الدراما الرمضانية تثير الجدل مبكراً
من الصعب أن يمر الموسم الدرامي الرمضاني من دون الجدل، الذي أصبح سمة ملازمة لكثير من الأعمال الدرامية سنوياً، ولم يخرج موسم 2015 من الجدل الذي طال عدداً من الأعمال المنتظر عرضها، لأسباب مختلفة. ولعل أبرز حالات الجدل هذا العام، ما يدور حول «العراب»، حيث من المنتظر أن نشاهد عملين سوريين يحمل كل منهما الاسم نفسه، والطريف أن كلاً منهما يستلهم الرواية العالمية لماريو بوزو «العراب»، ليفترق عنها مع الأحداث ويقترب من الواقع السوري ويعبر عنها بشكل أو آخر. العمل الأول هو «العرّاب» الذي كتبه حازم سليمان، ويخرجه المثنى صبح، من إنتاج «سما الفنّ الدولية للإنتاج». ومن المقرر أن يعرض على عدد من الفضائيات منها قناة «الجديد» اللبنانية و«روتانا»، ويقوم ببطولته الفنانون عاصي الحلاني، وسلّوم حداد، وصفاء سلطان، وسلافة معمار، وعبدالمنعم عمايري، ومصطفى الخاني، وضحى الدبس وغيرهم، وتدور أحداث العمل في فترة الخمسينات حتى الوقت الراهن. أما «العراب» الثاني فهو من تأليف وسيناريو وحوار رافي وهبي وإخراج حاتم علي، وإنتاج شركة «كلاكيت» للإنتاج والتوزيع الفني، وبطولة جمال سليمان، وباسم ياخور، وباسل خياط، ومنى واصف، وأمل بوشوشة، وسلمى المصري وغيرهم. ويدور بين عامي 2006 و2007. وخلال الفترة القليلة الماضية تغير عنوان هذا العمل الذي من المقرر ان يعرض على قنوات عدة من أبرزها «أبوظبي» و«OSN» من «العراب» إلى «سفينة نوح» ثم «نادي الشرق» ثم «العراب- نادي الشرق»، ليعود في النهاية إلى الاسم الأول وهو «العراب». ورغم أن وجود عملين بالعنوان نفسه ربما يؤثر في فرص تسويق كل منهما، ويربك الجمهور، ورغم أن هناك معلومات حول وصول النزاع على الاسم «العراب» إلى ساحات القضاء، وأن هناك دعاوى قضائية متبادلة بين القائمين على العملين، إلا أن تصريحات كل منهما لم تتطرق إلى ذلك الأمر مطلقاً، بل مالت إلى اعتبار الأمر شيئاً عادياً، وأن الجمهور هو الحكم في النهاية.
محض مصادفة قال الفنان جمال سليمان إن الأمر محض مصادفة وحدث من قبل مرات عدة، وعلى الجمهور أن يختار. موضحاً ان رواية «العراب» اقتبست عشرات المرات، وتم تقديمها في سلسلة من الأفلام، فهي تتناول حكاية «العائلة»، ويمكن أن تكون العائلة في أي مكان، كما أن الحب لم يبدأ «بروميو وجولييت» ولكنه ارتبط بهما وارتبطا به.
اختلاف المعالجة عوّل الفنان عبدالمنعم عمايري على اختلاف المعالجة في كلا العملين تماماً عن الآخر، تاركاً الحكم النهائي للجمهور. وأشار إلى أنها ليست المرة الأولى التي يحدث فيها هذا الأمر، فقد سبق وقدمت الدراما السورية عملين عن القائد صلاح الدين الأيوبي وعرضا في رمضان أيضاً. |
«أستاذ ورئيس قسم» المسلسل الذي يشارك فيه الفنان عادل إمام في السباق الرمضاني هذا العام، والذي يتوقع ان يحظى بنسب مشاهدة عالية مثل ما حققته أعمال إمام في السنوات الماضية، تعرض أيضاً لقصة مشابهة، حيث فوجئت أسرة المسلسل بأحد المحامين يقيم دعوى أمام محكمة الأمور المستعجلة بعابدين، طالب فيها بوقف عرض المسلسل، متهماً الكاتب يوسف معاطي وشركة الإنتاج بالاستيلاء على قصة ألفها موكله ويدعى زكي إبراهيم السيد. موضحاً ان موكله فوجئ بالإعلان عن المسلسل عبر القنوات الفضائية، وبالاستعلام عنه تبين أن قصته هي القصة نفسها التي ألفها وسجلها وأودعها في دار الكتب والوثائق القومية طبقاً لقانون الإيداع وبغرض الحفاظ على حقه الأدبي والفكري.
نوع آخر من الجدل أثاره قرار شبكة «OSN» أن تبدأ قبل رمضان، أي في الأسبوع الجاري، ببث حلقتين من خمسة مسلسلات رمضانية حصرية من خلال خدمة العرض المبكر على شاشتها، وهو ما سيتيح للجمهور المشترك في قنواتها متابعة هذه المسلسلات قبل أن تضيع في زحام دراما رمضان.
وهذه المسلسلات هي: «زواج بالإكراه»، و«البيوت أسرار»، والجزء الثاني من مسلسل «أريد رجلاً»، والجزء الخامس من مسلسل «الكبير أوي»، ومسلسل «الكابوس» لغادة عبدالرازق، ومسلسل «طريقي» لشيرين عبدالوهاب. وقد أثار هذا القرار نوعاً من الجدل حول ما يمكن أن يسببه من تسريب حلقات هذه المسلسلات وعرضها على «يوتيوب»، وهو ما يجعل المشاهد ينصرف عن متابعتها على شاشات التلفزيون، وكذلك جدل حول سحب «OSN» البساط من بقية القنوات التي ستعرض هذه الأعمال، حيث ستستأثر بالمشاهدين مبكراً.
ويبدو أن مسلسل «مولد وصاحبه غايب» مازال يلازمه الحظ السيئ، فبعد الإعلان عن عرضه في الموسم الجاري، بعد تأجيل لأكثر من عامين، ظهرت مشكلة جديدة بطلها الفنان حسن الرداد الذي أصدر بياناً أعلن فيه عدم استكماله تصوير دوره في المسلسل بسبب رفض إعطائه بقية مستحقاته المالية، رغم أنه قام بتصوير نحو 99% من أحداث المسلسل، موضحاً انه طالب الجهة المنتجة للمسلسل بعدم نشر أي أفيشات دعائية له سواء على الطرق أو عبر القنوات الفضائية التي ستعرض المسلسل.
دهشة
أعرب المنتج محمد فوزي منتج «مولد وصاحبه غايب» عن دهشته من موقف الفنان، مشيراً إلى أن الرداد طالب بأشياء وجدها فوزي مبالغة لذا رفضها، فما كان من الرداد إلا أن خرج ببيان ليتهمه بأنه لم يعطه حقه مادياً وهو ما لم يحدث. وقال فوزي إن الرداد لم يأتِ لتصوير بعض مشاهده، رغم أن العمل يجري تصويره، ويتبقى للرداد بعض المشاهد التي كان عليه أن يصورها، لذا قرر فوزي بالاتفاق مع المخرجة شيرين عادل أن يحذف مشاهده المتبقية ويلغيها تماماً مع الاحتفاظ بالمشاهد التي صورها وعرضها.