الدراما السورية.. «الحياة تستــــمر»

رغم كل شيء تستمر الحياة، ربما تكون هذه العبارة هي الأكثر تعبيراً عن واقع الدراما السورية، التي تناضل من أجل البقاء للعام الرابع على التوالي، في ظل ظروف وأوضاع صعبة على مختلف الأصعدة. للتحايل على هذه الظروف تسعى الدراما السورية إلى خلق رهانات جديدة وخطط بديلة للحياة والاستمرار، وهي رهانات حققت نتائج إيجابية في الفترة الماضية، مثل التصوير خارج سورية في دول مختلفة، من أبرزها لبنان والإمارات والأردن، والاتجاه للإنتاج العربي المشترك الذي يجمع عناصر فنية في فريق العمل من دول عربية مختلفة، بما يخلق فرصاً تسويقية واسعة لهذه الأعمال، إلى جانب رهانات أخرى كشفت التجربة أهميتها، مثل ضرورة حشد أسماء نجوم كبار في كل عمل لضمان تسويقه، وكذلك الخروج من دائرة السائد والمعتاد إلى غير المتوقع وغير السائد، بما في ذلك رفع سقف الحرية، ومحاولة تجاوز السقف المسموح، عبر طرح موضوعات جريئة مقارنة بالمعتاد في الدراما السورية، اجتماعياً وسياسياً.

دراما شامية

رغم الحديث عن خفوت نجم دراما الحارة الشامية القديمة، اختار صناع مسلسل «حرائر» الرهان على التاريخ لتقديم نماذج مشرفة لنساء دمشقيات ساهمنَ في نشر العلم والتنوير في مجتمعاتهن، في محاولة لتصحيح صورة المرأة التي قدمتها أعمال تنتمي إلى دراما البيئة الشامية، وظهرت فيها مهمشة وغارقة في النميمة والمكائد النسائية، وبعيدة تماماً عن ما يدور حولها، فالمسلسل الذي كتبته عنود الخالد، ويخرجه باسل الخطيب، تدور أحداثه في دمشق بين عامي 1915 و1920، أي فترة خروج الاحتلال العثماني من دمشق، ودخول الاحتلال الفرنسي إليها، وتداعيات الحرب العالمية الأولى، والثورة العربية الكبرى على سورية.

تحايل

للتحايل على هذه الظروف الصعبة تسعى الدراما السورية إلى خلق رهانات جديدة وخطط بديلة للحياة والاستمرار، وهي رهانات حققت نتائج إيجابية في الفترة الماضية، مثل التصوير خارج سورية في دول مختلفة من أبرزها لبنان والإمارات والأردن، والاتجاه للإنتاج العربي المشترك الذي يجمع عناصر فنية في فريق العمل من دول عربية مختلفة، بما يخلق فرصاً تسويقية واسعة لهذه الأعمال، إلى جانب رهانات أخرى كشفت التجربة أهميتها، مثل ضرورة حشد أسماء نجوم كبار في كل عمل لضمان تسويقه، وكذلك الخروج من دائرة السائد والمعتاد إلى غير المتوقع وغير السائد، بما في ذلك رفع سقف الحرية، ومحاولة تجاوز السقف المسموح.

رهان

يراهن مسلسل «بانتظار الياسمين» على الاقتراب من الواقع الحالي في سورية، كما يراهن على حشد عدد كبير من الفنانين، من بينهم: سلاف فواخرجي، وغسان مسعود، وصباح الجزائري، وأيمن رضا، ومرح جبر، وشكران مرتجى، ومحمد حداقي، وأحمد الأحمد، ومحمود نصر، وسامر إسماعيل، ومحمد قنوع، ونادين خوري، وحسام تحسين بيك، وخالد القيش، وغيرهم.

ويتناول العمل تأثير ما يحدث في سورية على الناس من خلال مجموعة من العائلات، تدفعهم الأحداث إلى ترك منازلهم واللجوء إلى حديقة صغيرة هرباً من مناطقهم الساخنة، لينقل تفاصيل معاناتهم اليومية، وقصص حبهم وتضحياتهم، وتأثير الأحداث ومجرياتها على سلوكهم وأفكارهم والعلاقات فيما بينهم.

إلى جانب هذه الأعمال؛ هناك أعمال أخرى عدة، من بينها «دامسكو»، و«امرأة من رماد»، و«شهر زمان»، والجزء السابع من «بابا الحارة»، والجزء الثاني من «الغربال»، و«بقعة ضوء-11»، و«24 قيراط»، وغيرها.

«العراب»، هو العمل الأضخم الذي تطرحه الدراما السورية هذا العام، حيث يتكون العمل الذي بدأ تصويره منذ أيام من ثلاثة أجزاء، مقسمة على نحو 90 حلقة، وهو من تأليف الكاتب حازم سليمان عن الرواية العالمية الشهيرة التي تحمل ذات «العنوان»، تأليف ماريو بوزو، ومن إخراج المثنى صبح. ويراهن العمل على عوامل نجاح عدة، من بينها ضخامة الإنتاج، والميزانية الضخمة التي رصدتها الشركة المنتجة «سما الفن» له، والعدد الكبير من النجوم والفنانين المشاركين فيه، فهو يضم نحو 55 فناناً من سورية، من أبرزهم: عابد فهد، وقصي خولي، وسلوم حداد، وسلافة معمار، ونسرين طافش، وعبدالمنعم عمايري، وسامر إسماعيل، وصفاء سلطان، وغيرهم. كذلك يتم تصوير المسلسل في عدد من الدول، فيبدأ من سورية، وتحديداً دمشق، وينتقل بعدها إلى لبنان، ثم إلى الإمارات.

رهان آخر يضيفه «العراب» من خلال محتواه الذي يسعى إلى أن يخيب توقع المشاهد في متابعة نسخة جديدة من الفيلم الشهير الذي قدمه المخرج فرانسيس فورد كوبولا، خصوصاً أن كثيراً من أحداث الرواية لا يتفق مع البيئة العربية التي تحتضن أحداث المسلسل، فكان من الضروري إسقاط هذه الأحداث والابتعاد عنها.

مشهد درامي آخر للدراما السورية هذا العام، يطرحه مسلسل «صرخة روح» في جزئه الثالث، الذي كشف الإعلان الترويجي له «البرومو» عن رهان صناع العمل على كسر خطوط حمراء طالما راعتها الدراما السورية، ورفع سقف الجرأة في تناول قضايا مرتبطة بالعلاقة بين الرجل والمرأة.

واستطاع «البرومو» أن يخلق حالة من واسعة من الجدل، بسبب ما تضمنه من مشاهد جرية لم يعتدها المشاهد السوري في ما يتابعه من أعمال، ما فتح الباب أمام وسائل إعلام ونقاد للهجوم على أبطال العمل وصناعه، وتوجيه الاتهامات إليهم بتشويه الدراما السورية، وترويج نماذج شاذة وكأنها تمثل المجتمع السوري، بحثاً عن المكسب التجاري وفرص جيدة للتوزيع.

ويتكون «صرخة روح 3» من خماسيات، كل منها تحمل اسم أغنية من أغاني الحب، وتناقش كل منها قصة تكشف وجهاً مختلفاً من أوجه الخيانة، ويشارك في بطولته عدد من الفنانين، من بينهم عباس نوري، وبسام كوسا، وعبدالمنعم عمايري.

رغم الحديث عن خفوت نجم دراما الحارة الشامية القديمة، اختار صناع مسلسل «حرائر» الرهان على التاريخ لتقديم نماذج مشرفة لنساء دمشقيات ساهمنَ في نشر العلم والتنوير في مجتمعاتهن، في محاولة لتصحيح صورة المرأة التي قدمتها أعمال تنتمي إلى دراما البيئة الشامية، وظهرت فيها مهمشة وغارقة في النميمة والمكائد النسائية، وبعيدة تماماً عن ما يدور حولها، فالمسلسل الذي كتبته عنود الخالد، ويخرجه باسل الخطيب، تدور أحداثه في دمشق، بين عامي 1915 و1920، أي فترة خروج الاحتلال العثماني من دمشق، ودخول الاحتلال الفرنسي إليها، وتداعيات الحرب العالمية الأولى، والثورة العربية الكبرى على سورية، ليقدم من خلال الأحداث دور المرأة في النضال السياسي ضد الاستعمار والاستبداد بكل أشكاله، مستعرضاً نماذج لسيدات دمشقيات كان لهن دور الريادة في تلك الفترة، على المستوى الثقافي والسياسي والفكري التنويري، وأسسن العديد من النوادي والجمعيات الثقافية التي أسهمت في التثقيف والتعليم.

الأكثر مشاركة