«السيارات الكلاسيكية».. تذكارات لاتزال تمشي

يعيدنا معرض السيارات الكلاسيكية إلى سنوات صارت من التاريخ، حيث يقدم نحو 360 سيارة كلاسيكية، منها ما يعود إلى ما قبل الحرب العالمية الثانية، إلى جانب بعضها الذي يعود إلى أوائل الثمانينات، والتي تعد الأحدث. ويشكل المعرض، الذي يختتم اليوم في بوليفارد محمد بن راشد، نافذة على الماضي من خلال السيارات، حيث يأخذنا إلى أشكالها القديمة، وتصاميمها الخاصة، وكذلك ألوانها المختلفة. ولعل أبرز ما يميز السيارات المعروضة هي أنها محافظة على تاريخها، ولا تلامس الحاضر وأدواته وثورته إلا في أعمال الصيانة للمحافظة عليها.

جوائز

تشرف لجنة تحكيم على اختيار السيارات الفائزة، إذ يتم تقسيمها الى فئات، ومنها جائزة الإمارات، جائزة دبي، جائزة إعمار، أفضل شاحنة كلاسيكية، أفضل سيارة من فترة ما قبل الحرب العالمية الثانية، أفضل سيارة تاريخية، أفضل سيارة كلاسيكية عصرية، أفضل سيارة أميركية، أفضل سيارة في المسيرة، جائزة الجدارة، وأفضل دراجة كلاسيكية، وغيرها. هذا إلى جانب جائزة مخصصة للجمهور، وستعلن النتائج الخاصة بالجوائز مساء اليوم.

ندرة

الحكم على السيارات يبدأ من تشابه السيارة مع وضعها الأصلي، وإن كانت محافظة على وضعها كما صنعت، وأن السيارات التي أنتجت بكميات قليلة تحافظ على قيمتها، في حين أن السيارات التي أنتجت منها الملايين لا تحافظ على قيمة مادية عالية، وإن كانت قديمة.

ويعد اقتناء السيارات الكلاسيكية هواية أو حتى استثماراً، تماماً كما يحدث في الفنون البصرية، حيث يمتلك البعض مجموعات ضخمة تصل إلى عشرات السيارات. وإلى جانب السيارات القديمة المحافظة على شكلها، هناك مجموعة من السيارات التي عدّل أصحابها عليها أو غيروها، ومنها التي تحولت لتكون صديقة للبيئة.

وقال العضو المنتدب لشركة إعمار، أحمد المطروشي، إن هذه الدورة هي الأكبر، وعدد السيارات وصل إلى 360 سيارة، وما يميز المعرض هو نوعية السيارات، فهي الأجود والأقدم، لاسيما أن المعرض بات معروفاً، وباتت المشاركات فيه تتوسع. واعتبر أن ما يميز المعرض هو أنه يجمع مجموعات سيارات لمواطنين ومقيمين، وهي مفتوحة للجميع، كما أنه يقدم أنواعاً متباينة من السيارات من حيث النوع والقيمة المادية.

من جهته، قال رئيس نادي الإمارات للسيارات والسياحة، محمد بن سليم، إنه «المعرض السابع مع إعمار، والمشاركة ترتفع، فاقتناء السيارات القديمة ثقافة وتجارة، لاسيما أن أسعارها ارتفعت أكثر من 30% في في الآونة الأخيرة». وأشار إلى أن تنظيم الحدث يتم سنوياً بشكل مميز، وبالتالي فإن استدامته تفيد المنطقة ككل، موضحاً أنه حين بدأ قيادة هذه السيارات، كان يجدها مختلفة، إلا أنه مع الوقت أحبها، وباتت لديه مجموعة كبيرة تتعدى الـ100 سيارة. وشدد على أن الأهمية للنوعية وليس العدد، إلى جانب القوانين التشجيعية التي تسهل تسجيل السيارات، إضافة إلى الصيانة والترميم. ويفضل بن سليم الأوروبية، منوهاً بأن الأميركية منتشرة أكثر في الإمارات، لأنها من السيارات الرائجة في البلد.

أما عضو لجنة التحكيم، سهيل مرار، فلفت إلى أن الحكم على السيارات يبدأ من تشابه السيارة مع وضعها الأصلي، وإن كانت محافظة على وضعها كما صنعت. وشدد على أن السيارات التي أنتجت بكميات قليلة تحافظ على قيمتها، في حين أن السيارات التي أنتجت منها الملايين لا تحافظ على قيمة مادية عالية، وإن كانت قديمة. أما المحافظة على السيارة بحالتها الجيدة، فتكمن في صيانتها بشكل جيد. ولفت مرار إلى وجود أنواع من السيارات القديمة التي أنتجت بنسخ محدودة، أو التي أوقف إنتاجها، وهي الأندر، مشيراً إلى أن بعضها يقدر بالملايين. وأشار إلى أن السيارات الأميركية لا يرتفع سعرها كالأوروبية، لأن إنتاجها كبير. ومقارنة بالسنوات الماضية، أوضح مرار أن الدورة السابعة تحمل أكبر عدد من السيارات، وهذا دليل على شعبية المعرض، كما أن ما يهم المعرض أن يتم إخراج كل السيارات، فهناك الكثير من السيارات التي مازالت لا تقدم في المعرض، لكنها ثروة وطنية لابد من أن يراها الناس.

بينما أكد عضو لجنة التحكيم، روني كرم، أن التنظيم الخاص بالمعرض تطور كثيراً عن العام الماضي، وهناك الكثير من السيارات الجديدة النادرة، لافتاً إلى أن الخيار سيكون صعباً على لجنة التحكيم. وتصنف السيارة كلاسيكية كلما كان عمرها يفوق 30 عاماً، معرباً عن كون هذه السيارات تحمل روحاً مميزة، فالسيارات الحديثة تتشابه كثيراً اليوم، فهي تصمم على الكمبيوتر، ولا يمكن أن نعرف السيارة إلا من اسمها، بينما في السيارات القديمة نجد أن لكل منها هوية واضحة. ورأى أن السيارة الكلاسيكية تتطلب الكثير من العناية، فيجب أن يقودها صاحبها ويحافظ عليها، لا أن يركنها، معتبراً إياها استثماراً آمناً للكثير من أصحاب الأموال، فبعد الأزمات المالية، البعض فقدوا ثقتهم بالبنوك، وباتوا يستثمرون في السيارات، لاسيما أن المزادات العالمية تقدم هذه السيارات بأسعار خيالية. وروى عن وجود مجموعة كبيرة من السيارات الكلاسيكية لشخصية معروفة وجدت في حالة مزرية، كونها لم تكن تخضع للصيانة، كما أن أهل الشخصية اكتشفوها بعد وفاته بسنوات طويلة، لكن منها ما بيع بأسعار تفوق سيارات من النوعية والسنة نفسها، وأفضل حالاً، وذلك بسبب اسم المالك للسيارات.

أما الإماراتي محمد الطاهري، فلديه مجموعة تتألف من 27 سيارة كلاسيكية، وهي كلها تنتمي إلى المرسيدس، وتعود إلى السنوات التي تراوح بين 1956 و1986. وأشار إلى أنه مهندس سيارات، وقد اختارها من نوع واحد، كون صيانتها ممكنة والقطع متوافرة. وأشار إلى أنه في كل إجازة أسبوعية يقود إحدى سياراته، منوهاً بأنه ورث الهواية عن جده، وسيارة جده هي السيارة الأحب إليه. أما أغلى سيارة في مجموعته فتصل قيمتها إلى 600 ألف درهم. أما المصري إسماعيل تمرز، فنوه إلى أن سيارته تعود إلى عام 1960، وهي كاديلاك، وتحمل قيمة عاطفية بالنسبة إليه، ولهذا اقتناها، فجدته كانت تملك السيارة نفسها، وباللون نفسه، واشتراها كي يفاجئها بها. وأشار تمرز إلى أن صيانة السيارة تطلبت ثلاث سنوات، مبيناً أن هذا العالم جميل، وهو يتطلب شخصاً يحب السيارة، متأملاً أن يفوز في المسابقة، لاسيما أن سيارته تحمل مواصفات مميزة.

في المقابل، قال المصري نادر سالم، إن سيارته بحالة جيدة، فهو المالك الثالث لها منذ خروجها من المصنع، وهي لاتزال بحالة جيدة، وكانت في تكساس منذ أن خرجت من المصنع إلى اليوم. وأشار الى أنه لا يسمح لأحد بأن يغير في السيارة، وأنها سيارته الكلاسيكية الأولى في الإمارات، مشيراً إلى أنه يملك سيارة أخرى في مصر. وشدد على أن السيارات القديمة هي السيارات الحقيقية، فهي أمتن وأقوى، وتحافظ على قوتها، بينما السيارات الحديثة لا تحمل هذه المواصفات. أما العراقي محمد المصلح، فيقدم في المعرض سبع سيارات، في حين أن الأبرز هي التي عدل عليها حتى تصبح صديقة للبيئة، فأصبحت سيارة كهربائية، كما أنها تحمل خاصية تعطير الأجواء، وهي خاصية أضافها إليها. واعتبر المشاركة في المعرض مهمة لا من أجل الفوز، بل من أجل الوجود فقط.

الأكثر مشاركة