مها خوري ترسم كما لو أنها تتذكر
تتناول الفنانة مها خوري في معرضها الجديد «سفر» العلاقة المركبة بين الإنسان والمكان في فضاء التحولات الزمنية، عبر لغة لونية تنقل صورة الحلم والحنين في الوقت نفسه، حيث الذاكرة مصدر لانبعاثات الخط واللون في أعمالها الجديدة. وتبدو لوحتها محتشدة بجموع بشرية تتراءى من بعد، إذ إنها ترسم كما لو أنها تتذكر التهجير القسري الذي تعرض له الشعب الفلسطيني في مراحل متعددة من مسيرته بدءاً بالاحتلال الإسرائيلي لفلسطين عام 1948، ثم التهجير الثاني عام 1967، علاوة على التهجير الداخلي ضمن الجغرافيا الفلسطينية ذاتها.
معرض «سفر» افتتح الأسبوع الماضي في غاليري دار المشرق في العاصمة الأردنية عمّان، ويستمر ثلاثة أسابيع، ويضم 40 لوحة تتناول الإنسان وعلاقته بالزمن والمكان، لذلك تبدو مها خوري التي تشارك في ملتقى دبي التشكيلي الثاني في أبريل المقبل كما لو أنها ترى المشهد من مسافة زمنية ومكانية بعيدة. إنها تبتعد لترى المشهد كاملاً، وترسمه في فضاء تعبيري مشحون بالعاطفة.
وقال الفنان محمد العامري عن ألوان مها خوري إنها «تتمحور بين ألوان التراب والسماء، كما لو أنها تريد أن تصنع وطناً» عبر التلوين، مضيفاً أن «المجموعات اللونية التي تحقق لها تعويضية عن فقدان المكان العاطفي، المكان الاول وتجلياته في مفاهيم الألم المركب، ألم الفقد والانجرار إلى ذكرياته كلذة متجددة، فلا نهايات لأولئك الذين يحملون حقائبهم وهم في رحيل دائم نحو أفق مجهول».
كما قال الفنان حسان بورقية عن معرض الفنانة خوري إن «السفر هنا تعبير عن رغبة رمزية عميقة في قلب الأشياء، وفي التغيير الباطني الذي ينشأ متوازياً مع الحاجة إلى تجربة جديدة أو تجارب جديدة أكثر من الرغبة في تغيير المكان. إنه بحث عن الأم المفقودة وهروب منها في الآن ذاته، ارتواء وعقاب». وأضاف أن أعمال مها خوري «بمثابة سفر في الجرح، في كتاب الأجداد الأوائل».
يذكر أن الفنانة مها خوري عضو في رابطة التشكيليين الأردنيين، درست الفن التشكيلي في الأردن والولايات المتحدة، وأقامت معارض وشاركت في ملتقيات تشكيلية عدة في الأردن والخارج.