دبي «مباشر» من على ظهر نسر

يستعد أحد النسرين «دارشان» أو «فيكتور» اللذين ينتميان إلى فصيلتين نادرتين للقيام بمغامرة جديدة بعد غد السبت الموافق 14 مارس، تتمثل في التحليق من أعلى قمة في العالم «برج خليفة»، حاملاً على ظهره كاميرا فيديو حساسة وجهاز نقل فضائي، ليلتقط صوراً فريدة من نوعها للمنطقة المحيطة بالبرج، ويبث مقاطع حية تنقلها محطات فضائية عدة.

وتواجه المغامرة، التي تأتي في إطار حملة توعية للحفاظ على النسور المهددة بالانقراض، بحسب مؤسسة «فريدوم كونسيرفيشن» التي تنظم الحدث بالتعاون مع مكتب سموّ الشيخ حمدان بن محمد آل مكتوم، ولي عهد دبي، كثيراً من التحديات تتمثل في سرعة الرياح وظروف الطقس، وقدرة الطائر على حمل الكاميرا والجهاز المتصل بها، ويجري الإعداد لها منذ 42 يوماً.

تفاصيل رحلة

قال ممثل من إدارة تقنية المعلومات بمكتب سموّ ولي عهد دبي، محمد المهيري، إن «الكاميرا التي سيحملها النسر المُدرَب خلال المحاولة، والتي تُعدُّ من بين الأحدث والأصغر في العالم، سوف تسجل تفاصيل رحلة الطائر فوق دبي وتوثيقها من زاوية رؤيته نفسها، حيث سيتسنى للمهتمين حول العالم متابعة المشاهد نفسها الواقعة في مجال رؤية النسر، والتي سيتم من خلالها نقل مجموعة من أهم معالم مدينة دبي في بث حي».

إلى ذلك، قال ممثل شركة سوني، عبود خضرشاه، إن «فكرة إطلاق نسر من قمة برج خليفة شيقة للغاية، لذا رحبت الشركة بتوفير الدعم وتطوير كاميرات ذات مواصفات تقنية بالغة الدقة، والأهم من ذلك أنها قابلة للتركيب على جسم الطائر بطريقة انسيابية لا تزعجه خلال عملية الطيران، حتى يؤدي دوره بكل كفاءة».

وأضاف أن التحدي الذي واجه الشركة هو كيفية التصوير بجودة عالية من هذا الارتفاع الشاهق، مع احتمالات تعرض الطائر لاهتزازات كبيرة، واضطراره إلى محاولة التوازن باستخدام جناحيه، فضلاً عن تخفيف وزن الكاميرا لدرجة مناسبة، معتبراً أن «سوني» حاولت توفير كل الإمكانات اللازمة، وسوف تحدد التجربة مدى فعالية التقنيات المستخدمة.

وأفادت بأن «برج خليفة» يمثل إضافة مهمة تسهم في إنجاح الحملة، لكونه من أبرز المعالم العالمية بتفرّده كأعلى بناء على سطح الأرض بارتفاع يبلغ 829.8 متراً، وحال نجاح المحاولة سيحقق «دارشان» أو «فيكتور» رقماً قياسياً جديداً لتحليق نسر من أعلى بناء من صنع الإنسان.

وتفصيلاً، أعلن المكتب الإعلامي لحكومة دبي في مؤتمر صحافي أمس، عن حملة توعية للحفاظ على النسور النادرة المهددة بالانقراض، بالتعاون مع منظمة «فريدوم كونسيرفيشن» ومكتب سموّ ولي عهد دبي، تتمثل في إطلاق نسر نادر يحمل على ظهره كاميرا حساسة من أعلى قمة برج خليفة يوم السبت المقبل لتصوير دبي بطريقة مبتكرة وفريدة.

وقالت مديرة الاتصال الاستراتيجي بالمكتب الإعلامي، نورة المنصوري، إن احتضان دبي لهذه المبادرة يأتي انطلاقاً من اهتمامها بالقضايا البيئية، لاسيما المتعلقة بالطيور والحيوانات المهددة بالانقراض.

وأضافت أن «الفرصة ستتاح لوسائل الإعلام في نقل التجربة، واستخدام الصور الفريدة التي سوف يلتقطها الطائر، مؤكدة أن هذه التجربة تعكس الوجه الحضاري لإمارة دبي».

وأشارت إلى أن اختيار إمارة دبي لإطلاق الحملة التوعوية يأتي تقديراً لدورها البارز في مجال الحفاظ على البيئة، وجهودها المستمرة في مجال حماية الطيور المهددة بالانقراض، من خلال سنِّ القوانين والتشريعات التي ترمي إلى الحفاظ على تنوع الحياة الفطرية، وإنشاء المحميات الطبيعية التي توفّر الفرص الكفيلة بتكاثر مجموعة متنوعة من الحيوانات والطيور التي تتخذ من الصحراء موطناً طبيعياً لها.

إلى ذلك، قال مؤسس «فريدوم كونسيرفيشن»، أوليفيه ترافرز، إن «المؤسسة أعدت طائرين ليقوم أحدهما بهذه التجربة، الأول النسر (دارشان) الذي ينتمي إلى فصيلة (النسور الإمبراطورية)، أو النسر (فيكتور) من فصيلة (النسور بيضاء الذيل)»، مشيراً إلى أن تحليقهما من قمة «برج خليفة» يهدف إلى رفع مستوى الوعي العالمي حول هذا الموضوع.

وأضاف أنه جرى الإعداد جيداً لهذه التجربة الفريدة، إذ طور الشريك الاستراتيجي «سوني للإلكترونيات» كاميرا بالغة الدقة والصغر، ليمكنها نقل صورة ذات جودة عالية، رغم الاهتزازات التي تحدث أثناء طيران النسر.

وأشار إلى أن الإعداد الجيد للمغامرة لا يلغي وجود تحديات كبيرة، أهمها على الإطلاق تقلبات الطقس، خصوصاً في الوقت الراهن، إضافة إلى قدرته على تحمّل وزن الكاميرا وجهاز البث، لافتاً إلى أنه تمت تجربة هذه الأمور، لكن يظل الأمر مرتبطاً بسرعة الرياح ومعدل الاهتزازات في أجنحته.

وأوضح أن «هناك تفاؤلاً بنجاح التجربة، لكن يتوقف الأمر بالكامل على استجابة النسر وقدرته على تحمل البيئة التي يطير بها، وهذه هي الرسالة الأساسية للحملة»، مشيراً إلى أن من الوارد أن ينفذ المهمة على أكمل وجه، ويقوم بدورة كاملة يلتقط فيها صوراً مختلفة بزوايا جديدة لمدينة برج خليفة، وربما يهبط بشكل عمودي يعود إلى نقطة الانطلاق، قبل إتمام المهمة.

وأفاد بأن النسور التي ترعاها «فريدوم كونسيرفيشن» نجحت سابقاً في التحليق من أعلى برج «إيفل» في باريس، وكاتدرائية سانت باول في لندن، إضافة إلى «برج العرب» في دبي، والتقطت صوراً رائعة وفريدة لفتت انتباه الناس إلى جهود المؤسسة، مشيراً إلى أن الخبير بالمنظمة العالمية «جاكوس ــ أوليفر ترافيرز»، نجح في تطوير أساليب جديدة ومبتكرة عززت نجاح عمليات إعادة إطلاق الطيور الجارحة المهددة بالانقراض في مواطنها الأصلية.

إلى ذلك، قال المؤسس المشارك في «فريدوم كونسيرفيشن»، رونالد مينزل، إن «برج خليفة» يمثل إضافة مهمة تسهم في إنجاح حملة حماية النسور النادرة المهددة بالانقراض، لكونه من أبرز المعالم، وتفرده كأعلى بناء على سطح الأرض بارتفاع يبلغ 829.8 متراً، لافتاً إلى أنه حال نجاح المحاولة سيحقق «دارشان» أو «فيكتور» رقماً قياسياً جديداً لتحليق نسر من أعلى بناء من صنع الإنسان.

وأضاف «مؤسسة (فريدوم كونسيرفيشن) تعمل على مستوى عالمي لتنفيذ مبادرة حماية الحيوانات المهددة بالانقراض بشكل عام، لكن تركز جهودها حالياً على الطيور الجارحة، من خلال برنامج متقدم لإعادة تأهيلها للعودة إلى الطبيعة والتأقلم من دون التعرض لمخاطر أو أضرار». وتابع: «الطرق المستخدمة في هذا المجال ليست جميعاً فاعلة، إذ عانينا في كثير من الحالات عدم قدرة الطائر على التأقلم، ما دفعنا لابتكار أسلوب جديد يعتمد على إطلاقها من ارتفاعات عالية، وذلك لحمايتها في ظل أن بعضها معرض للانقراض، وأعدادها باتت قليلة جداً على مستوى العالم».

وأوضح أن «من الأساليب التي تطبقها المؤسسة تدريب الطائر على أساليب البقاء في الطبيعة عبر تدريبه على الطيران السريع خلال فترة أسره، لكن تبقى هناك حاجة ملحة لتوعية العالم وتعريفه بالدور الذي نقوم به، مشيراً إلى أن فريق العمل يقوم بجولة حالياً حول العالم، لكن تظل دبي وجهة مهمة، نظراً لطبيعتها ووجود أماكن فريدة بها، مثل برج خليفة».

ولفت إلى أنه لم يتخيل حجم التحديات التي تواجه تجربة إطلاق الطائر من قمة برج خليفة، في ظل ارتفاعه الشاهق، ما دفع المؤسسة إلى إعداد صندوق بمواصفات معينة وحمل الطائر إلى القمة مرات عدة حتى يتأقلم مع الارتفاع، ويستطيع أداء التجربة بنجاح، مؤكداً أن النتائج ستكون مهمة ومفيدة في جميع الحالات، لأنها ستساعد المؤسسة على تحسين أساليبها في العمل خلال المرحلة المقبلة. وشرح أن «فريدوم كونسيرفيشن»، التي تأتي بالتعاون مع «إس أو إس – سيف أور سبيشيز»، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، تهدف إلى رفع الوعي بحماية الطيور والحيوانات المهددة بالانقراض، لاسيما المدرجة في قائمة «آي يو سي إن» الحمراء للفصائل المعرضة لخطر الفناء.

وحول الدعم الذي قدمه مكتب سموّ ولي عهد دبي للمبادرة، قال ممثل من إدارة تقنية المعلومات بالمكتب، محمد المهيري: «استغرق الإعداد لإطلاق النسر من قمة برج خليفة ما يزيد على 42 يوماً، قمنا خلالها بتنفيذ خطة متكاملة لإنجاح المهمة، حيث إن عملية إطلاق النسر تحمل تحديات كبيرة، كونها ستكون من برج خليفة، أعلى بناء في العالم، كما أنها ستُبث على الهواء مباشرة، حيث سيزود النسر بكاميرات فيديو وأجهزة بث حي ترسل مشاهدها، بشكل مباشر، عبر قنوات عالمية عدة، إضافة إلى شاشات (دبي مول)».

الأكثر مشاركة