ترفض فكرة تفوّق الصحافة المكتوبة والمرئية على المسموعة

أمل الحليان: الإذاعة المكان الأقرب إلى قلبي

تعدّ أمل الحليان تكليفها إدارة إذاعة دبي في هذه الفترة إلى جانب عملها الأساسي مديراً أول لتخطيط وإنتاج البرامج الإذاعية في مؤسسة دبي للإعلام مسؤولية كبيرة. من المصدر

تعتبر أمل الحليان أن تكليفها إدارة إذاعة دبي في هذه الفترة إلى جانب عملها الأساسي مديراً أول لتخطيط وإنتاج البرامج الإذاعية في مؤسسة دبي للإعلام مسؤولية كبيرة، تتمثل بالنسبة لها في نقل الأنشطة المتعلقة بكل مناحي الحياة الزاخرة بالتنوع الثقافي والثراء والحيوية في دبي بحرفية عالية، تتماهى مع الصورة الحقيقية لهذه الإمارة النابضة بالحياة.

ما لا يعرفه المستمعون

الأمر الذي لا يعرفه الناس أن دمعتي قريبة مني، ولا أعتبر هذا الأمر ضعفاً بقدر ما هو جزء من إنسانيتي وإحساسي الدائم بالجميع، ومازلت أتذكر ما كتبه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في رثاء الجندي الإماراتي الذي استشهد في البحرين، والدموع التي ذرفتها عند قراءة مقدمة برنامج «موعد مع الشمس»، وعند قراءة الكلمة التي كتبتها يوم أصيب صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بوعكة صحية، إلى اليوم أشعر بأن الجميع يرى دموعي وراء الميكرفون.

بعيداً عن الأسرار

تؤكد الإعلامية الإماراتية أنها لا تخفي شيئاً عن جمهور «إذاعة دبي» القادر على التواصل الدائم معها عبر «موعد مع الشمس»، البرنامج الصباحي المشرق بالحيوية وبنفحات الأمل التي تبثها فقراته المتنوعة.

وتضيف أمل أن من الصعوبة تولي مهمة إدارة إذاعة رسمية دون تدرج وظيفي كامل، وتعرف إلى كل تفاصيل العمل الإعلامي بشكل عام، وهذه ميزة تتوافر بشكل واضح في كل الإدارات المتعاقبة في مؤسسة دبي للإعلام، وترفض في الوقت نفسه فكرة تفوق الصحافة المكتوبة والمرئية على الإذاعة، وتعتبرها «وسيلة حساسة ذات تأثير واسع، باعتبارها أداة مباشرة لإيصال المعلومة إلى أذن المتلقي دون أي وسائل مساعدة، كما أنها تجربة مهمة تبرز مهارة الإعلامي في تقديم مادة تجذب المستمع وتثبته على أثير محطة دون أخرى».

وتؤكد أن الوقت هو التحدي الأكبر الذي واجهها منذ توليها مسؤولية تقديم دورة برامجية متكاملة مع فرق العمل التي رافقتها طوال الأشهر القليلة الماضية في «سباق ماراثوني»، أسفر في نهاية المطاف عن تقديم 16 برنامجاً جديداً، وهو رقم تضاعف مرتين مقارنة بالدورة البرامجية السابقة.

تخصصها في مجال الإعلام المرئي والمسموع، وانتقالها أولاً إلى تلفزيون دبي، فتح أمامها آفاقاً جديدة، خصوصاً أثناء فترة عملها مع «نشوة الرويني» التي تعلمت منها الكثير، حيث استطاعت عبر وجودها المنتظم في القاهرة، للإشراف على تسجيل وإنتاج حلقات برنامج «نشوة»، الاطلاع على كل مراحل الإنتاج التلفزيوني، والاستفادة من جهود فريق عمله المتخصص وخبرة القائمين عليه.

وتتحدث أمل عن مفهوم النجاح الذي باتت تجسده عبر مسيرة طويلة في الإعلام، كما تستوقفنا قليلاً للحديث عن أهم ما يميز الإعلامي الناجح كما تراه «عفوي، وتلقائي، قريب من الجمهور، بعيد عن التكلف...»، ولا تنسى طبعاً التوقف عند عثرات الطريق الطويلة، فتضيف: «واجهت العديد من الصعوبات، وكان كل تحدٍ أكبر من الآخر، ولعل أبرز التحديات كان انتقالي للعمل في قناة (دبي ريسينج) المتخصصة في رياضات الخيل، والصقور، والإبل، وتجربة تنفيذ إنتاج برنامج (الرعاية البيطرية) الذي كان أول برنامج تلفزيوني متخصص نجح في تقديم عيادة بيطرية متطورة، وقدم تقارير حصرية من أوروبا وأميركا، وتحول بعدها إلى مرجع حقيقي ونموذج إعلامي ناجح بكل المعايير والمقاييس العالمية».

لم تنس أمل طوال فترة عملها في الإعلام عشقها الأول للميكروفون، حيث كانت الصوت الرسمي لـ«دبي ريسينج» في هذه الفترة، كما ظلت فترة طويلة الصوت الذي قدم العديد من الأفلام التلفزيونية الترويجية، قبل أن تعود إلى الإذاعة «المكان الأقرب إليها»، والقادر على تقديم كل مقومات النجومية والتألق للمذيع «فمن ينجح ويتألق في الإذاعة مؤهل لأن يكون نجماً تلفزيونياً حقيقياً، بعد أن ينجح في نقل حزمة المشاعر الإنسانية بالصوت». مع ترشحها أكثر من مرة لجائزة دبي للأداء الحكومي المتميز، وحصولها في عام 2009 على جائزة الموظفة المتميزة على مستوى مؤسسة دبي للإعلام، وعلى شهادة مقَّيم داخلي للتميز الحكومي لعام 2012، انتقلت أمل الحليان إلى مرحلة جديدة من التميز، لتصبح أول إعلامية تنال جائزة الإمارات للسيدات لعام 2012 عن فئة الابتكار، ولتؤسس مرة أخرى لمفهوم حديث، قوامه الإيجابية، وإدارة العلاقات الإنسانية الناجحة، وتكريس روح الفريق الواحد الذي يجعل من الأهداف المشتركة سبيلاً للنجاح.

ورغم انغماسها في العمل اليومي، تجد الإعلامية الإماراتية حيزاً من الوقت للكتابة عبر مقال أسبوعي ثابت في الصحافة اليومية، ومقال شهري في مجلة محلية متخصصة، تتحدث عنهما أمل بحماس واضح، فتقول «أحب الكتابة، وأشعر دائماً بأن القلم الجميل إضافة حقيقية للإعلامي، كما هي فرصة ومتنفس للتعبير عن هواجسنا وهمومنا المشتركة، وما نتعرض له من مواقف وأحداث تفلح الكتابة في رصدها وتقديمها للمتلقي بقالب أكثر قرباً وإنسانية».

تقول أمل الحليان «يهمني التوطين كثيراً، وأسعى دائماً إلى تقديم نموذج يعكس جودة الإعلام الإماراتي القادرعلى المنافسة، وعلى اكتشاف المواهب الإعلامية الشابة وتأهيلها لتكون قادرة على رفد الساحة المحلية بتصورات مستقبلية واعدة، تتناغم مع الطاقات العربية والأجنبية الموجودة في المشهد الإعلامي المحلي».

تويتر