منى الحداد: المصمم الإماراتي «غائب» عن المعارض
كشفت مصممة المجوهرات الإماراتية منى الحداد، أن معرض أبوظبي للمجوهرات الذي تقام دورته الـ23 في الفترة من الخامس حتى التاسع من مايو المقبل في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، يشهد لأول مرة إقامة جناح خاص لمصممات المجوهرات الإماراتيات، يضم أعمالاً وتصميمات لسبع مصممات هن الفائزات في الدورة الثالثة من مسابقة «إبداع»، إلى جانب مشاركتها هي والمصممة عزة القبيسي كونهما من لجنة التحكيم.
إبداع تشكل جائزة «إبداع» فرصة للموهوبين في تصميم المجوهرات والمصممين الصاعدين والمحترفين من الإماراتيين والمقيمين الذين تجاوزوا سن الـ18، لإظهار إبداعاتهم في تصميم المجوهرات، والحصول على فرصة التدريب واكتساب الخبرة والمعرفة من أفضل المصممين العالميين. كما تسهم الجائزة في تعزيز مكانة وأهمية الإبداعات الإماراتية وسوق تجارة المجوهرات في الدولة على المستويين الإقليمي والعالمي. |
وقالت الحداد في حوار لـ«الإمارات اليوم»، إن «المصمم الإماراتي يغيب غالباً عن الفعاليات المهمة، مثل معرض أبوظبي للمجوهرات، إذ يقتصر الحضور والمشاركة على العلامات التجارية المعروفة»، لافتة إلى أن أهمية المشاركة في هذه المعارض في ما تلعبه من دور مهم لتعريف الجمهور بالمصممين، فقد يكون إنتاج المصمم جيداً لكنه غير معروف، وفق حداد.
وأضافت المصممة الإماراتية، أن «هذه المبادرة تأتي بالتنسيق مع جائزة الإبداع التي يقيمها المعرض، ليقدم مساحات عرض مجانية للفائزات، وهي مبادرة مجتمعية لدعم المواهب الإماراتية، ودعم التصميم والمصممين، بما يسهم في تشجيع روح الإبداع والابتكار في هذا المجال».
وعن مشاركتها في معرض أبوظبي للمجوهرات، أوضحت أنها ستطرح أكثر من مجموعة جديدة إلى جانب مجموعتها المعروفة «غنج». وحاولت هذه المرة إدخال الأحجار الكريمة والألماس في التصميمات، وكذلك التركيز على المجوهرات الطويلة التي تصلح للارتداء على العباءة، لأنها تناسب المرأة الإماراتية، وتشكل إضافة أنيقة إلى مظهرها. وقالت: «استخدمت في المجموعة الجديدة عدداً من الأحجار المميزة التي جلبتها من دول مختلفة، لأنها لا توجد في الإمارات، وهي تتميز بأن لكل حجر منها خصائص تؤثر في الإنسان».
وشددت الحداد على حرصها على ارتباط تصميماتها بتاريخ وثقافة الإمارات، فقد اعتادت على مجموعة جديدة في المناسبات المختلفة مثل اليوم الوطني، ومناسبات اجتماعية أخرى مثل عيد الأم، مؤكدة أن «هذا الارتباط بالإمارات وثقافتها وتراثها يساعدني على تميز تصميماتي، ويزيد من فرصي في المنافسة في الوسط، لأن الشركات الأخرى لا تتخذ التوجه نفسه».
وعن توظيفها للشعر في تصميماتها وتعاونها مع الشاعر أنور المشيري في مجموعة خاصة أطلقتها بمناسبة عيد الأم، أشارت إلى اعتزازها بهذه التجربة، وأن لديها خطة لتكرار الأمر نفسه بالتعاون مع شاعر آخر، لم تحدده بعد، «فهناك الكثير من الشعراء المبدعين، ولكل منهم خط يميزه».
واعتبرت صاحبة مجموعة «غنج»، أن الأسلوب الذي يقوم على الإعلان من وقت لآخر عن طرح أغلى أو أكبر قطعة مجوهرات، لا يعني كثيراً بالنسبة لها، ولا يعبر عن أي تميز، فقيمة هذه القطع تقتصر فقط على الجانب المادي ولا تحمل قيمة ابتكارية أو معنوية، وتالياً يمكن لأي شخص تنفيذها، أو استخدام فنيين لتنفيذها.
وذكرت منى الحداد أن «هناك صعوبات تتعلق بالمنافسة وبتطوير العمل، فالذوق العام للمرأة الإماراتية متطور باستمرار، لأنها على اطلاع دائم على الجديد، ويجب على المصمم أن يطور تصاميمه باستمرار ويعرف التحولات في الأذواق. وأضافت: «هناك كثير من الصعوبات التي يواجهها مصمم المجوهرات، من أهمها الحصول على الدعم للتواجد، وأن يحارب من أجل الاستمرار»، موضحة أن «الأمر بات أسهل حالياً في ظل وجود مبادرات، مثل تلك التي يتبناها معرض أبوظبي للمجوهرات، الذي يبحث عن المواهب الشابة ويبرزها، على عكس السابق الذي كان الدعم محدوداً فيه، ولذلك فإن الفرصة مهيأة أكثر لهؤلاء المصممين الجدد للتميز والنجاح، وفق الحداد». وقالت إنها «حصلت على دعم من مؤسسة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة».
وحول المعايير التي اعتمدتها مسابقة «إبداع» هذا العام، أكدت أن «المعايير سعت لاكتشاف المواهب الحقيقية، فهناك مصممون لا يمتلكون موهبة أصيلة، ويعتمدون على نسخ تصميمات من العلامات المعروفة وإعادة تقديمها، وتشترط المسابقة أن يمتلك الفائز روح المثابرة والقدرة على التواجد في السوق، وأن يكون لديه قطع من إنتاجه وتصميمه، ولا يقتصر الأمر على التصميمات فقط، وكذلك أن تحمل التصميمات ذوقاً جمالياً عالياً».