دراما وثقافة ورياضة وطرب تنفتح على إبداع «المــــــــاضي»
«دبي زمـــــــان».. غوص منوّع في ذاكرة 4 عقود
استعادت مؤسسة دبي للإعلام، ممثلة في أحدث قنواتها الفضائية، التي انطلقت مساء أمس، «دبي زمان» حقبة ما اصطلح على تسميته، في أدبيات الدراما والفنون بـ«الزمن الجميل»، وهي الخطوة التي وجدت منذ الكشف عنها، احتفاء واهتماماً ملحوظين، سواء من قبل الجمهور عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أو الفنانين الإماراتيين أنفسهم، من دون أن يكون هذا الاحتفاء مقتصراً فقط على من أسهموا بالفعل في إثراء تلك الفترة.
سلطان النيادي: إثراء للدراما استبعد الفنان والمنتج، سلطان النيادي، أن تكون مساحة الدراما التي ستوفرها القناة الجديدة «دبي زمان»، على حساب حصة الدراما المعاصرة، في قنوات مؤسسة دبي للإعلام، مضيفاً: «على العكس تماماً، فإن استدعاء دراما الزمن الجميل من شأنه أن يثري واقع الدراما المعاصرة، التي على المنتمين لها أن يحرصوا على أعمال لا تقل جودة عن إعمال سابقيهم». وتابع: «عودتنا (دبي للإعلام) دوماً على المبادرات المبدعة التي تصب في مصلحة الجمهور، وتدعم الإنتاج الدرامي عموماً، وهي بالفعل خطوة تأتي بالتوازي مع تبني المؤسسة الدائم لمشروعات إنتاج درامي متميزة، على اعتبار أن التطوير هو فعل دائم في تلك المؤسسة، ويرتبط دوماً باستراتيجية أصيلة». وتوقع النيادي أن تسهم القناة الجديدة في عودة روح الالتفاف الأسري حول المنتج الدرامي، مشيراً إلى أن الكثير من الأعمال الدرامية الخالدة لاتزال محفورة في أذهان جمهورها. سعيد سالم: فرصة «للأجيال الجديدة» اعتبر الفنان، سعيد سالم، أن قناة «دبي زمان» بمثابة «فرصة للأجيال الجديدة» التي لم تستمتع بنتاج «الزمن الجميل»، فضلاً عن أنها استدعاء رائع لنخبة من أروع ما أنتجت الدراما العربية عموماً، بما فيها الخليجية والمحلية. ورأى سالم أن الفائدة المنتظرة من هذه القناة لا تعود فقط على جمهور المشاهدين، بل أيضاً على المنتمين للوسط الفني، مضيفاً: «هذا الاتجاه من العرض الذي يغوص في درر ما مضى، سيحرك مياهاً راكدة، خصوصاً على الصعيد الإبداعي، فهذه الأعمال يبدو أنها أصبحت موجودة في الذاكرة العميقة حتى للكتاب والمخرجين والفنانين، وإعادة بثها، سيعيدها مرة أخرى إلى سطح الذاكرة، لا لمحاكاتها، ولكن ربما لتوظيفها كمحفز ومحرك باتجاه إبداع يوائم العصر، ولكن على السوية الفنية ذاتها». سالم الذي شارك زملاءه من الفنانين الإماراتيين جانباً من صناعة بعض تلك الأعمال، أشار إلى نيته أن تكون القناة الجديدة ضمن قائمة «المفضلات» على شاشته العائلية، مضيفاً: «قناة ولدت راقية، وتمتلك ضمانة مسبقة بأنها ضد الإسفاف، بشهادة الزمن الجميل». |
وعلمت «الإمارات اليوم» أن الفكرة التي بادر بها المدير العام لقنوات التلفزيونية والإذاعية في مؤسسة دبي للإعلام، أحمد المنصوري، وستغوص في نتاج ومقتنيات أربعة عقود يحفل بها أرشيف ومكتبة مؤسسة دبي للإعلام، استدعت وقتاً طويلاً من أجل الخروج بها إلى النور في هذا التوقيت، سواء في ما يتعلق بالإعداد لاستراتيجية القناة، والاستقرار على بانوراميتها المتنوعة، لتشمل إلى جانب الدراما التلفزيونية المحلية والخليجية والعربية، وكذلك أعمال أجنبية، وفقرات طربية ورياضية، وبرامج للأطفال، أو في الجهد التقني من أجل ضمان أفضل صورة لأعمال تم تسجيلها على أنماط تراعي أجهزة البث والاستقبال القديمة، ما استوجب حلولاً تقنية لضمان جودة الصورة التي تحرص عليها قنوات «دبي للإعلام».
الفنان سلطان النيادي قال إن مؤسسة دبي للإعلام عودت جمهورها قبل الفنانين على المبادرات الإيجابية، مضيفاً «يتميز النتاج الفني الدرامي في الوطن العربي عموماً، والمحلي والخليجي خصوصاً، بارتباطه الشديد بمختلف شرائح المجتمع، والعودة إلى (الزمن الجميل) من خلال قناة مخصصة لذلك، ليس فقط توفيراً لهذا النتاج الدرامي الثري بل أيضاً لمسة وفاء لأبناء هذا الجيل».
ورأى الفنان سعيد سالم، الذي خاض تجارب إنتاجية أيضاً، لكن تجربته لم يكتب لها الاستمرار، أن معطيات الإنتاج في هذا الزمن الجميل كانت مختلفة تماماً عما نشهده الآن، لذلك فإن المنتج الإبداعي بالفعل مختلف من حيث قيمة الإبداع، رغم شح الإمكانات، حيث كان الهدف الأول دوماً هو مصلحة العمل، وتقديم مسلسل يضيف جديداً ويعالج قضية، ويحترم الجمهور، قبل أن يتقدم الهدف المادي على سواه في معظم الإنتاجات المعاصرة.
وتوقع سالم أن تلبي القناة الجديدة حاجة قطاع كبير من الجمهور، مؤكداً أن هذه النوعية من الدراما قادرة على مد وصال ليس مع ذوي الشريحة العمرية الأكبر من الجمهور، بل مع الشباب أيضاً، الذين لم تتح لهم فرصة متابعة تلك الأعمال الخالدة.
من جانبه، قال المدير العام للقنوات التلفزيونية والإذاعية في مؤسسة دبي للإعلام، أحمد سعيد المنصوري، إن «دبي زمان» هي هدية من شبكة قنوات دبي إلى أبناء الإمارات والجمهور العربي، الذين عاصروا فترتي السبعينات والثمانينات وكان التلفزيون أحد المؤثرات الأساسية في حياتهم، وقد لمسنا لدى كثير من هؤلاء حنينهم إلى تلك البرامج والمسلسلات، موضحاً أن القناة الجديدة ستقدم برامج تلفزيون دبي أيام زمان كما هي، وبالمذيعين والمقدمين أنفسهم، والفقرات نفسها، بالإضافة إلى حفلات التخرج وحفلات المناسبات العامة والأغاني الوطنية والأوبريتات الغنائية الخليجية والعربية.
وأضاف أحمد المنصوري أن الدورة الأولى للقناة تتضمن عرضاً لبعض المسلسلات القديمة، من بينها المسلسل الكوميدي «بكيزة وزغلول»، والمسلسل الخليجي «الغوص» من بطولة الفنان سلطان الشاعر ونخبة من نجوم الخليج، والمسلسل المصري «الجريمة» من بطولة يونس شلبي، ومسلسل «دليلة والزئبق» بطولة منى واصف وحسن أبوشعيرة وهاني الروماني. وتشمل فترة المساء عرضاً للمسلسلات البدوية القديمة من بينها «نمر العدوان، راس غليص، وضحا وابن عجلان، ساري»، وغيرها، موضحاً أن قناة «دبي زمان» ستخصص فترة الظهيرة للأطفال من خلال باقة مميزة من مسلسلات الكرتون من بينها: «سندباد وغريندايزر والنسر الذهبي وعدنان ولينا وساندي بيل». كما تقدم برنامجي «افتح يا سمسم» و«المناهل»، وبرامج أخرى منوعة، كما ستعيد بث مسرحيات الأطفال القديمة والأغاني ورقصات الأطفال وحفلات المدارس في دبي والإمارات من ذلك الزمن الجميل.
وفي السهرات، تقدم «دبي زمان» برنامج «مجالس الشعراء» لاستعادة روح القصيدة في الإمارات، كما قدمها الرواد الأوائل، وهو من تقديم الشاعر راشد شرار، إضافة إلى برنامج «لقاء مع فنان» الذي انتجه تلفزيون دبي في السبعينات واستضاف فيه كبار النجوم العرب من بينهم عماد حمدي وتوفيق الدقن وآخرون. كما تقدم القناة باقة من برامج المنوعات من بينها «استوديو 85»، وبرنامج «الفن فن»، إضافة إلى عرض مجموعة كبيرة من أغاني زمان والأوبريتات الشائقة بين الفقرات.
كما تنوي القناة عرض أشهر المسلسلات والأفلام الأجنبية التي انطبعت في ذاكرة جيل كامل من أبناء المنطقة، من بينها المسلسل الشهير «الرجل الخارق» و«البيت الصغير»، إضافة إلى بعض الأفلام الأجنبية من تلك الفترة، أما السهرات في نهاية الأسبوع فتتضمن عرضاً للمسرحيات والتمثيليات النادرة والأفلام.
وتخصص القناة فترة ما بعد الظهيرة من كل جمعة لبث حفلات التخرج القديمة للطلاب وضباط الشرطة، وحفلات المناسبات العامة والأفلام الوثائقية النادرة، وستكون البداية بحفل تخرج طلاب جامعة الإمارات في عام 1985. وتقدم القناة أيضاً جرعة رياضية من بينها مباريات الدوري المحلي في الثمانينات وبرامج المسابقات الرياضية «تيلي ماتش» و«الحصن» والمصارعة الحرة والملاكمة وغيرها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news