يحافظ على طلّته السنوية في رمضان على شاشة «سما دبي»

حـيــدر محـمـد.. 10 سنوات في فضاء «شـــعبية الكرتون»

صورة

يحافظ فنان الكاريكاتير حيدر محمد، على إطلالة مسلسل «شعبية الكرتون» للعام العاشر على التوالي على شاشة تلفزيون «سما دبي»، خلال الموسم الرمضاني المقبل، بعد أن أصبح المسلسل بمثابة علامة مميزة على شاشة القناة، في موعده الثابت عقب تناول الإفطار.

تفرّد محلي

وصول مسلسل «شعبية الكرتون» لعامه العاشر دون توقف، هو بمثابة ظاهرة ينفرد بها المسلسل في سياق المنتج التلفزيوني الإماراتي، فمسلسل «حاير طاير»، الذي مهد لشعبية جابر نغموش، وكانت تلتف حوله الأسرة الإماراتية توقف عند جزئه السادس، في حين توقف مسلسل كرتوني انطلق مع حيدر هو «فريج» عند جزئه الخامس، أما مسلسل «طماشة»، فلايزال يتطلع لجزئه السادس، وجميعها أعمال لم تستطع الحفاظ على إطلالتها السنوية.

في الوقت الذي كانت بعض المسلسلات متعددة الأجزاء تلجأ إلى الظهور عاماً والغياب عاماً أو أعواماً أخرى، أو حتى الاكتفاء بعرض 15 حلقة فقط، فإن الوحيد الذي حافظ على الحضور سنوياً بـ30 حلقة كاملة في معظم أجزائه هو مسلسل «شعبية الكرتون»، الذي بدأ من خلال تقنية ثنائية الأبعاد، طورها في ما بعد لثلاثية.

حيدر الذي يراقب ردة فعل الجمهور، ويرصدها وينشغل بها، ويحللها بدقة، قدم أعمالاً كرتونية أخرى بالتزامن مع «الشعبية»، منها: «منصور» و«أشحفان» وغيرهما.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/03/281398.jpg

حيدر الذي انتقل بعد مشوار طويل مع الكاريكاتير الصحافي عبر جريدتي «البيان» ثم «الإمارات اليوم»، قبل أن يتميز بمشروعه «شعبية الكرتون»، الذي دخل به فضاء الأعمال التلفزيونية، قال لـ«الإمارات اليوم»: «إنه سيسعى إلى مزيد من التجديد في (شعبية الكرتون) هذا العام، سواء عبر المضمون، أو من خلال شخصيات جديدة»، لافتاً إلى أن أبرز تلك الشخصيات ترتبط بشخصية «بو مهير»، من خلال مذيعتين تنضمان إلى أسرة المسلسل للمرة الأولى هما: المذيعة هدى حمدان، والمذيعة منال أحمد.

مبدع «شعبية الكرتون»، الذي عرف أيضاً مجال صناعة الكرتون عبر رسائل الوسائط التلفونية في بدايات محاولاته ابتكار شخصيات كرتونية ذات مسحة كوميدية ساخرة، عرفت انتشاراً كبيراً قبل إعلانه عن «شعبية الكرتون» قال: «سيستمر (بومهير) المعروف بمغامراته النسائية، وزيجاته المتعددة في الجري وراء نزواته، لكن المصادفة ستقوده للجمع بين شخصيتين تمتهنان ـــ حسب السياق الدرامي للحلقات ـــ مهنة الإعلام، وهما (خضرا وريماني)، وللمصادفة أيضاً، فإن من يقوم بدورهما بالفعل هما إعلاميتان».

وأشار حيدر إلى أنه منذ الموسم الماضي وهو يسعى إلى إدخال عناصر تجديد في المسلسل الذي أصبح الآن أكثر مسلسل إماراتي ارتبط بالعرض الرمضاني، لاسيما في ظل توقف مسلسل «فريج» بعض الدورات بعد أن واكب موسم انطلاقة «شعبية الكرتون» نفسه، في حين أن مسلسل «حاير طاير»، الذي كان يقوم ببطولته الفنان جابر نغموش، وارتبط أيضاً بالعرض الرمضاني، توقف عند موسمه السادس. ومن الشخصيات التي يسعى حيدر محمد، بالتنسيق مع كتاب السيناريو، إلى تفعيل حضورها خلال الجزء الجديد من المسلسل أيضاً شخصية (مطنش)، وهي شخصية بدوية تتسم بخفة الظل، تظهر في السياق الدرامي على أساس كونها من سكان مدينة العين، لكنها كثيرة التردد على «الشعبية» في دبي، من خلال صداقتها لـ(بوعنبر)، حيث يؤدي شخصية «مطنش» أحدى المواهب الناشئة التي اكتشفها حيدر بنفسه، وهو ماجد الكتبي.

ونفى حيدر محمد ما تردد عن أن المسلسل الكرتوني قد يتجه إلى قناة أخرى منافسة ليست ضمن مؤسسة دبي للإعلام، مؤكّداً أن هناك ارتباطاً تعاقدياً يرتبط من خلاله بالعرض على قناة «سما دبي» التابعة للمؤسسة، مشيراً إلى أن هناك علاقة حميمة أصبحت تربط أسرة «شعبية الكرتون» ومشاهدي قناة «سما دبي» على وجه الخصوص. تجديدات «شعبية الكرتون» لن تحافظ على استقرار بعض الشخصيات، وقد تؤدي أن يتزحزح «شامبيه» عن دور البطولة المطلقة التي تجعله محركاً لمعظم الأحداث، وهي تغييرات قد تطال شخصيات رئيسة أخرى مثل «عتوقة» و«سبتوه» و«حنفي» وغيرها. وحول الانتقاد الذي تعرّضت له بعض حلقات «شعبية الكرتون»، بسبب ما اعتبر ترويجاً لبعض الجهات الراعية، قال فنان الكاريكاتير حيدر محمد: «إن أهم أنواع الإبداع هو ذلك الذي يصب بشكل مباشر في خدمة المجتمع»، مؤكّداً أن استيعابه لشخصيات تروّج لاستراتيجيات مؤسسات عامة، ومؤسسات ذات نفع عام، هو أمر يصب في المظلة الأشمل، والأهم ليس لتلك المؤسسات فقط بل للأعمال الفنية والدرامية أيضاً وهو خدمة صالح المجتمع.

وأضاف مبدع المسلسل الكرتوني «شعبية الكرتون»: «هناك فارق كبير بين أن يكون العمل الفني تقريرياً وبين أن يستوعب صالح المجتمع، ويحمل رسالة وقيمة تثقيفية أو توعوية، وهو إبداع يبقى في الوقت ذاته بحاجة إلى احتراف وموازنة دقيقة بين متطلبات العمل الفني، والرسالة الهادفة».

وأكّد حيدر أنه سيستمر على النهج ذاته الداعم للمؤسسات الوطنية وذات النفع العام، وحتى المؤسسات الخاصة حينما يكون هدفها توعوياً وتثقيفياً، معتبراً وجود شخصية مثل «نشيط» في فعّالية كبرى هي «سباق العائلة الذكية»، الذي نظمته مؤسسة ماجد الفطيم الخيرية في حديقة زعبيل، فضلاً عن وجوده في سائر حملات التوعية الأخرى، واهتمام الأطفال واحتفائهم بوجوده، تأكّيداً على أننا من خلال الفن عموماً، والشخصيات الكرتونية بصفة خاصة، نستطيع أن نكون موجودين ليس من خلال شاشات التلفاز فقط، بل أيضاً في الشارع والمدرسة والحديقة والنادي، وغيرها من أجل خدمة المجتمع.

تويتر