50 لوحة في معرض هادي يزبك بدبي
«لبنان الحنين والزمان».. الفن ابن الطبيعة
تحتفي لوحات الفنان اللبناني هادي يزبك بالجمال من خلال المشاهد الطبيعية التي يصورها نقلاً عن الواقع، فيختار الضيع والقرى التي يحاول أن يرسم أشجارها ومنازلها بتفاصيلها البسيطة، بدءاً من أحجار القرميد الدافئة، وصولاً إلى سكون الطبيعة الجبلية وتفاصيل الحياة اليومية. قدم هادي نحو 50 عملاً في فندق ومنتجع شاطئ دبي مارين، تحت عنوان «لبنان الحنين والزمان» الذي احتفى فيه بالماضي الجميل، وتوغل في الزمن العتيق، بكل عناصره الجمالية.
تحية للإمارات قدم هادي يزبك ثلاث لوحات عن الإمارات، كانت بمثابة تحية للبلد الذي استضاف معرضه. واختار يزبك لأعماله أحد المعالم الشهيرة في دبي، وهو برج العرب، حيث صور البرج والنخيل، في لوحة مزج فيها الطبيعة مع العمران الحديث، فأبرزت الالتحام بين المعاصر والتراث في هذا البلد. فيما قدم في اللوحة الثانية الحصان، الذي يعتبر من المشاهد التي تعبر عن أهمية الخيل في البلد وارتباطه بالبيئة المحلية، وقد امتازت اللوحة بالحركة القوية للخيل، والتي أبرزت تفاصيله في امتزاج لوني جمع بين الأبيض والألوان الصحراوية مع الخلفيات التي حملت الألوان الهادئة. الأسلوب الانطباعي يعتمد الفنان هادي يزبك على الأسلوب الانطباعي في أعماله، وهو متخصّص في رسم اللوحات بالألوان المائيّة. تأثر بأعمال فنانين انطباعيين مشهورين، أمثال داوود قرم، حبيب سرور، سيزار الجميل، وعمر فروخ، ويتبع تقنيات وألوان عمر الأنسي. قدم مجموعة من المعارض في بيروت، أوتاوا، مونتريال، بوسطن، نيويورك، واشنطن دي سي، نيو جيرسي، القاهرة وأبوظبي، بينما يعد معرضه الذي اختتم أخيراً هو الأول له في دبي. |
حمل المعرض أعمالاً صوَّر الفنان من خلالها البيوت القديمة، التي كان منها المنزل الذي يعود إلى ما قبل القرن التاسع عشر. كان يجلس يزبك أمام بعض هذه البيوت، كي يقوم بنقل تفاصيلها عبر اللون، وبعضها يلتقط صورها كي يقوم بإعادة رسمها، فيتعمد رسم أجزاء من البيوت وليست كاملة، كي يترك المتلقي أمام مشهد غير مكتمل يداعب الذاكرة ويدعو إلى استكماله من المخيلة. وإلى جانب البيوت، يقدم يزبك مجموعة من اللوحات التي يتعمد من خلالها رصد التفاصيل الداخلية للبيوت، أو حتى التفاصيل اليومية في القرى، ومنها قطف الزيتون، بينما تبقى للوجوه حكاية خاصة مع يزبك، الذي يتعمد رسمها من خلال فئة كبار السن، الذين يمثلون عبق الماضي بكل ما تحمل ملامح وجوههم من خطوط رسمها الماضي.
وعن اختياره الطبيعة للرسم، أكد يزبك أن «كل رسام يبدأ مشواره برسم الطبيعة، والنهضة الأوروبية كانت من خلال الطبيعة، والألوان الفنية كلها تحمل الطبيعة بشكل أو بآخر». واعتبر أن ما ورثه الفنانون هو الفكرة، لكن كل فنان قدم ما يشعر به بالأسلوب الذي يرى به المشهد. ونوه بأن أكثر ما يجذبه بالمشهد الطبيعي هو أنه معرض للزوال من خلال اللوحات، وكذلك في الطبيعة نفسها، لذا فإن محاولته تندرج ضمن إطار توثيق هذا الجمال. ولفت الفنان اللبناني إلى أنه دخل إلى المدينة العتيقة، ليستقي من مشاهدها، إلى جانب القرى الجبلية التي صور بيوتها وطبيعتها، مشيراً إلى أن اللوحة التي يقدمها تعرضه للمحاكمة من قبل المتلقي. وشدد على أن الفن التشكيلي يجب أن يكون كالنافذة التي يجب أن تترك نصف مفتوحة ونصف مغلقة، موضحاً أن الفنان يعيش «الحنين»، وهو الحنين للأماكن التي تزول، بينما الزمن يغير الحجر والبشر، متخوفاً من أن يغلب الباطون الشجر.
أما لجهة تعمده رسم الزمن القديم في لبنان، فأكد أنه يتذكر الأماكن الجميلة، والحنين لها هو الموضوع الذي يجذبه، ويرى أنه لا يمكن أن يفي بحقه في معرض أو معرضين.
وحول وضع الفن، رأى يزبك أن هناك تراجعاً في الرسم والموسيقى، وهناك خطأ ما يحدث، وهو البدء بالتجريد مباشرة، علماً بأن التجريد هو خلاصة العمل، مشيراً إلى أن الجيل الجديد يستسهل ويبدأ بالتجريد. أما صعوبة العمل على الطبيعة فتكمن، برأي يزبك، في إظهار القدرات، في حين يبقى لكل فنان أسلوبه في قطف الضوء والألوان. وأثنى على الطبيعة في لبنان، التي تلهمه، حيث إنه يعتمد الألوان الجميلة والمشعة، وذلك من خلال الشمس والضوء والطبيعة المتميزة في لبنان، خصوصاً أن امتزاج هذه العناصر لا يمكنه أن يخرج لوحة ميتة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news