حشد كبير من المثقفين والشعراء والكتاب المهتمين حضر حفل التوقيع. من المصدر

توقيع «سفرجل» الخضر.. وسط احتفاء من الأجيال الشعرية الإماراتية

شهد ركن أكاديمية الشعر في جناح لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في معرض أبوظبي الدولي للكتاب حفل توقيع الطبعة الثانية (مزيدة ومنقحة) من «سفرجل» ديوان الشاعر الراحل راشد الخضر، من إعداد وتحقيق الكاتب والباحث سلطان العميمي، بحضور حشد كبير من المثقفين والشعراء والكتاب المهتمين، والجمهور المحب للقراءة والشعر من المعرض وخارجه.

الخضر

راشد بن سالم بن عبدالرحمن بن جبران السويدي، الشهير بالخضر، هو شاعر إماراتي، يعد من أبرز شعراء الشعر الشعبي في الإمارات. ولد سنة 1905 في إمارة عجمان، ولما أصبح في الثامنة من عمره توفي والده، وبعد سنوات أخرى توفيت والدته، وكان له شقيق يدعى عبدالرحمن توفي أيضاً في سن الثامنة عشرة، وكان الشاعر يصغر أخاه بسنتين. وسمي بـ«الخضر» لسمرةٍ خفيفة في لون بشرته، وقد اشتهر حتى بات لا يُعرف إلا به.

كتب العميمي

صدر للمؤلف سلطان العميمي: سالم الجمري، علي بن قنبر، الماجدي بن ظاهر، سالم بن علي العويس (حياته وأشعاره)، يعقوب الحاتمي، بنت بن ظاهر (أبحاث في قصيدتها وسيرتها الشعبية)، أحمد بوسنيدة، خمسون شاعراً من الإمارات، ديوان محمد المطروشي، شعراء آل نهيان، ديوان خلفان بن يدعوه، ديوان رشيد بن ثاني، ديوان ثاني بن عبود.

وتأتي الطبعة الثانية من الكتاب لتؤكد على أن التجربة الشعرية عند راشد الخضر لاتزال محط إعجاب وانبهار مختلف الأجيال الشعرية في الإمارات، سواء منهم من عاصره أو من جاء بعده، ولاتزال قصائده محمّلة بذلك الوهج المدهش الذي جعلنا نتذوق في قصائده طعماً غير مسبوق.

وفي تقديمه للكتاب، قال الباحث والكاتب سلطان العميمي «جاء هذا الديوان الذي ضم الأشعار النبطية للشاعر راشد الخضر تحت عنوان (سفرجل) الذي صدرت طبعته الأولى عام 2005، تزامناً مع مرور سنة على ولادته وربع قرن على وفاته، وأعيدت طباعته بإضافات جديدة وتغييرات عديدة، إذ بعد صدور الطبعة الأولى من الديوان، تيسر لي أن أعثر على المزيد من قصائده النبطية غير المنشورة، كان مصدر بعضها الرواة من أصدقاء الخضر، وبعضها مصدره المخطوطات التي ظهرت أخيراً».

أمّا أهم التغييرات التي تم تحديثها في الطبعة الثانية، فتتلخص، بحسب العميمي، في نقاط عدة، هي «إضافة 22 نصاً شعرياً جديداً غير معروفة للخضر، ولم يسبق نشرها في أي مصدر من قبل، منها ما كان كامناً محفوظاً في صدور الرواة، ومنها ما وجدته مدوناً في مخطوطات ومدونات شعرية لم تصل إلى أيدي البحث والتمحيص، وقد أفردت لهذه النصوص فصلاً في مقدمة هذه الطبعة».

أمّا النقطة الثانية فهي أن الكتاب قد ضم أربع قصائد غير مشهورة للشاعر الخضر، أوردناها في هذه الطبعة، وكانت قد نشرت في بعض المصادر المكتوبة، لكنها لم تنشر في أي ديوان من قبل ضمن متن قصائده، ومن ثم تمت إضافة فصل ثالث ضم القصائد الجديدة التي عثرت عليها ونشرتها في الطبعة الأولى من ديوان «سفرجل»، ولم تكن حينها معروفة أو منشورة من قبل في أي من المصادر أو المراجع، وعددها 13 قصيدة، وكل ذلك بحسب الباحث سلطان العميمي.

وتابع العميمي «تضمن الفصل الرابع في هذا الديوان سائر قصائد الطبعة الأولى التي هي قصائد الخضر المعروفة من قبل، والتي وردت في مختلف المصادر والمراجع المطبوعة».

كما قام العميمي في هذه الطبعة الجديدة بتحديد المصدر الذي اعتمدت روايته لكل قصيدة في هامشها، وذلك بعد ذكر مختلف المصادر التي وردت فيها القصيدة نفسها.

واعتمد العميمي في ضوء الظاهرة السابقة، في هذه الطبعة روايات مختلفة أو جديدة لبعض القصائد، فاختلفت صياغة بعض أبياتها أو عددها أو ترتيبها من نص روايتها في الطبعة السابقة، وبقيت بعض القصائد على صيغتها السابقة، وفي هامش القصائد اكتفى الباحث والكاتب عند ذكر أي مصدر أو مرجع مطبوع، بذكر اسم العمل، مع ذكر اسم مؤلفه أو محققه مرة واحدة في المرة الأولى التي أشار فيها إلى عمله.

كما أعاد الباحث تسمية بعض مصادر القصائد من المخطوطات في ضوء تمكنه من تحديد اسم مدونها، ولم يضم إلى هذه الطبعة بعض القصائد المنسوبة إلى الخضر في بعض المخطوطات والمراجع.

وبحسب الباحث والكاتب سلطان العميمي، فإن إعداد هذه الطبعة الثانية من هذا الديوان استغرق فترة زمنية طويلة، راجع خلالها القصائد مع عدد من الرواة لتحديد مناسباتها والفترة الزمنية التي قيلت فيها، وكذلك معاني مفرداتها، وطريقة لفظ أبياتها ومفرداتها بالصورة الأقرب إلى الصحة، وبحسب لهجة الشاعر، وقد ساعده بصورة كبيرة في ذلك كل من الراوي والمدون والشاعر سيف بن حمد بن سليمان الشامسي، والراوي والشاعر راشد بن غانم العصري، وهما من أصدقاء الخضر، وسمعا عنه عدداً غير قليل من قصائده، وتبينا منه معاني مفرداتها والرواية الأدق لبعض أبياتها أو أشطرها أو مفرداتها، وكذلك من أمدَّه بقصائد أو مخطوطات أو مصادر لشعر راشد الخضر، وهم سمو الشيخ ناصر بن حميد النعيمي، والشاعر والمدون الراحل سلطان بن حمد سليمان الشامسي، المعروف بسلطان الشاعر، ونبيل قرقاش، والمدون عبدالغني بحلوق، والباحث علي المطروشي، والباحث إبراهيم الهاشمي، والمدون راشد بن رحمة العويس، والباحث سعيد حمدان مترف الطنيجي.

الأكثر مشاركة