أكّد أن رسالة المتطرّفين وصلت بأقوى صورها سادية ودموية
ليث عبدالأمير: «مخرجو داعش» تجاوزوا هوليوود
دعا الأكاديمي والمخرج السينمائي ليث عبدالأمير إلى وضع ضوابط، للسيطرة على ما وصفه بـ«الوباء الصوري». وقال حول «الصورة الصادمة» في الأشرطة الدموية التي يبثها تنظيم «داعش»، لمشاهد قتل وحرق: «لقد تجاوز (مخرجو) أفلام (الدواعش) باستعراض فنتازيا القتل وتصوير مشاهد التمثيل بضحاياهم هوليوود نفسها»، مضيفاً أن «مخرجي هذه الصور لا تنقصهم اللغة السينمائية المفبركة بعناية بالغة، فهنا لا حدود أمام صانعي هذه الصور إلا الظهور بمظهر القاتل الذي لا يرحم، والذي له الحق المطلق في سفك الدماء كما يشاء».
وحول دلالات الفيلم القصير، الذي بثه التنظيم الدموي عن ذبح 21 مصرياً في ليبيا، قال عبدالأمير «يبدو أن الرسالة قد وصلت بأقوى صورها سادية ودموية، طبعاً هذا التنظيم والذي يعتبر أكثر التنظيمات إرهابية ودموية، لا يكتفي ببث الأفلام الصادمة، وإنما يتفنن أيضاً بعرض الصور البشعة».
من جانب آخر، أشار إلى أن صناع الإعلام يبدو أنهم بالغوا في إبراز المشاهد العنيفة والدموية الصادمة، مع كل تفاصيلها، مبيناً أن القنوات التلفزيونية والإخبارية التي همها الربح فقط، أصبحت تفرض «العنف الإعلامي» على المشاهدين دون رحمة، «وأقصد بالعنف الإعلامي هنا هو تلك الصور المهينة، التي تتعدى على خصوصية الإنسان، والتي تعرض مشاهد التعذيب والقتل المباشر وصور الذبح، وكل المشاهد السادية والقذرة، التي تهين الكائن البشري».
وتساءل «إلى أي مدى ستذهب الصورة بعيداً في عنفها، وما مستقبل الصورة عندما تتجاوز كل المحرمات والمقدسات؟ سؤال من المهم أن نطرحه ونحن نعيش في عالم تبنى فيه قناعات شريحة واسعة من الناس على المشاهدة»، مشيراً إلى أن المشاهد لا يمكن أن يستمر في ولعه بمثل هذه الأفلام الصادمة. وأكد أن «العنف غير مقبول أخلاقياً، وربما من الضروري التفكير في وضع ضوابط أخلاقية على مثل هذه المشاهد والأفلام السادية، تنظم الأبعاد والغايات السياسية من ناحية، والتجارية من ناحية أخرى، للسيطرة على هذا الوباء الصوري، الذي إذا تركناه يستشري ستكون عواقبه وخيمة على كل الصعد، وأكبر دليل ما يحدث في أوروبا في كل القنوات التلفزيونية المهمة، أنها تحظر نشر هذه الصور».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news