«جزيرة السلاحف»: الخصوصية والرفاهية المفرطة
الخصوصية الشديدة والرفاهية المفرطة هما العنوان الأكثر تعبيراً عن تجربة زيارة «فيلا برايفت آيلند» أو «جزيرة السلاحف». هذه الجزيرة التي تقع شمال المالديف، وتحولت أخيراً من جزيرة تتوافد إليها السلاحف البحرية، التي يطلق عليها اسم «فيلا Velaa» في اللغة المالديفية المحلية، لتعشش وتفقس (ومنها اكتسبت الجزيرة اسمها)، إلى واحد من أبرز المنتجعات في العالم، وأكثرها ترفاً ورفاهية.
أسباب عدة تجعل من «فيلا برايفت آيلند» وجهة مميزة لقضاء عطلة تبقى طويلاً في الذاكرة، من بين هذه الأسباب الاسلوب الذي تم تصميم المنتجع وفقاً له، والذي يضع الخصوصية الكاملة كمعيار رئيس لتصميم المكان، وهي خصوصية ممزوجة بالترف، بما يتيح للزائر فرصة فريدة بأن يطلق لنفسه العنان للاسترخاء والاستمتاع بجماليات المكان وطبيعته الساحرة، وهو ما يناسب تماماً السيدات والعائلات العربية، التي تحتاج إلى هذه الخصوصية للاستمتاع بالمكان بداية من السير على شاطئ المحيط الهندي ورماله البيضاء الناعمة، وصولاً للاستمتاع بمرافق الفلل والمنازل في الجزيرة، مثل حمام السباحة، والأماكن المجهزة للاسترخاء تحت الشمس، والأماكن المخصصة لإقامة الحفلات والسهرات في الهواء الطلق الملحقة ببعض الفلل في الجزيرة. هذه الخصوصية تمت مراعاتها في تصميم كل تفاصيل المنتجع والمنازل والفلل الـ43 التي يضمها، فقد بني 18 مسكناً منها فوق سطح المياه، من بينها «المنزل الرومانسي» المزود بمسبح خاص، الذي لا يمكن الوصول إليه إلا عن طريق المركب، ما يتيح المزيد من الخصوصية والحصرية.
الترف والرفاهية أيضاً يلعبان دوراً كبيراً في تميز تجربة الإقامة في «فيلا رايفت آيلند» حتى قبل أن يصل إليها الزائر؛ منذ وصوله إلى مطار دبي، حيث يحظى بقدر كبير من الراحة في «صالة الدرجة الأولى» و«صالة رجال الأعمال» التي توفرها «طيران الإمارات»، التي تسير ثلاث رحلات مباشرة يومياً من مطار دبي إلى المالديف، ويستمر الشعور نفسه بالراحة والترف طوال الرحلة لما تتميز به مقصورات الطائرة من وسائل الاسترخاء وحفاوة طاقم الطائرة، وعند الوصول إلى مطار ماليه عاصمة المالديف ينتقل الزائر من المطار إلى صالة استقبال تجمع بين الفخامة والأناقة، خصوصاً لاستقبال زوار منتجع «فيلا برايفت آيلند»، تتضمن جلسات مريحة وأماكن استرخاء تطل على المحيط مباشرة، كما تقدم لهم المشروبات والمرطبات إلى أن تصل الطائرة البحرية، وهي وسيلة الانتقال إلى الجزر المختلفة التابعة للمالديف. عقب رحلة مدتها 45 دقيقة بالطائرة البحرية يصل الزائر إلى «فيلا برايفت آيلند» ليجد في استقباله موكباً من العاملين في الجزيرة، لينتقل بعدها إلى المسكن الذي سيقيم فيه تقله عربة من النوع الذي يستخدم في ملاعب الغولف، وهي وسيلة التنقل على ظهر الجزيرة. مظهر آخر من مظاهر الرفاهية التي يستمتع بها زائر الجزيرة يتمثل في خدمة المشرف باتلر، الذي يتم تخصيصه للاهتمام بالمقيمين في كل سكن، ويقوم بتعريفهم بالمرافق والتسهيلات في السكن، والخدمات التي يمكن توفيرها لهم لقضاء عطلة لا تنسى، مثل تنظيم الرحلات على الجزيرة أو الرحلات البحرية أو تنظيم الحفلات، وغير ذلك من أنشطة. ويتيح المنتجع، الذي تم افتتاحه في ديسمبر 2013 خيارات مختلفة للسكن بما يتناسب مع احتياجات للنزلاء، وفقاً لعددهم، واحتياجاتهم، فهناك فلل تضم غرفة نوم واحدة، وفلل ديلوكس، ومنازل بغرفتي نوم، وفلل مجهزة بأربع غرف نوم تتسع لـ10 أشخاص، إلى جانب منزل محاط بالمياه ومؤلف من غرفتي نوم يقع على طرف الجزيرة وضمن نطاق خاص وحصري. ويتمتع كل مسكن من هذه المساكن بإطلالة على شاطئ المحيط الهندي، وحمام سباحة خاص. وتم بناء هذه المساكن ومرافق المنتجع باستخدام مواد محلية لتجمع بين الطابع المعاصر والديكور الداخلي، كما في الشرفات الفسيحة وشرفات المراقبة المسقوفة بالقش التقليدي لتوفير أقصى قدر من الظلال، والنسيم العليل، وفي القوت نفسه التواجد وسط المناظر الطبيعية الخلابة في أجواء من الخصوصية.
ويوفر المنتجع أيضاً لزواره تجربة فريدة للاسترخاء والحصول على علاجات مختلفة للجسم والوجه من خلال «سبا ماي بليند باي كلارينز»، الذي يعد واحداً من فروع معدودة في مختلف أنحاء العالم، ويضم «السبا» أول «غرفة ثلج» في المالديف، ويوفر مجموعة متكاملة من العلاجات والمنتجات تقدم في فلل منعزلة أقيمت على المياه، وتشمل هذه العلاجات: علاجات العناية بالوجه باستخدام تقنيات أوروبية متطورة، وأنواع مختلفة من المساج التقليدي المعروف في آسيا، وعلاجات للجسم. إلى جانب نوعين من العلاج لا يتوافران إلا في المنتجع، هما: «فيلا آيلند فانتازي» و«آيلند بودي بوست» اللذان تم تطويرهما من قبل «كلارينز باريس» حصرياً، واستوحيا من جمال المالديف الطبيعي. ولهواة الاسترخاء الكامل، أو الذين يعانون ضغوطاً كبيرة سواء في العمل أو الحياة؛ يقدم «السبا» علاج «ووك 7 كلاود 9» الذي طوّره الفنان والباحث في مجال الإدراك الحسي شا من فيينا، ليقدم مفهوم علاج سبا شامل لمواجهة التوتر والضغوط اليومية، وهو عبارة عن غرفة يوجد بها مكان للاستلقاء يشبه السحابة التي تساعد على الاسترخاء، وفي الوقت نفسه توفر علاجاً بالألوان والموسيقى أيضاً.
ويتضمن منتجع «فيلا برايفت آيلند» العديد من المرافق، مثل المطاعم المختلفة، خصوصاً مطعم «تافارو» الذي صمم على شكل برج بتصميم مميز، يتآلف مع طبيعة الجزيرة، ويقدم المطعم أطباقاً بأسلوب تيبانياكي المميز، حيث تحتل جلسات الطهي المباشر مكاناً بارزاً فيه. وكذلك «حضانة السلاحف» التي تقوم برعاية السلاحف والحفاظ عليها. إلى جانب «أكاديمية فيلا للغولف من أولزابال» التي صممها خوسي ماريا أولزابال الشهير ببراعته في تسديد الضربات القريبة، وتديرها شركة ترون، وتقدّم هذه الأكاديمية تجربة غولف تناسب الجميع للاستمتاع بممارسة اللعبة أو حتى التعرف إليها لأول مرة وسط المساحات الخضراء الواسعة.
وللأطفال يوفر المنتجع نادي «لا فيلا» (أي «السلحفاة الصغيرة») للصغار، لقضاء أوقاتهم في التعلم وتطوير مهارات جديدة وتشكيل صداقات جديدة مع أطفال من مختلف أنحاء العالم. كما يضم المنتجع مكتبة واسعة وجاهزة لاستقبال الكبار والصغار على حد سواء.
ماليه
عاصمة المالديف والميناء الرئيس، وهي مدينة صغيرة المساحة، لكنها تحمل طابعاً خاصاً. وتكثر فيها المساجد والأسواق، وتتخللها شوارع صغيرة متشابكة تبدو كالمتاهة لمن لا يعرفها، الأمر الذي يمنحها سحراً خاصاً. ويبلغ طول جزيرة ماليه كيلومترين وعرضها كيلومتراً واحداً، وحدودها مكتظة بالبنايات، وعدد سكانها نحو 65 ألف نسمة، لكن مع العمّال الأجانب والسياح يصل تعدادها إلى 100 ألف شخص.
رياضات
لا تكتمل العطلة من دون الرياضات المائية التي تضفي على الرحلة حيوية ومتعة إضافية؛ ومن الرياضات المائية التي تتوافر في منتجع «فيلا برايفت آيلندا»: الغوص، ورياضة ركوب الأمواج التي تضم سبعة خيارات مختلفة لحجم اللوح، و10 مواصفات إبحار تلائم كل الظروف والتجارب، بدءاً من تدريب المبتدئين الذين لا خبرة لهم إلى أكثر البرامج المتقدمة للمحترفين. ورياضة ركوب القوارب الشراعية، ورياضة التزلج على الماء بالطائرات الورقية عبر طائرات ورقية من نوع «إف1»، وهي الأفضل في العالم حتى الآن، كما تتوافر زوارق الكاياك بثلاثة خيارات مختلفة ومسلية: لشخص واحد أو اثنين أو ثلاثة أو أربعة. وكذلك ألواح التجديف وقوفاً، والدراجات المائية، وقوارب سيبوب التي تتيح الإبحار من دون جهد على السطح أو تحته كالدلافين.
إلى جانب مركز فيلا للغطس، حيث يستكشف الغطاسون مواقع غطس مختلفة وجديدة، فضلاً عن مشاهدة أجمل الحيوانات في المالديف مثل قرش الشعب المرجانية الرمادي، والقرش الممرضة، وأسماك المانتا راي الموسمية، وأسماك الرقيطة المنقطة بالأسود، وأسماك شعاع النسر الجميلة.
هناك أيضاً الرياضات البرية، من بينها صالة «تكنوجيم»، وهي صالة رياضية من الطراز العالمي تضم معدات متطورة للحفاظ على اللياقة البدنية. وجناح لليوغا يطل على مناظر خلابة لأكاديمية الغولف.
جزر المالديف
يضم أرخبيل المالديف 26 جزيرة مرجانية، ويقع إلى الجنوب الغربي من سريلانكا، بالإضافة إلى 1192 جزيرة مرجانية صغيرة لا تتجاوز مساحتها 4% من مساحة البلاد الكليّة. ويتكون بعض هذه الجزر من كثبان رملية معظمها غير مأهول، بينما يصل عرض البعض الآخر إلى بضعة كيلومترات وتكون مزروعة بالكامل.
وتشتهر جزر المالديف بجمال المشهد تحت سطح الماء، وقد فتن تنوع الحياة البحرية وتشكيلة الألوان الغواصين والغطاسين، نظراً لاتساع مدى الرؤية الذي يتجاوز الـ50 متراً، وكذلك دفء المياه على مدار أيام السنة، ما يدفع السائح إلى معاودة الغوص مرة بعد مرة.
أجواء دافئة
يستمد منتجع فيلا برايفت آيلند اسمه من أجيال من السلاحف البحرية التي سكنت الجزيرة لسنوات لا تُحصى. كما استمد من ألوان وأنماط قوقعة السلحفاة تصميم الجزيرة والفلل الحصرية التي تتضمنها، ليبدو كرأس السلحفاة من الجو، فيما تشكّل الجزيرة جسم السلحفاة. وقام بتصميم المنتجع الذي لا تتخطى مساحته 20 هكتاراً، أي نحو نصف كيلومتر في أي اتجاه، المهندس المعماري التشيكي بيتر كولار بطريقة عصرية توحي بأجواء حميمية دافئة في الوقت عينه.
عروض
يأتي معظم السياح إلى المالديف في رحلات منظّمة لزيارة أحد المنتجعات التي يزيد عددها على 70 منتجعاً، ويقع معظمها في الجزر المرجانية الثلاث القريبة للعاصمة، وهي جزيرة مارلاي الشمالية، وجزيرة مارلاي الجنوبية، وجزيرة آري، وهناك بضعة منتجعات أخرى في الجزر المرجانية القريبة.
ويعد عرض «بدو بيرو» التي تعني الطبلة الكبيرة، أفضل عرض معروف عن الموسيقى والرقص التقليدي المالديفي، وهو الترفيه الأساسي الليلي في المنتجعات السياحية، حيث يبدأ الراقصون بحركات بطيئة واستعراض بالأسلحة، ثم تتزايد الخطى، وتنتهي بإيقاع عالٍ. وتضم كل مجموعة من أربعة إلى ستّة طبّالين، والصوت له طابع إفريقي قوي.