التأخر عن الموعد..مرض نفسي!

وجدت دراسة نشرتها صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية، أن الأشخاص الذين يتأخرون عن مواعيد ارتبطوا بها، يعانون من حالة مرضية، مشيرة الى أنهم يعلمون بحالتهم ولكنهم لا يستطيعون تغييرها، هذا ما جاء في حوارات متنوعة أجرتها الصحيفة مع اختصاصيين.

فماذا عنك؟ ما هي الأسباب والدواعي التي يمكن أن تؤخرك عن موعدك؟ وهل توافق هذا الاستنتاج؟

الاختصاصية في علم النفس السريري في باريس، وعضو الجمعية الفرنسية للعلاج السلوكي والمعرفي (AFTC)، الكسندرا ريفيير-ليكار، قالت إن هذه الحالة تنجم عن اضطراب سلوكي، لأشخاص لا يستطيعون الامتناع عن التأخر، وذلك له تأثير مباشر على حياتهم وسلوكهم، وهي على الأرجح حالة مرضية".

وأشارت ليكار الى أن الأسباب براغماتية: كالتعب الشديد الذي يمنع من الاستجابة لصوت المنبه، أو الشخصية غير المنضبطة التي تجعلهم يضيعون الوقت في البحث عن أعمال ينجزونها قبل الذهاب إلى العمل، وسواها".

كما تربط الطبيبة هذه الحالة "الشاذة" بأسباب نفسية. منها عامل الثقة بالنفس، إذ لا يمكن لهؤلاء الأشخاص أن يقولوا "لا" وهذه حالة مزمنة لديهم.
أي إنهم يتبنون السلوك السلبي وفق قاعدة أن رفض الدعوات الموجهة إليهم سيقطع علاقاتهم بالناس، وهم يعرفون تمام المعرفة أن لا وقت لديهم لهذه الدعوة وأن جدول لقاءاتهم مليء كليا.

وذكرت الدكتورة ليكار أن الأمر يذهب ببعض "المتأخرين" المتفائلين إلى حد اعتبار أنهم قادرون على القيام بأكثر من مهمة في الوقت نفسه. فلا يحسبون مثلاً المسافة وزحمة السير. قد يدلّ ذلك على عدم النضج الكافي لدى البعض، كما يدل على عدم قدرة بعضهم الآخر على العيش في الواقع!

وأضافت، لا يمكن اعتبار "المتأخرين" أنهم كسالى، فمثلا، إذا كان لديهم 5 دقائق إضافية قبل الذهاب إلى الموعد، فإنهم غير مستعدين للانطلاق باكراً البتة. ذلك لأنهم يخافون من إضاعة الوقت، فيذهب بهم النشاط إلى حد استخدام هذه الدقائق الخمس لإنجاز عمل إضافي.

علاوة على كل ذلك، فإن بعض المتأخرين على مواعيدهم، يستخدمون هذا التأخر في اللاوعي لديهم، لمعرفة ما إذا كان الشخص الآخر مستعداً لانتظارهم. يستخدمون هذا الأسلوب بطريقة غير واعية، ليضمنوا محبة الآخر لهم وقدره على تحملهم بأخطائهم هذه.

ولم تستبعد الدكتور ليكار أن تكون هذه الحالة النفسية وراثية، إذ إن الأهل المتأخرين يُكسبون أولادهم هذا السلوك بطريقة غير مباشرة.

تويتر