تولى مهامه الجديدة مديراً لإدارة الإنتاج الدرامي بـ «دبي للإعلام».. ورفاق الوسط متفائلون
عمر غباش.. من الخشبة إلى الإنتاج التلفزيوني مرة أخرى
عاد الفنان الإماراتي، عمر غباش، مرة أخرى إلى عالم الإنتاج الدرامي، لكن هذه المرة من بوابة إدارة الإنتاج الدرامي لمؤسسة دبي للإعلام، بالتزامن مع انطلاقة مرحلة جديدة تبدي فيها المؤسسة اهتماماً أكبر بالإنتاجين الدراميين المحلي والعربي، وهو ما تعكسه الباقة الجديدة للقنوات التي ستنطلق غداً.
راقب ذاتك والآخرين «نص الفنان حبيب غلوم، يدخل عالم الإنتاج الدرامي لأول مرة هذا العام، بمسلسل مرشح للعرض على شاشة تلفزيون أبوظبي خلال رمضان المقبل، غباش لا يكتفي فقط بمراقبة ذاته، بل الآخرون أيضاً والمحيطون به، الذين قد تسول لهم أنفسهم السعي لتحقيق مآربهم الخاصة». هذا ما قاله حبيب غلوم وأضاف: «أشهد لغباش بأنه نظيف اليد، ونزيه، وهاتان صفتان مهمتان حينما يتعلق الأمر بمجال الإنتاج، لكن عليه أيضاً أن يكون ذا عينين مفتوحتين على من سيتحلقون حوله، فمجال الإنتاج يغري ضعاف النفوس لتحقيق مكاسب غير مشروعة أحياناً، وهذا تحدٍّ حقيقي». وقال غلوم إن إشكالية العمل في مجال الإنتاج الدرامي أن الخطأ الفردي يجوز تعميمه، وجريمة شخص واحد من فريق واسع قد لا ينجو من تبعاتها الجميع. وتابع : «من حسن طالع الدراما الإماراتية أن يتولى فنان بقامة غباش هذا المنصب، ومن المؤكد أنه سيسعى إلى ترسيخ معيار الجودة، ونثق بأن خبراته في رئاسة جمعية المسرحيين لأكثر من 10 سنوات، وغيرها، ستكون معيناً له في النجاح». |
ومن الخشبة المحلية التي التصق بها ممثلاً ومؤلفاً ومخرجاً، وعضواً مؤسساً في مسرح دبي الأهلي، ثم رئيساً لجمعية المسرحيين في مرحلة خصبة للمسرح الإماراتي، عاد غباش إلى أضواء العمل الإداري في التلفزيون نائباً لمدير قناة «سما دبي» ثم مديراً لقناة «نور دبي» التي ودعها أخيراً، لكن الخطوة التي رآها المنتمون إلى صناعة الدراما المحلية،أكثر أهمية بالنسبة لهم، هو تعيينه مديراً لإدارة الإنتاج الدرامي في مؤسسة دبي للإعلام، خلفاً لزميله عبدالله العجلة، حيث تولى غباش اعتباراً من أول من أمس مهام تكليفه الجديد.
وعلى الرغم من أن تماس غباش بالمهام الإنتاجية ليس جديداً تماماً في سياق عمله بمؤسسة دبي للإعلام، حيث تولى خلال عامي 2000 و2003 إدارة مركز دبي للإنتاج الفني، التي قامت بإنتاج مسلسلات وبرامج عربية وخليجية مهمة منها «الكواسر»، «البواسل»، «الجوارح»، «عمرو بن العاص»، «قلبي ليس في جيبي»، وغيرها، إلا أن وجوده في المرحلة المقبلة في دائرة مسؤولية إدارة الإنتاج يبقى أكثر أهمية ليس بالنسبة للفنان المحلي الذي لايزال يطالب بحضور أكبر على شاشات القنوات الوطنية عموماً، بل أيضاً للعديد من شركات الإنتاج المحلية، التي لا تجد تسويقاً لمنتجها سوى من خلال توليها مهام تنفيذ أعمال درامية توكل إليها من مؤسسة دبي للإعلام من جهة، وشركة أبوظبي للإعلام من جهة أخرى، فضلاً عن أعمال قليلة بين الحين والآخر تتم عبر تلفزيون الشارقة.
واعتبر الفنان وصاحب شركة «ظبيان» للإنتاج الفني، سلطان النيادي، إسناد مهمة إدارة الدراما في مؤسسة تمثل أحد الجناحين الرئيسين المستوعبين للإنتاج المحلي خصوصاً، مع شركة أبوظبي للإعلام، وهي مؤسسة دبي للإعلام، بمثابة تعزيز لفرص الدراما المحلية على وجه الخصوص.
وأضاف النيادي: «غباش هو ابن أسرة الدراما الإماراتية، ويدرك جيداً معاناة زملائه ، لذلك فإنه من دون شك سيتفهم الكثير من التفاصيل والتحديات التي تفرض نفسها، سواء أمام الفنان أو شركات الإنتاج المحلية».
وأشار النيادي إلى أن مؤسسة دبي للإعلام تمتلك على الدوام استراتيجية ثابتة تنصهر في سياقها سائر الرؤى الشخصية الأخرى، ويبقى المحك على الدوام هو مدى قدرة القائمين على تنفيذ تلك السياسات على تحقيقها بالجودة المطلوبة، والاتساق مع الظروف المحيطة في الوقت نفسه، وهو أمر من دون شك سيدعم تحقيقه وجود فنان مبدع على رأس هذه الإدارة، وقريب جداً من واقع الفنان الإماراتي.
الفنان حبيب غلوم، الذي دخل عالم الإنتاج حديثاً بمسلسل جديد يتم تصويره للعرض على شاشة تلفزيون أبوظبي خلال شهر رمضان المقبل، أبدى تفاؤلاً كبيراً بفكرة إسناد هذا المنصب لفنان، وتحديداً عمر غباش، مضيفاً : «يمتلك غباش دراية وخبرة جيدة، ليس فقط بخصوصية الإنتاج الدرامي المحلي، بل أيضاً الخليجي والعربي، وله تجارب مشرفة وثرية خلال فترة التحاقه بمركز دبي للأعمال الفنية، الذي تولى إدارته وأشرف على إنتاج أعمال مهمة في مكتبة الدراما». وأضاف غلوم: «غباش قريب من الفنانين وملم باحتياجاتهم، وأسهم في هذا توليه رئاسة جمعية المسرحيين لما يقارب 10 سنوات متصلة، فيما شهدت المرحلة الأحدث من تجربته اقتراباً بشكل أكبر من جيل الشباب، ما يعني أن تجديد دماء الدراما الإماراتية صار أكثر إمكانية للتحقق خلال المرحلة المقبلة، التي أتوقع أن تكون ثرية في مسيرة الدراما الإماراتية عموماً». الفنان الإماراتي، سعيد سالم، الذي خاض تجربة الإنتاج المحلي أيضاً وتوقف بسبب مشكلات مالية، رحب كذلك بتولي غباش هذا المنصب، لافتا إلى أن الكثير من تفاصيل العمل الدرامي تبقى خفية على أمهر الإداريين الذين ليست لديهم دراية كافية بالعديد من الأمور الفنية.
وتابع: «الفنان الإماراتي لايزال يعاني بشدة، والطريق إلى شاشات التلفزيونات المحلية ظل في كثير من المراحل ليس يسيراً بالنسبة له، وهو أمر مرشح للتلاشي مع وجود فنان، ليس فقط جزءاً من النسيج الفني المحلي، بل يمتلك خبرة وباعاً طويلين بالدراما الإماراتية سواء التلفزيونية أو المسرحية». وعبر العديد من الفنانين على مواقع التواصل الاجتماعي عن ابتهاجهم وتفاؤلهم بهذه الخطوة، وهو الأمر الذي أشار إليه أيضاً مدير إدارة الفنون الأدائية في هيئة دبي للثقافة والعلوم، الذي أشاد بخبرة غباش الواسعة في هذا المجال، سواء من الناحية الفنية أو الإدارية، كما اعتبر العديد من الفنانين الشباب أن ثمة نافذة جديدة تفتح لهم الآن عبر إدارة الإنتاج الدرامي في مؤسسة دبي للإعلام.
وقال ياسر القرقاوي مدير إدارة المشاريع والفعاليات بالإنابة في هيئة دبي للثقافة «عندما نتحدث عن شخصية متخصصة في مجال الدراما بشكل عام بألوانها المختلفة وتحديداً في الدراما التلفزيونية في الإمارات، فلن نجد أفضل من شخصية عمر غباش لتكون مسؤولة عن إدارة الإنتاج الدرامي، فهو من رواد هذه المهنة وصاحب تاريخ مشرق ومشرف، فشغفه الشخصي بالدراما والفنون والثقافة، وتفكيره الإستراتيجي بما يتناسب وتوجهات الحكومة الرشيدة في إمارة دبي، خير دليل على أن القائمين على مؤسسة دبي للإعلام يلعبون دورهم جيداً، ونرجو أن تستمر هذه المؤسسة العريقة بعطاءاتها المتصدرة في الإنتاج العربي، ونطمع أكثر في الإنتاج المحلي بأبناء دولة الإمارات العربية المتحدة، وإعطاء الإنتاج المحلي الأهمية نفسها التي تعطى للإنتاج العربي».
نهج الإبداع
توقع الفنان والمنتج الإماراتي، سلطان النيادي، أن يستمر عمر غباش في السير على نهج «الإبداع» الذي ارتسمته الاستراتيجية العامة لتلفزيون دبي، وفق سياسة تدعم ليس فقط الدراما المحلية، بل الدراما التي تتماشى مع معايير الجودة.
وأضاف النيادي: «وجود غباش الفنان سيكون بالتأكيد مثمراً في تعزيز النهج ذاته الذي أبلى فيه من سبقه بلاء حسناً، ومن خلال الاهتمام الكبير الذي توليه دبي للإعلام بقطاع الدراما المحلية، فإننا لدينا يقين بأن غباش سيكون داعماً وسنداً للفنان الإماراتي أولاً خلال المرحلة المقبلة، وللمنتج المحلي الذي يعي بكل تأكيد خصوصية مجتمعه، ولا يضع المردود المادي هدفاً وحيداً لما يقدمه».
وأشار النيادي إلى أن الجميع مطالب بأن يكون داعماً لمهمة غباش الجديدة التي تؤكد على أن الدراما المحلية خصوصاً في أولويات صانع القرار في مؤسسة دبي للإعلام، التي تسعى إلى تقديم الجيد والمميز دائماً عبر قنواتها المختلفة.
يذكر أن غباش تولى إدارة مركز دبي للإعمال الفنية الذي كان يتبع «تلفزيون دبي» وقام بإنتاج العديد من المسلسلات والبرامج العربية والخليجية والمحلية منها: «الكواسر»، «الجوارح»، «البواسل»، «عمرو بن العاص»، «بلاط الشهداء»، «شمس منتصف الليل»، «قلبي ليس في جيبي»، «مقامات بديع الزمان»، «رجل الانتقام»، «مؤامرات عائلية»، وغيرها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news