في ندوة حول المقاربات الثقافية بين اليابان والعرب

سومي: نظرة اليابانيين إلى العرب هي الصورة النمطية للصحراء والنفط.

صورة

قالت استاذة الأدب العربي، اليابانية الدكتورة اكيكو سومي، إن الشعب الياباني ليس لديه الاطلاع الكافي على الثقافة العربية، حيث لاتزال تسيطر الصورة النمطية للعرب لدى اليابانيين، التي ترتبط بالصحراء والنفط وعلاء الدين والسندباد البحري. معتبرة أنه بشكل عام ليس هناك فهم واضح للشعوب العربية وثقافتها بشكل جيد لدى شعب اليابان، وأن من واجبها ان تساعدهم على فهم الشعوب العربية، اعتماداً على الأدب واللغة، فهما يمنحان الإنسان القدرة على التعاطف مع الآخرين، بينما تركز الصحافة اليابانية على الاختلافات بين العرب واليابانيين أكثر من تركيزها على التشابه، لذلك يميل الشعب الياباني إلى اعتبار الثقافة العربية غريبة عنه.

وأشارت سومي إلى أن كتاب «النبي»، لجبران خليل جبران، كان سبباً في شغفها بتعلم اللغة العربية، فقررت الالتحاق بقسم اللغة العربية في الجامعة. بينما يعتبر «ألف ليلة وليلة» العمل الأدبي الأشهر في اليابان، حيث يعرفه الكبار والصغار. في الوقت الذي لا يعرف كثير من اليابانين كُتاباً آخرين، مثل نجيب محفوظ أو غيره من الكتاب المعروفين.

جاء ذلك خلال الجلسة التي عقدت ضمن فعاليات الدورة الحالية من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، مساء أول من أمس، لمناقشة التحقيقات والمقاربات اللغوية والأدبية بين الثقافتين اليابانية والعربية، بعنوان «اليابان والعرب»، وقدمها الدكتور بسام طيارة.

من جانبه، تحدث الدكتور ميزوتاني عن «اللغة العربية وتعليمها في اليابان بين الماضي والمستقبل»، وعرض فيها لتجربته في تعلم اللغة العربية، لافتاً إلى ظروف شخصية ساعدته على تعلم اللغة العربية، من بينها الاهتمام بالدين الإسلامي، وهو ما دفعه لتعلم اللغة العربية وتاريخ العرب أيام الجامعة، ثم سنحت له فرصة التعلم من جديد، بعد عمله في وزارة الخارجية اليابانية، حيث التحق بالمعهد الخاص التابع لوزارة الخارجية في طوكيو، وكذلك الجامعة الأميركية في بيروت، وجامعة القاهرة، وجامعة لندن، كما كان يحاول دائماً أن يتفهم معاني كلمات اللغة العربية، وعدم الاقتصار على معرفة الكلمات بطريقة سطحية، لأن هذا الاسلوب مهم للغاية بالنسبة للدراسات الدينية، كذلك كان يقوم بالتمرين على الألفاظ مع زملائه العرب.

وأشار إلى عوامل ساعدت على توسيع نطاق الحركات المشجعة لتعلم اللغة العربية والثقافة العربية، من بينها وجود أكثر من 40 جامعة في اليابان، توفر فرص تعليم اللغة العربية، وظهور حركة الترجمة للأدب والتاريخ، وازدياد عدد المسلمين وعدد المساجد في اليابان، إذ يصل عدد المسلمين حالياً إلى 200 ألف شخص، 90% منهم من غير اليابانيين.

وذكر ميزوتاني الذي يقوم حالياً بتعليم اللغة العربية والشؤون الاسلامية في المعهد العربي الإسلامي، وهو فرع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، أن من ملامح اتساع الحركات المشجعة لتعلم اللغة العربية، ظهور أشكال للتعبير الشعبي عن الأوضاع في الشرق الأوسط، في ظل الأحداث الحالية، كما في البيان الذي صدر من مجموعة من المواطنين اليابانيين «الذين يقلقهم الوضع في الشرق الأوسط»، بعد مقتل اثنين من الصحافيين اليابانيين على أيدي جماعات متطرفة في سورية.

تويتر