أعمال السدو والخوص تستقطب جمهور «القطارة»
أسدل الستار، أخيراً، عن الموسم الثاني لسوق القطارة الشعبي في مدينة العين، والذي احتفى بالتراث الإماراتي والحرف التقليدية.
وكانت هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة قد أعلنت عن افتتاح موسم السوق بعد إعادة ترميمه، واستمر السوق في العمل خلال نهايات الأسبوع حتى يوم الجمعة الماضي.
وأحيت فرق الفنون الشعبية بعض فنون الأداء الأصيل مثل الحربية واليولة، وكرمت الهيئة المشاركين والشركاء الذين أسهموا في إنجاح فعاليات سوق القطارة للموسم 2014 /2015، إذ شاركت في السوق 30 أسرة منتجة عرضت منتجاتها الفريدة من التراث الإماراتي طوال الأشهر الستة الماضية.
وقال مدير إدارة التراث المعنوي في الهيئة، الدكتور ناصر علي الحميري «نجح السوق في موسمه الأول في خلق اهتمام أكثر بالمنتجات التقليدية، إذ جذب زواراً من مختلف الجنسيات ومن مختلف الأعمار، وأبدى الزوار اهتماماً خاصاً بالمنتجات التقليدية المعروضة في السوق، مثل الملابس التقليدية والفنون المتعلقة بها مثل التلي، كما أن منتجات النساء المختلفة من السدو والخوص نالت الاهتمام».
وكانت الأسر المنتجة قد عرضت منتجاتها في «سوق الجمعة» المقام قرب سوق القطارة الشعبي وفق النسق التقليدي للأسواق القديمة، وشُيّد السوق من سعف النخيل في محاكاة لسوق الجمعة الشعبي الذي كان يقيمه الأهالي قديماً يوم الجمعة من كل أسبوع، ويعرضون فيه منتجات يدوية متنوعة.
من جهته، أوضح رئيس قسم الحرف والمنتجات التقليدية بالهيئة، سعيد حمد الكعبي «نعمل حالياً على تطوير الموسم المقبل من السوق، الذي سيتضمن أنشطة وفعاليات تراثية مشوقة، وسيستقطب السوق المزيد من الحرفيين والأسر المنتجة المهتمة بتقديم منتجات تراثية مطورة وقابلة للاستخدام اليومي، فمن خلال استحداث فعاليات السوق نهدف إلى الحفاظ على تراثنا الوطني المتعلق بالعديد من الصناعات التقليديّة، وتعزيز جهود الأسر المنتجة التي مازالت تمارس هذه الحرف في البيوت، أو من خلال المؤسسات المجتمعيّة المعنيّة بذلك».
ويقع السوق في المنطقة التراثيّة بواحة القطارة، وهو سوق تقليدي عرفته مدينة العين في منتصف القرن الماضي، وكانت الهيئة قد أعادت افتتاح سوق القطارة بعد إنجاز عمليات ترميمه.
وكان السوق يضمّ في البداية 16 دكاناً، ثم أضاف إليها سمو الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الشرقية، أربعة أخرى، وأصبح العدد الكلي 20 دكاناً مُنحت للتجار مجاناً، وكانت تباع فيها المواد الغذائية الأساسية مثل الأرز والطحين والسكر والتمر وأنواع من البهارات والصابون وبعض المستلزمات المنزلية التي كانت تُجلب من أبوظبي ودبي، إلى جانب بعض المنتجات المحلية.