فنان عراقي يحلم بتحقيق «معادلة صعبة» والجمع بين «الرحابنة» و«البيتلز»

سيف شاهين: «دبي يا حلـوة» أغنيتي لمدينة نفتخر بنجاحـاتها

سيف شاهين أكد أنه لا يترقب في الفن ضربات حظ. من المصدر

يحلم الفنان العراقي سيف شاهين بتحقيق «معادلة فنية صعبة»، بنغمة راقية توحّد ما بين الشرق والغرب، تجمع ما بين إبداع «الرحابنة» و«البيتلز»، ولكن بصيغة جديدة ومفردات قريبة من الأذن العربية، معلناً انحيازه لما يليق بذائقة المستمع وينأى به عما يقدم على الساحة الفنية من نغمات مستنسخة لا تنطق بهوية خاصة، إذ يسعى إلى «تقديم مقاربة فنية مختلفة تترك بصمة موسيقية ملهمة للأجيال المقبلة من خلال تناول هذا النوع الموسيقي الموجود في كل أنحاء العالم».

انتشار منتظر

عدم الانتشار الجماهيري، أمر ربطه الفنان العراقي سيف شاهين بمسألة المنتج الفني القادر على تقديم أعماله وتنفيذها مادياً، مستشهداً بتجربته الأولى مع منتج معروف أنتج ألبومين غنائيين في فترة التسعينات حققا النجاح المنتظر مثل أغنية (ما أنساها) التي استند على لحن الأغنية اليونانية المعروفة «ما كاباي».

وكشف الفنان سيف شاهين لـ«الإمارات اليوم» أنه انتهى من تصوير أغنية لمطرب إماراتي، مفضلاً عدم الإفصاح عن اسمه، إلى جانب إخراجه أغنية ستصدر قريباً لمطرب معروف من سلطنة عمان.

يمتلك سيف شاهين، الذي يعد أغنية جديدة بعنوان «دبي يا حلوة» يهديها لمدينة يفتخر الجميع بنجاحاتها، مواهب عدة؛ إذ يعزف على الغيتار ويغني، إلى جانب توليه إخراج عدد من الأغاني المصورة لزملائه في الوسط الفني الذي تعرف إليهم في محطته الأولى بعد الخروج من العراق عام 1994، واستقراره في العاصمة الأردنية لست سنوات فكر بعدها في الهجرة إلى كندا حاملاً أحلامه بتقديم نمط موسيقي مختلف يحاكي «الرحابنة» و«البيتلز»، ويحقق نجاحاتهم، ولكن بصيغة مغايرة وقريبة من الذائقة العربية.

ويضيف سيف شاهين في حواره مع «الإمارات اليوم»: «في النهار أمارس عملي كمخرج لتأمين القوت اليومي، وفي الليل أجد نفسي مع الغيتار ومع جمهور صغير أحاول أن أقدم له أغنياتي وألحاني ومقارباتي في انتظار جمهور أوسع»، مستطرداً «أحب (الرحابنة والبيتلز) لأنهما ينتميان إلى مدرسة السهل الممتنع، وأتمنى أن أوفق في تحقيق ذلك، وإنجاح المعادلة الصعبة التي يطرحها هذا اللون الموسيقي الجديد، ويبقى أملي كبيراً في صياغة وتقديم تصور إبداعي متكامل من الفن الراقي الذي يليق بذائقة المستمع، وينأى به عما يقدم على الساحة الفنية التي أصبح (يتسوق فيها) المغني العربي من ملحنين وشعراء وموزعين لتقديم (خلطة فنية) تفتقر إلى الهوية والتفرد».

بالنمط المغاير، لا يخشى شاهين المنافسة، ولا يترقب في الفن ضربات حظ، على حد تعبيره، معتبراً «ما يقدمه بعيداً عن النمطية قائماً بذاته وقادراً على الدفاع عن وجوده والإفصاح عنه، ولا أسعى إلى أن أكون صباح فخري أو جورج وسوف، لأنني بكل بساطة أعتني بتقديم مقاربة فنية مختلفة».

الثقة التي يتحدث بها الفنان العراقي عن مساراته و«مشروعاته» بإصرار، سرعان ما تتحول إلى عفوية حين يسأل عن إمكاناته؛ إذ يعترف بأنه لا يمتلك التقنيات العالية ولا الإمكانات التي تخول له إدماجها في مجمل أعماله، لكنه بالمقابل قادر على طرح نفسه كعازف محترف على آلة الغيتار التي تعلق بها منذ الطفولة، وصاحبها كثيراً على خشبة المسرح أيام الدراسة، ورافقت دربه في المدن التي زارها وأقام فيها قبل أن يصل إلى دبي منذ أشهر، معتزماً بدء انطلاقة جديدة بأغنية بعنوان «دبي يا حلوة» التي أشرف على كلماتها ولحنها وأوكل توزيعها إلى نشوان طلال، ومن المقرر أن يصورها قريباً في الإمارات.

محطات بالجملة تنقل بينها شاهين، لكن وطنه العراق لم يفارقه طوال هذه السنوات الماضية بعد أن استطاع ترجمة هذا الحنين في أغلب الإبداعات الموسيقية والألوان الشعرية التي صاغها باللهجة المحلية العراقية سواء لنفسه أو لزملائه الذين يصفهم «بأصدقاء الوطن والإبداع»، كذلك الحال في الأغاني التراثية القديمة التي يقدمها بين الحين والآخر في دبي «المدينة الواحة التي يحق لنا أن نفتخر بنجاحاتها باعتبارها منصة تتيح للجميع فرص النجاح والتألق».

ويتحدث سيف شاهين عن الصورة التي يرغب في تقديمها للناس بعد هذا المشوار الفني الطويل الذي تجاوز الـ20 عاماً، وهي مسيرة تكفل له برأيه احترام الجمهور الذي يرى قصة تعلقه «بالغيتار» من منظار احترافي بعيد عن النظرة التقليدية التي يمكن أن تربط هذه الآلة بأحلام المراهقة، كما يدافع عن أسلوب «السوفت روك» الجديد الذي قدمه على حد تعبيره، مبرراً حبه لهذا النوع بقدرته على إيصال حزمة المشاعر والرسائل الإنسانية التي يرغب في إيصالها للناس.

في المقابل، لا يبدي سيف شاهين انزعاجه من المقارنة الدائمة بين أسلوبه الغنائي و«الجاز لاتن» الذي يقدمه الفنان العراقي الشهير إلهام المدفعي، بل يعتبره صاحب رؤية فنية ثاقبة وأسلوباً متفرداً يختلف عن «السوفت روك» الذي يفضله لكن البعض يعقد هذه المقارنة التي يراها حسب رأيه ظالمة بحق تجربة فنان عراقي يستحق التقدير. وعن أحلامه المقبلة، يقول سيف شاهين: «أحب أن أقدم عملاً يحمل رسالة فنية وأخلاقية للناس، وينبذ كل أشكال الصراعات الإنسانية والحروب والمآسي، كما أتطلع إلى منصة حقيقية وجمهور حقيقي أقدم له فناً مختلفاً».

تويتر