تحية لموسيقار الأجيال من الفجيرة
استضافت هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، أول من أمس، بالتعاون مع سفارة جمهورية ألمانيا الاتحادية ومعهد «غوته» لمنطقة الخليج، أمسية موسيقية غنائية أحيتها فرقة «تبادل»، احتفاء بالملحن والموسيقار المصري الراحل، محمد عبدالوهاب، بحضور مدير عام بلدية الفجيرة عضو مجلس إدارة هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام رئيس الهيئة الدولية للمسرح، المهندس محمد سيف الأفخم ومديرة معهد غوته لمنطقة الخليج في أبوظبي، الدكتورة غابريلا لاندفير، وحضور جماهيري كبير من هواة الموسيقى في فندق «نوفوتيل» الفجيرة، وتأتي الأمسية ضمن جولة للفرقة تقدم خلالها حفلين آخرين في أبوظبي ودبي، تحت عنوان «موسيقى عبدالوهاب تجول العالم».
وتضمنت الأمسية مزيجاً مميزاً من المقطوعات الموسيقية الألمانية والعربية المتنوعة للموسيقار عبدالوهاب، قدمه مجموعة من العازفين الألمانيين الذين صنعوا في ألحانه العربية نسيجاً متجانساً من الأساليب الأوروبية المتنوعة، حيث بدأت الأمسية بمعزوفة افتتاحية للنشيد الوطني لدولة الإمارات، ثم توالت المعزوفات ما بين عزف الأوركسترا والغناء المنفرد والثنائي بأداء من الصوت النسائي ذي القدرة العالية على استحضار أغنيات الزمن الجميل ساندي شمعون، والعازف اللبناني الموهوب ربيع لحود، حيث برعا في الأداء الغنائي لأغانٍ متنوعة مثل «في يوم وليلة» و«عش البلبل» و«يا مسافر وحدك» و«ياللي حبك خلى كل الدنيا حب»، وغيرها من المقتطفات الغنائية بآلات موسيقية غربية حديثة.
يذكر أن فرقة «أوركسترا تبادل» قد تأسست في عام 2010 بجهود موسيقيين من كولونيا ومصر وتركيا، مستمدين إلهامهم من تجوال بعضهم في العالم العربي وحماسهم لإرثه الموسيقي. وخصصت « تبادل» في أول عزف جماعي في أوروبا برنامجاً كاملاً لواحد من أعظم ملحني العالم العربي في القرن الـ20 وهو الموسيقار المصري محمد عبدالوهاب.
ومن المعروف أن الموسيقار محمد عبدالوهاب قام بتلحين أكثر من 1000 مقطوعة موسيقية، ويعد واحداً من أعظم الملحنين في العالم العربي، وأكثرهم إبداعاً، كما أنه أول من أبدع الأفلام الغنائية العربية، وأدخل إلى الموسيقى العربية آلات موسيقية غربية مثل الغيتار الكهربائي والبيانو، وكذلك أنغام من أميركا اللاتينية مثل الرومبا والتشاتشا. ويعد مشروع موسيقى عبدالوهاب أكثر من مجرد مزيج من الموسيقى الألمانية والعربية، حيث ربط الموسيقار عبدالوهاب في ألحانه العربية أساليب أوروبية متنوعة وعناصر من الموسيقى الألمانية، وما يجعل موسيقاه متفردة، حسب ما توضح مديرة معهد غوته لمنطقة الخليج في أبوظبي، الدكتورة غابريلا لاندفير، التي تضيف «هنا يسمع المرء البولكا أو التانغو اللتين تمتلكان وقعاً مختلفاً تماماً عندما يتم دمجهما في الموسيقى العربية، ومن خلال استخدام الآلات الموسيقية الحديثة ينشأ مزيج رائع من أنغام الرقص الشرقي والجاز والروك، والفلكلور الذي يكون كلاسيكياً وحديثاً في الوقت نفسه».