الورش تشهد مشاركات من جنسيات عدة. من المصدر

«مؤتمر أبوظبي الرابع» يتغلب على مشكلات الترجمة

أعرب رؤساء جلسات مؤتمر أبوظبي الرابع للترجمة، الذي يعقد حالياً بالتزامن مع معرض أبوظبي الدولي للكتاب، عن رضاهم عن مستوى المشاركين في ورش العمل المختلفة التي يُشرفون عليها، وعبّروا عن امتنانهم للمؤتمر لما يقدّمه من فرصة نادرة للمختصين والخبراء والمتدربين من المترجمين لتطوير مهاراتهم والتغلب على الصعوبات التي يواجهونها. وينظم مؤتمر أبوظبي الرابع للترجمة، الذي ينظمه مشروع «كلمة» للترجمة التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، على مدار يومين، أربع ورش عمل، من اللغات الإنجليزية واليابانية والإسبانية إلى اللغة العربية، ويتدرب المشاركون على التعامل مع تحديات ترجمة الأعمال الروائية وإشكالياتها من خلال تطبيقات عملية لترجمة عدد من النصوص الأدبية والشعرية، ويتولى قيادة الورش مجموعة من المترجمين ذوي الخبرة والكفاءة والأكاديميين المتخصصين في المجال، هم: د. المؤمن عبدالله (اليابانية إلى العربية)، د. زينب بنياية (الإسبانية إلى العربية)، د. محمد عصفور (الإنجليزية إلى العربية) و د. صديق جوهر (العربية إلى الإنجليزية). وحول أهم القضايا التي تناولتها ورش العمل، قال الدكتور المؤمن عبدالله «بدأنا ورشة العمل بطرح أفكار مختلفة بين المتدربين، والورشة قائمة على أساس التفاعل بين المشاركين والمحاضر المسؤول عن الورشة، بحيث نرصد أية مشكلات يواجهها المترجم في الدراسة أو الترجمة، وهي المرة الأولى التي تُطرح فيها قضية ومشكلات الترجمة من اللغة اليابانية إلى اللغة العربية، وهذا له أهمية قصوى، فاتجاه بلد عربي مثل دولة الإمارات العربية المتحدة إلى رصد قضية مهمة، والاهتمام بثقافة لا تقل أهمية عن الثقافات الأخرى التي لها دور إنساني كبير، بحيث تصل بين الثقافتين من خلال الترجمة والنقل». وأضاف «يشارك في الورشة سبعة متدربين، بينهم أربعة يابانيين، وثلاثة عرب، من المقيمين في دولة الإمارات، ومن خلال رفع الوعي بقضية الترجمة نستطيع أن نرصد المشكلات، وموضوعنا هذا العام هو الترجمة الروائية، وهذا النوع من الترجمة هم علم وفن، ونحاول في ورشة العمل أن نؤسس له كعلم، ونرى ما الحلول لمشكلات فنية مثل قضايا السرد وقضايا التراتيب البلاغية»، وتابع «النقطة الأهم برأيي أن تستمر مثل هذه المبادرات، لننطلق منها إلى ما هو أفضل، فهنا يُتاح لنا نحو 10 ساعات من العمل المتواصل، وهي غير كافية، وفي هذا السياق لابد من شكر هذا المؤتمر على هذه الفرصة، وهي المرة الأولى التي يتم فيها الاهتمام بمشكلات الترجمة من اللغة اليابانية، وأتمنى ألا تكون الأخيرة».

إقبال متزايد

قال الدكتور محمد عصفور: «إقبال المتدربين يزداد سنة بعد أخرى، وهناك حماس لتعلّم مهارة الترجمة، إضافة إلى نواحٍ نظرية متعلقة بها، مع التركيز كثيراً على النواحي العملية، وتحدثنا في ورشنا هذه عن فن الرواية من خلال نموذجين من القصص، نبحث من خلالها مشكلات الترجمة الفعلية، لأن الترجمة ليست عملية ميكانيكية، بل عملية تحتاج إلى خلفية ثقافية جيدة، وإلى القدرة على التعامل مع النصوص، بحيث يخرج النص أميناً للغة الأصلية، لكنه قابل للقراءة، مستقل عن النص الأصلي».

وأضاف أن «العلاقة ما بين الترجمة والنص الأصلي هي علاقة جدلية، بحيث لا يكون المترجم عبداً للنص الأصلي، لأن النص الأصلي مفتوح على التفسيرات دائماً، وكما يُقال الترجمة هي عملية تفسير، فليس هناك جملة أدبية مكتملة المعنى بذاتها، ودائماً توجد إيحاءات، وعلى المترجم أن يُدرك أبعاد هذه الإيحاءات، وأن ينقلها في نصه المترجم إلى اللغة العربية، وهذا أمر غير سهل، كما أن الترجمة أيضاً هي عملية نقل من ثقافة إلى أخرى، والثقافات تختلف في محتوياتها وأبعادها ودلالاتها».

4 أيام

خلال أربعة أيام سيقوم المشاركون في المؤتمر بتسليط الضوء على واقع حركة الترجمة الروائية من اللغة العربية وإليها، والصعوبات والتحديات التي تواجهها، واقتراح الحلول المناسبة للمعوقات التي تواجه مترجمي الرواية للنهوض بحركة ترجمتها بشكل عام، كما سيناقش المختصون في ورش العمل التدريبية نصوصاً متخصصة، بهدف سبر الإشكالات التي تعترض عملية الترجمة. ويشارك في الورش مترجمون شبّان وشابات من مختلف الدول العربية، من خريجي كليات الآداب أو الترجمة أو اللغات، ويتمتعون بخبرة في الترجمة لا تقل عن خمس سنوات، في خطوة لخلق كوادر وطنية في هذا المجال.

الأكثر مشاركة