حسين الجســمي: كلمات زايد ترسم خطواتـي

يرد الفنان حسين الجسمي كثيراً من نجاحاته الحالية إلى نصيحة استمع لها من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وجه له فيها الحديث قائلاً: «إن الفنان يعكس ثقافة وحضارة وطنه أينما ذهب وحلّ»، مضيفاً: «جاء ذلك حينما أتيح لي شرف الغناء أمامه ضمن مسيرة (الحب والوفاء)، ولم أكن وقتها أعرف أنني سيتاح لي لقاء سموه مباشرة، لتصبح هذه الكلمات التي رسمت لي بدايات خطواتي الحقيقية في الفن، ولاتزال هي بمثابة نبراس اهتدي بها أينما ذهبت».

لهجات وألبومات

 الجسمي الذي لم يشأ الكشف عن تفاصيل ألبومه الجديد، أكد في الوقت نفسه على سعادته بالغناء بلهجات متعددة، معرباً عن قناعته بأن الجمهور العربي على تنوّع لهجاته يفضل ذلك، ويتقبل بشكل أكثر تفاعلا ومحبة الأغنيات التي يسمعها تقدم بلهجته المحلية، مشيراً إلى سعادته بالانتشار الواسع الذي حققه العديد من أغانيه بشكل قياسي مثل أغنية «بشرة خير»، و«تسلم إيديك» وغيرهما، مؤكداً على قناعته بأن الفنان الإماراتي يظل بمثابة سفير حقيقي لبلاده في شتى المحافل الخارجية.

في الوقت نفسه، أكد الجسمي على أهمية إصدار الألبومات الفنية، على الرغم من نجاحات الأغاني المنفردة وأغاني شارات المسلسلات، مشيراً إلى أن على الفنان أن يسير بشكل متواز بين أكثر من اتجاه في الوقت نفسه، لتحقيق حضوره وإرضاء جمهوره.

الجسمي، الذي حصد، أخيراً، لقب الدكتوراه الفخرية من أكاديمية الفنون في مصر، خلال حفل ضم نخبة من عمالقة الفن، منهم شادية وعبدالله الرويشد وغيرهما، لم يحتَجْ سوى 48 ساعة فقط ليتفاعل مع تفاصيل الإنجاز الفضائي الإماراتي ليغني «مسبار الأمل»، ليكون العمل جاهزاً كأغنية مصورة من خلال التنسيق مع مؤسسة دبي للإعلام.

وفي لقائه مع «الإمارات اليوم» أكد الجسمي، الذي غنى بالعديد من اللهجات العربية، لكن معظم أعماله الأكثر انتشاراً جاءت بالمصرية تحديداً، أنه يظل حريصاً على أن يتمثل تلك المقولة التي تجعل بالفعل من الفنان حينما يوجد في منصات بعيدة عن الوطن، وكأنه سفير ينال شرف تمثيل ثقافة بلاده وتراثه.

ولايزال الجسمي يفخر بغنائه من أشعار المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، باكورة أعماله الفنية «قاصد»، وتلتها «إن هويتونا، يا خفيف الروح» وغيرها، قبل أن يصبح حاضراً في معظم المناسبات الوطنية.

الغناء للوطن اكتسب أيضاً قيمة كبرى وأولوية رئيسة في أعمال ابن مدينة خورفكان، الذي لا يغيب صوته عن احتفالات الدولة باليوم الوطني، وغيرها من المناسبات الوطنية، في حين يؤكد أن مسقط رأسه يبقى دوماً هو المكان الأكثر حميمية بالنسبة له، مضيفاً: «أحلى الأوقات تبقى دوماً مع العائلة الكبيرة، فمهما كانت اللقاءات قريبة، تظل دوماً مملوءة بالشوق واللهفة إلى معاودتها، والارتباط بالبحر يبقى بمثابة ذاكرة أخرى تحتضن الجميع، وهو المشهد الذي استطاع عكسه بشكل أكبر شقيقي فهد الجسمي، الذي يوثق الكثير من جوانب الحياة البحرية ويعرضها بشكل منتظم على قناته الخاصة على موقع يوتيوب».

«التكريم يضيف لي بكل تأكيد، لاسيما حينما يكون من هذه المؤسسة الأكاديمية المرموقة وأشعر أنني سفير من خلاله للأغنية الإماراتية، في حضرة عاصمة الفن العربي القاهرة»، هذا ما يؤكده الجسمي الذي يضيف: «استقبال القاهرة لي كمطرب إماراتي من دون شك فتح لي آفاقاً كبيرة باتجاه، ليس الجمهور المصري فقط، بل الجمهور العربي قاطبة، والغناء باللهجة المصرية عضد وجود فنان إماراتي على الساحة العربية».

ولفت الجسمي إلى غنائه بلهجات عربية عديدة، مضيفاً: «ليس لدي أي حساسية تجاه الغناء بلهجات عربية متنوعة، وبغض النظر عن كونه أسام في تكريس هذا الحضور من عدمه، فإن هذا الغناء يبقى بمثابة رسالة تقدير ومحبة إلى جمهور يزيد طربه بلهجته المحلية».

رغم ذلك يرى الجسمي أن الجمهور العربي تجاوز آلية الفرز بناء على اللهجات في ما يتعلق بالأغنية، مضيفاً «ما يؤديه الفنان بلهجة ما، يظل سقف انتشاره عربياً، وهو أمر لا ينطبق على الأغنية المصرية أو اللبنانية فقط، بل يطال الأغنية الخليجية أيضاً، وغيرها». ويرى سفير منظمة إمسام العالمية التابعة للأم المتحدة، حسين الجسمي، أن التكريم الحقيقي يبقى موصولاً بالجمهور في المقام الأول، مثلما هي الحال في التكريم الأخير، الذي يعتبره «شهادة محبة» مصرية، ممثلة في واحدة من أرفع الأكاديميات المعنية بتدريس الفنون في الوطن العربي، أو أن يكون التكريم من خلال لقب يتيح له القيام بمزيد من الجهد في الجوانب الإنسانية، وهو ما أتاحته له تحديداً سفارته لـ«امسام».

وعلى الصعيد الفني، كشف الجسمي عن بدئه الإعداد لألبومه الجديد، ولكن «على نار هادئة»، على حد تعبيره، مضيفاً: «بالكاد أضع الآن الخطوط العريضة للألبوم، والحديث عن أسماء الشعراء والملحنين المشاركين في وضع أغنياته لايزال سابقاً لأوانه، نظراً إلى قائمة الاختيار الطويلة، لكنه بكل تأكيد سيكون منوعاً، وسأسعى فيه إلى تلبية توقعات الجمهور، خصوصاً في ما يتعلق بالتنوع بين لهجات الأعمال التي سيضمها»، مضيفاً أنه «سيحيي حفلاً ضمن مهرجان الموسيقى الروحية في مدينة فاس المغربية نهاية هذا الشهر، وأنه لا يخفي تشوقه للقاء الجمهور المغربي».

ويرد الجسمي الفضل إلى أهله في وصوله إلى موقعه هذا، بالقول: «الدعم الكبير الذي وجدته على أعلى مستوى من صانعي القرار والمؤسسات الوطنية في الدولة، له الدور الرئيس في ذلك، وهو دعم استمر حتى في حال وجودي بالخارج، فيما يبقى الجمهور هو صانع الإبداع والفرصة الحقيقية للتألق»، مضيفاً: «من غير هذا الدعم بالضرورة ما كنت لأصل إلى ما أنا عليه الآن، لذلك فإن دَين الفنان للوطن ولجمهوره يبقى دائماً بمثابة دَين كبير مهما سعى إلى الوفاء لرده».

وفي ما يتعلق باشتراكه في لجان تحكيم برامج استكشاف المواهب، أشار الجسمي إلى أن الإشكالية لديه تتعلق بعدم توافر الوقت الكافي لتصوير تلك البرامج، مضيفاً: «ارتباطاتي المتعددة تحول دون الالتزام بتصوير برنامج في الوقت الحالي، لكنني بكل تأكيد سعيد بتجربتي في برنامج (إكس فاكتور)، وهناك الكثير من البرامج التي يُقدم فيها جهد طيب، لكن تبقى إشكالية الوقت بالنسبة لدي مرتبطة أيضاً بعدم فرصة متابعتها أحياناً».

الأكثر مشاركة