ريعه لمساعدة أطفال اللاجئين تربوياً وصحياً
478 ألف درهم في مزاد «فنانون من أجل سورية»
جمع مزاد «فنانون من أجل سورية» 478 ألف درهم، بعد بيع ما يقارب 37 لوحة من الأعمال التي انقسمت بين أعمال معروضة للمزاد بلغ عددها 30، وأخرى معروضة للبيع المباشر، بحيث تمت المزايدة على بعضها، كم تم اقتناء بعضها بعد انتهاء المزاد. وافتتح المزاد الذي نظمه غاليري «فن آبورتيه»، أول من أمس، في فندق جراند حياة، الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، في حين تعود الفكرة الأولية لتنظيمه للفنانة الإماراتية فاطمة لوتاه، بينما حظي برعاية وزير الثقافة، والهلال الأحمر الإماراتي الذي سيتولى توزيع المساعدات للاجئين السوريين في المخيمات.
غناء قدمت الفنانة الأردنية مكادي نحاس في ختام الحفل فقرة موسيقية، أصغى إليها الحضور بشغف، ولاسيما أن غناءها صاحبه عزف على البيانو فقط، وقدمت خلال الفقرة بعض أغنياتها، وختمت الفقرة مع مجموعة من أغاني السيدة فيروز، منها أغنية «أنا لحبيبي»، وأغنية «سهار بعد سهار». |
وألقى الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، قبل بداية المزاد، كلمة أكد فيها على أهمية اللقاء الإنساني، شاكراً الفنانة الإماراتية فاطمة لوتاه، التي كانت صاحبة الفكرة الأولى لإجراء المزاد، متمنياً لها الصحة والعافية نظرا لغيابها عن المزاد لأسباب صحية. وقال ان «المبادرة الكريمة تعد مبادرة خيرية مهمة، تتم بالتعاون مع الهلال الأحمر الإماراتي، وذلك بهدف مساعدة سورية الشقيقة التي هي بحاجة للدعم والرعاية والمساندة». وأثنى على دعم الفن للقضايا الإنسانية، وتعزيز معاني التكافل والعطاء، ولاسيما أن المبادرة تهدف لمساعدة الأطفال في مخيمات اللاجئين نفسياً وصحياً وتربوياً، بهدف توفير بيئة انسانية يعيشون فيها بسلام وأمان، راجياً انتهاء النفق المظلم الذي تمر به سورية. وأشار الى أن «الاجتماع اليوم فرصة للتعبير بصدق عن المشاعر الأخوية العميقة التي تشعر بها دولة الامارات تجاه الشعب السوري، وهي مناسبة لإظهار أفضل ما لديه من قيم عبر دعم المبادرة، في سبيل الهدف السامي والنبيل والمتمثل في رعاية الاطفال في المخيمات وحمياتهم من الظروف القاسية التي يواجهونها». واعتبر الاجتماع دليلاً واضحاً على أن دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، تقدم الدعم والمساندة لكل العرب، ومقدراً الروح الانسانية النبيلة لدى الفنانين الذين شاركوا بلوحاتهم.
وبيعت الأعمال الموجودة في المزاد بالأسعار التقديرية الأولية التي وضعت لها، إذ إن قلة من اللوحات تجاوزت القيمة التقديرية، وشهدت مزايدة كبيرة، وكانت لوحة الفنان الإماراتي عبدالقادر الريس، الأغلى سعراً بين الأعمال الموجودة، فقد افتتح المزاد بها، وبيعت بـ110 آلاف درهم، ليحل بعدها عمل الفنانة السورية مها السباعي، الذي قدمته من الحجر وكتبت عليه الشعر بالذهب ورصعته بالألماس، وبيع بـ55 ألف درهم. وحل عمل الفنان السوري إسماعيل رفاعي في المركز الثالث، وبيع بـ29 ألف درهم، ويحمل العمل تجربة الرفاعي مع الشخوص، وإنما بالألوان وليس بالأبيض والأسود الذي طغى على أعماله الأخيرة. وبيع أكثر من عمل بـ25 ألف درهم، من بينها عمل الفنان عبدالرحيم سالم، المتميز بأسلوبه التجريدي في رسم الشخوص وهموم الحياة وقضايا الانسان باللونين الأسود والبيج، كما بيع عمل الفنان الفلسطيني محمد نصرالله بالسعر نفسه، ويحمل عمل نصرالله تقسيماً لونياً جميلاً في تجسيد الطبيعة، بحيث تقسم اللوحة الى أقسام متوازنة من حيث المساحة والتوزيع اللوني لإبراز معالم الطبيعة بدءاً من العشب ومروراً بالرمال والشاطئ، وانتهاء بالسماء الزرقاء الصافية.
أما عمل الفنان نعمان عيسى فبيع بـ20 ألف درهم، ويحمل العمل تفاصيل تبرز الخير والشر والحاجة الى الأمان ولاسيما لدى الصغار، بحيث يبرز الذئب خلف الطفلين الذي يحمل أحدهما طيراً أحمر اللون في تورية للخطر الذي يحيط بالبشر. وبيع بالسعر نفسه عمل الفنان السوري وضاح السيد الذي يقدم فيه فكرة المرأة التي يبرزها كأنها حورية، دامجاً الألوان الذهبية ليجعلها مطلة من عالم آخر. وبيع عمل الفنان السوري لؤي صلاح الدين بـ12 ألف درهم، والذي قدم فيه الفنان الوجوه بأسلوبه القائم على دمج التفاصيل لتكثيف اللغة البصرية في العمل. بينما بيع عمل الفنان الاردني سعد الربضي بـ16 الف درهم، ويقدم فيه الفنان الجماهير بأسلوب تجريدي، ليقدم البشر في جموعهم وتفاصيلهم البسيطة. أما من خارج اللوحات التي عرضت في المزاد، فبيعت لوحة الفنانة العراقية فهيمة فتاح، التي تجسد من خلالها مجموعة من النساء العراقيات بالزي التقليدي، كما بيع عمل الفنانة لارا بيرسا، وعمل للفنان السوري الشاب حسام علوم بـ9000 درهم.
اللافت في المزاد الذي سيقدم ريعه للاجئين السوريين، أن وتيرته بدأت خفيفة مع مشاركات خجولة، الأمر الذي دفع مقدمة المزاد مريانا وهبي الى التركيز على شرح معاناة الأطفال بأسلوب وصفه البعض بالابتزاز العاطفي الذي لم يلق استحسان الحضور من الجنسية السورية، ولاسيما أن قضية اللاجئين ومعاناتهم معروفة مسبقاً. أما مديرة ومؤسسة غاليري فن آبورتيه، الذي نظم الفعالية، غادة قناش، فأكدت لـ«الإمارات اليوم»، أنها راضية عن النتائج التي حققها المزاد، معتبرة أنه من الممكن أن تعيد التجربة في المستقبل نظراً لنجاح المبادرة. وأوضحت أن الحضور كان جيدا نسبة الى الفترة التي يقام فيها المزاد والتي تعد فترة سفر، وكذلك كون التحضير للفعالية والمزاد أتى سريعاً بعد الموافقات من الهلال الأحمر الإماراتي.
وأشارت قناش الى أن المصداقية التي يحملها المزاد تأتي من الرعاية التي حظي بها من وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، وكذلك من كون الهلال الأحمر هو الذي سيتولى توصيل المساعدات، وهذا ما يعد داعماً لمصداقية المزاد، مبينة أن الهدف منه قد تحقق وهو جمع مبلغ مالي، مضيفة أنه سيتم بيع اللوحات المتبقية في الغاليري حتى نهاية شهر يونيو.
موهبة
بيعت لوحة للإماراتي حسين بمبلغ 22 ألف درهم، وقد سجلت اللوحة رقماً قياسياً نسبة للسعر الذي عرض عليها وهو 5000 درهم. وكانت اللوحة محط أنظار واهتمام الحضور، نظراً للحالة الخاصة بحسين الذي رسم اللوحة وهو يعاني متلازمة داون. ورسم حسين نفسه وشقيقه في الرسم الذي حمل ألواناً طفولية مميزة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news