«وهران السينمائي» يحتفي ببطولة «الواقع»
بعد غياب عام، يعود مهرجان وهران السينمائي للفيلم العربي في دورته الثامنة بالجزائر، معلناً شعار «الواقع في دور البطولة»، الذي يستمر حتى 12 من الشهر الجاري، وبعزيمة واضحة لجمع ثقافات العالم في أروقته وعلى شاشات العرض، من ناحية اختياره للضيوف الآتين من المشرق والمغرب، واختياراته لأفلام تم عرضها سابقاً في مهرجانات عالمية متنوعة، ولجان تحكيم من أقطار عربية مختلفة إضافة إلى تركيا، وعلى الرغم من التنظيم المتواضع الذي كان حديث ضيوف المهرجان في الليلة التي سبقت افتتاحه، إلا أن الابتسامة الطيبة لم تفارق أصحاب الدعوة، بداية من رئيس المهرجان، إبراهيم صديقي، مروراً بأسماء ثقافية وفنية جزائرية معروفة، وليس انتهاء بالشباب والشابات المتطوعين للعمل ضمن فريق المهرجان.
بن عمر بختي نعى وزير الثقافة الجزائري في المهرجان المخرج، بن عمر بختي، الذي توفي صباح يوم الافتتاح عن 70 سنة. والراحل من مواليد مدينة تلمسان غرب الجزائر، حيث درس السينما في المعهد العالي للدراسات السينمائية في باريس، واشتغل بعدها مساعداً في تلفزيون فرنسا، وعمل لكل من السينمائيين جان بول ساسي وكلود ليلوش. كما اشتغل في الإذاعة والتلفزيون الجزائري مخرجاً وأخرج بعضاً من الأفلام التلفزيونية. واشتهر الراحل بثلاثة أفلام هي «العودة» «الشيخ بوعمامة» و«الطاكسي المخفي» الذي تم إنتاجه عام 1989. |
ولأول مرة قررت إدارة المهرجان تشكيل ملتقى دولي حول علاقة السينما والرواية، إلى جانب صالون عربي للسينما والتلفزيون، واستحداث جائزة «القلم الذهبي: عبدو بوزيان»، لأفضل عمل صحافي نقدي حول السينما.
وحضر الافتتاح وزير الثقافة الجزائري، الشاعر عزالدين ميهوبي، الذي أكد خلال كلمته أن شعار المهرجان يمثل بشكل مباشر حال الوطن العربي وتحدياته، ووزير الاتصال، حميد قرين، ورئيس سلطة الضبط للسمعي البصري، ميلود شرفي، وفنانون عرب، منهم الفنان المصري، يحيى الفخراني والفنانة السورية صباح الجزائري، والفنانة ليلى علوي، التي يكرمها المهرجان هذا العام عن مجموع أعمالها.
وبدأ الحفل بمقتطفات من الأفلام العربية المشاركة، التي تندرج تحت فئة الأفلام القصيرة والطويلة والوثائقية، ومن ضمن الأفلام الطويلة المشاركة في المسابقة، الفيلم الإماراتي «من ألف إلى ياء» للمخرج علي مصطفى، ومن الأردن فيلم «ذيب» للمخرج ناجي أبونوار، ومن فلسطين فيلم «عيون الحرامية» للمخرجة نجوى النجار، ضمن 12 فيلما روائياً طويلة من أقطار عربية مختلفة، ويترأس لجنة لفئة الأفلام الطويلة الناقد اللبناني، إبراهيم العريس، والأعضاء من سلطنة عمان خالد الزدجالي، ومن تركيا محمد باسوتسو، ومن الجزائر باية الهاشمي، ومن المغرب كمال كمال، ومن ليبيا الممثلة زهرة مصباح.
أما بالنسبة للجنة فئة الأفلام القصيرة، فيترأسها محمد حازولي من الجزائر، وعضوية الناقد المصري أحمد شوقي، والإيرانية مريم حيدري، والمغربي حسن بن جلون، ومن سورية ليان الشواق، ويتنافس على الجائزة 14 فيلماً قصيراً، من بينها الفيلم الإماراتي «البعد الآخر» لعائشة الزعابي، والبحريني «زينب» للمخرج محمد إبراهيم محمد.
ويتنافس على فئة الأفلام الوثائقية، التي يرأس لجنة تحكيمها نورالدين عدناني من الجزائر، بعضوية الناقد الفلسطيني بشار إبراهيم، ومن المغرب سلمى برقاش، ومن العراق هاشم العيفاري ومن تونس فتحي جوادي، 12 فيلماً وثائقياً من بينها الفيلم الفلسطيني «رسائل من اليرموك» للمخرج رشيد مشهراوي، وفيلم «أنا والعروسة» الإيطالي الفلسطيني للمخرج خالد الناصري، والفيلم المصري «الفاتنة» للمخرجة ماجي أنور.
وخارج المنافسة وضمن إطار الاحتفاء بالذكرى الـ60 لاندلاع الثورة الجزائرية تُعرض 14 فيلماً من الأفلام السينمائية الجزائرية مثل «الأفيون والعصا» و«العقيد لطفي»، ويتم أيضاً خلال ذات الدورة الاحتفاء بالسنة الـ40 على حصول الجزائر على سعفتها الذهبية الأولى عربياً وإفريقياً، من خلال العمل السينمائي «وقائع سنين الجمر» لمحمد لخضر حامينة، فيما تحلّ السينما التركية ضيفة شرف الدورة، وذلك باستضافة بعض وجوهها وصنّاعها.