقة البرنامج بدقائق معدودة».
وذكر أن مكرمات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، راعي برنامج البيت، تتواصل في هذه الحلقة أيضاً، لتضفي مزيداً من التحفيز والتقدير للإبداع الشعري المتميز، في سماء النبطي، لافتاً إلى أن الجولة تضافرت فيها كل مقومات الألق الشعري، سواء من حيث المضمون الشعري نفسه، أو إثارة المنافسات، فضلاً عن مفاجأة الختام، وهي المكرمة التي ليست جديدة على سموه بالأساس، فضلاً عن كونها مستمرة ومتجددة أيضاً في محطات كثيرة من مسيرة البرنامج في دورتيه المختلفتين.
وأشاد البستكي بالانتهاء إلى الشطر الفائز المكمل لصدر البيت، الذي طرحته المسابقة قبل موعد انطلاقة البرنامج بأربع ساعات، فقط ليصبح البيت مكتملاً بإبداع المشارك نايف الرشيدي:
«على طول الزمن نكتب في حبك يا رسول الله.. معلمنا الحب ما يعلمنا الكراهية».
لكنه نوه أيضاً إلى الصعوبة التي واجهتها اللجنة على الهواء مباشرة في حسم هوية اللقب، بسبب جماليات الصور الشعرية المبتكرة التي أفرزتها مخيلات المشاركين.
ودفعت جماليات الأبيات بالفعل في كواليس البرنامج المحكمين إلى جدل طويل، خصوصاً شطر: «كلام يجعل اللي ما يحبونك يحبونك»، إذ أبدى الشاعر محمد المر إعجاباً بالشطر، ورأى التكرار في اللفظة الأخيرة مثيراً للتعمق، وهو ما أيّده الشاعر مدغم أبوالشيبة، في حين رأى نايف الرشيدي أنه تكرار مخل للقالب الشعري النموذجي. كما نالت الأشطر: «ألا تبت يدين من رسمك وشوه صوره، عسانا من يديك الطاهرة نسقي حناجرنا، ومن عاداك بأخلاقه عليه نرد بأخلاقك، وكل يعكس تقاليده وتربيته، عسانا فدوة اسمك كلنا من ميمه لداله، نحتاج لعمر ثاني ونحتاج لزمن ثاني»، إشادات من أعضاء لجنة التحكيم، خصوصاً شطر «ألا تبت يدين من رسمك وشوه صوره»، إذ تماس التناول بشكل مباشر مع الأحداث الأخيرة وتداعيات نشر الرسومات المسيئة، وهو الشطر الذي نال جائزة الشاعر الضيف، الذي كان في هذه الحلقة الشاعر السعودي حبيب العازمي.
ولم تكن المسابقة الأخرى «نبض الصورة» التي تتعلق بأفضل الأبيات التي ينفعل أصحابها شعرياً بأحد الإبداعات الفوتوغرافية التي التقطها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، حيث عرضت الشاشة 13 بيتاً للصورة التي تم عرضها في الحلقة السابقة، بعد أن تمت إضافة بيت استثنائي لها في هذه الجولة.
واختارت منها لجنة التحكيم الأفضل، وحل فهد الحويماني في المركز الثالث، ومفرح السبيعي وصيفاً في المركز الثاني، وكان المركز الأول من نصيب عبدالعزيز العقيلي عن «هذي ما هي شنطة كتب.. كفّتني الدنيا دروس.. عمري لـ(طابور الخبز)، ما هو لـ(طابور الصباح)». وألقى الشاعر حبيّب العازمي قصيدتين شعريتين، رسمتا لوحات شعرية نابضة بالجمال، تغنتا بحضارة دبي ومجدها، تخللتها محاورة شعرية بينه وبين عضوي لجنة التحكيم، الشاعرين مدغم أبوشيبة وزايد بن كروز.