«نحو نظرية تواصلية في التراث».. جديد يحياوي عن «كنوز»
عن دار كنوز المعرفة الأردنية، صدر حديثاً كتاب جديد للباحث المغربي رشيد يحياوي بعنوان «التبالغ والتبالغية.. نحو نظرية تواصلية في التراث».
أي أفق لبناء نظرية تواصلية أو علم للتواصل في المفاهيم التراثية؟ هذا ما سعى يحياوي للإجابة عنه في كتابه الذي تقوم أصوله على أطروحة دكتوراه دولة كرسها الباحث لقراءة جديدة للتراث العربي الإسلامي، انطلاقاً من وظائف الكلام والخطاب في التواصل، والكيفيات التي حددها القدماء لهذه الوظائف والتصورات التي ولدوها عنها. يندرج الكتاب الذي يقع في 450 صفحة في مسار الدراسات المعاصرة حول قضايا الخطاب والتداول، ودور اللغة في التواصل والمقاصد والمقامات وأثرها في بناء الخطاب، وإقامة التفاعل بين المتكلم والمتلقي. والباحث الذي اختار مصطلحاً جديداً يعوض به مصطلح «تواصل» برر اختياره لمصطلح «تبالغ» بديلاً عن نظيره الشائع بالارتباط اللغوي الاشتقاقي للتبالغ بالبلاغة والبلاغ والإبلاغ والتبليغ، وهي مصطلحات مترابطة عند الباحث وترصد العلاقات التفاعلية بين المتكلمين والمخاطبين، كما أن استعمالها راسخ في التصورات التراثية بخلاف المصطلحات ذات الرابطة اللغوية بالتواصل. وبناء على ذلك اختار الباحث مصطلح «تبالغية» لرصد ما يمكن عده علماً أو نظرية للتبالغ في حقول المعارف والعلوم التراثية، تتعدى التبالغ البليغ إلى التبالغ بمختلف مستوياته ووسائطه.
يذكر أن رشيد يحياوي أستاذ للتعليم العالي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية التابعة لجامعة ابن زهر بمدينة أكادير المغربية، حاصل على الماجستير في النقد القديم من جامعة عين شمس، وعلى دكتوراه الدولة من جامعة ابن زهر بالمغرب، وصدرت له مجموعة من الكتب.