«إفسوس».. ملتقى للحضارات على ضفة المتوسط
تعتبر مدينة إفسوس من أعظم المدن اليونانية القديمة في منطقة الأناضول. وتجذب أطلال هذه المدينة العتيقة، التي كانت شاهدة على مسيرتها المزدهرة خلال آلاف السنين، السياح من جميع أنحاء العالم، خصوصاً الذين يسافرون عبر السفن السياحية الكبيرة.
مكتبة سيلسوس عندما يوجد السياح أمام «مكتبة سيلسوس»، فإنهم يستمتعون بإطلالة رائعة على الشارع الرئيس الواسع، الذي يبتعد كثيراً عن مواقع الحفريات الأثرية، ويصل إلى الواجهة البحرية للمدينة. وأضاف المرشد السياحي أن مدينة إفسوس القديمة كان يتم الوصول إليها عن طريق القوارب، لكنها أصبحت تقع حالياً إلى الداخل بعض الشيء، بعد أن فصلها تراكم الطمي عن البحر. وفي نهاية الرحلة وصلت المجموعة السياحية إلى موقف انتظار الحافلات السياحية للعودة إلى البواخر السياحية مرة أخرى. منازل معلقة إلى جانب المنازل المعلقة يوجد مسار صغير يقود السياح إلى أسفل للعودة مرة أخرى إلى الشارع الرئيس بالمدينة العتيقة، التي تنتشر بقاياها الكثيرة، مثل قطع الأحجار الصغيرة في الطبيعة. وعندما يصعد السياح فوق التل يمكنهم الاستمتاع بإطلالة شاملة لهذه الأطلال الأثرية، والتعرف الى مدى ضخامتها وانتشارها في المنطقة. وتعتبر مكتبة سيلسوس من أهم الأطلال، التي لاتزال متبقية بمدينة إفسوس. |
وفي الصباح الباكر ترسو البواخر السياحية في ميناء كوساداسي في بحر إيجه التركي؛ حيث المياه الفيروزية الرقراقة، في حين لايزال أغلب السياح يتناولون طعام الإفطار على متن البواخر، ويكون في انتظارهم بعد قليل الحافلات السياحية، التي تنقلهم إلى مدينة إفسوس القريبة.
وتجتاز الحافلات السياحية مدينة سلجوق وتقترب من المدينة العتيقة من الخلف، ومن بين العديد من الحافلات السياحية تظهر المناظر الأولى للأطلال القديمة.
ويصحب المرشد السياحي، نجدت أكالي، المجموعة السياحية المرافقة له صوب مدينة إفسوس القديمة، التي يرجع تاريخها إلى آلاف السنين. وقد مرت الحضارات المختلفة على هذه المدينة بدءاً من الحضارة الهلنستية ثم الرومانية والبيزنطية، وتمتاز هذه المدينة بوجود العديد من الأطلال، التي تعود إلى مختلف الحضارات.
ويقود المرشد السياحي المجموعة المرافقة له إلى المسرح الروماني، الذي يشبه المدرج، وكان بمثابة مجلس المدينة، وبينما يجلس السياح حالياً في هذا المسرح في الهواء الطلق، كانت الاجتماعات قديماً تعقد تحت سقف هذا المسرح. وقد تم بناء هذه القاعة في عام 100 ميلادي، وكانت تعتبر جزءاً من مدينة إفسوس الرومانية. وأشار المرشد السياحي إلى أن المدينة في ذلك الوقت كانت تضم 200 ألف نسمة. عند تجول المجموعة السياحية في الشارع الرئيس بمدينة إفسوس طلب المرشد السياحي منهم تخيّل أن هذا الشارع كان بمثابة منطقة مشاة فقط في هذه المدينة العتيقة.
وتسير المجموعات السياحية بجوار بعضها بعضاً وتنزل على الطريق المنحدر بلطف، الذي يصبح أضيق مع النزول الى أسفل، وتظهر في المشهد المظلات والقضبان المخصصة لالتقاط الصور السيلفي.
وتستقبل مدينة إفسوس ما يقرب من 7000 سائح يومياً، وأشار المرشد السياحي إلى أن المدينة استقبلت اليوم ثلاث بواخر سياحية في آن واحد، وأصبحت المدينة مزدحمة بحيث لا يمكن التحرك وسط هذه الحشود المتدفقة.
قبل زيارة مكتبة سيلسوس والمسرح الكبير انعطف نجدت أكالي مع مجموعته السياحية وصعد الطريق الى أعلى لبضع خطوات، حتى وصل إلى مدخل مستقل، يختفي عن أعين الأفواج السياحية، التي تتجول في الشارع الرئيس. ودخل السياح مبنى كبيراً لا يلفت انتباه السياح من بعيد، وهنا شاهد السياح المنازل المعلقة، التي تم تشييدها على الجبل على هيئة مدرجات إلى أعلى.