رفضت العروض الدرامية بعد نجاحها مخرجةً ومـــذيعة
الإماراتية ميثــــاء إبراهيم: التحدّي سبب نجاحي
بدأت رحلة الإعلامية والمخرجة الإماراتية ميثاء إبراهيم مع النجاح منذ الثانوية العامة، حين أهلتها نتائجها المتميزة لفتح باب الخيارات واسعاً أمام أحلامها حين تم ترشيحها من قبل وزارة التعليم العالي لاستكمال دراستها في الخارج، لكنها فضلت البقاء وخوض تجربة مختلفة وغير متوقعة قالت عنها: «رغم بعض التحفظّات التي قوبل بها موضوع دراسة الإعلام، خصوصاً أنني الأولى التي تخوض هذه التجربة الجديدة فقد استطعت إقناع الأهل بقراري، معوّلة في ذلك على جسور الثقة التي تصلني بهم، والتي تجعلني اليوم أكثر ثقة بالنجاحات التي تمكنت من تحقيقها طوال هذه الفترة»، وتضيف «طوال فترة دراستي بالجامعة كنت دوماً الأولى على دفعتي، وقد تمكنت من تتويج هذه التجربة الناجحة بشهادة الامتياز مع مرتبة الشرف التي نلتها بعد التخرج، إضافة إلى عدد من التجارب السينمائية المتميزة لمجموعة المشروعات والأفلام القصيرة التي عملت عليها أثناء فترة دراستي لتكنولوجيا الاتصال والإعلام وتخصصي بالإذاعة والتلفزيون، الذي جعلني قريبة من تجارب الإخراج وتقنيات الإضاءة والمونتاج، فضلاً عن متطلبات الإعداد والتقديم».
تحدي المستحيل
تواصل تعترف الإعلامية الإماراتية بأهمية التواصل في الحياة اليومية وبقيمة مواقع التواصل الاجتماعي في الحياة المهنية، حيث تقول: «أستخدم (إنستغرام) للترويج لبرامجي والإعلان عن مواعيد بثها، وفتح باب المتابعة والتعليق على مضامينها، وأستخدم هذه الوسائل كمنصة للإعلان عنها والتعرف إلى اقتراحات الجمهور وملاحظاته، كما أرى التفاعل بين الإعلامي والجمهور أساسياً ومجدياً، وقد أسهم فعلاً موقع (إنستغرام) في بناء جسور التواصل الإيجابي مع الجمهور». وحول رأيها باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي للتسويق لموضة وأزياء بعض الإعلاميات، تقول: «أرفض قطعياً هذه الطريقة في الترويج، وأرى أن المضمون الراقي يظل الأهم، ومن ثم يمكن تقديم الشكل بطريقة تتناسب مع رسائل الإعلام وضوابطه». مع الخيل لا تخفي ميثاء إبراهيم شغفها برياضة الفروسية من منطلق حاجتها الماسة إلى هواية تستوعب ضغوط العمل وتبعات الطاقة السلبية، حيث تقول «تعلمت ركوب الخيل في فترة وجيزة وتمكنت اليوم من الوصول إلى مرحلة متقدمة في هذا المجال جعلتني أشعر بالارتياح لهذه الهواية التي أمارسها خلال أوقات الفراغ بعيدا عن الاحتراف». |
لا تنسى ميثاء الأفلام التي عملت عليها في تلك الفترة، بداية من الفيلم القصير «الندبة»، وفيلمين وثائقيين آخرين أتيحت لها فرصة عرضهما في أولى دورات مهرجان أبوظبي السينمائي، حيث فازت بالمركز الأول على مستوى الإمارات، عن فئة الأفلام القصيرة والأفلام الوثائقية الخاصة بطلبة الإعلام، كما ترشح أحدهما لمهرجان الإسماعيلية للأفلام القصيرة في فترة تتذكرها ميثاء إبراهيم اليوم بسعادة كبيرة، وترويها بالكثير من الحنين، قائلة: «لقد كان تحدي الشباب آنذاك دافعي الأول والأخير، بعد الحديث العابر الذي دار بيني وبين إحدى صديقات الصف حول رغبتي بتقديم فيلم قصير أقوم بإخراجه بشكل فردي، وردّها الجارح الذي ظل ينخر روحي حين قالت حينها إنه من المستحيل عليّ فعل ذلك لأنني فتاة صغيرة و(دلوعة)، والإخراج يحتاج إلى شخصية قيادية وقدرة على تحمل المصاعب والضغوط، لذلك قررت أن أخوض هذا التحدي وأنجح فيه بجدارة».
تجارب ناجحة
رغم شغفها الواضح ونجاحها في مجال الأفلام القصيرة والوثائقية، إلا أن ميثاء قررت التوجه إلى التلفزيون والعمل في قناة «سما دبي»، لتتدرج وظيفياً من مساعد مخرج لعدد من البرامج، من بينها برنامج «مراسي» الذي أحدث طفرة نوعية في البرامج المحلية، وتولت إثره مهمة العمل مخرجةً لجملة من البرامج الناجحة، مثل برنامج «حراير» الذي حقق نسب متابعة عالية، واستمر أربع سنوات متواصلة سلط خلالها الضوء على كل ما يخص المرأة الإماراتية ويستوعب مشاغلها، إضافة إلى برنامج «اليولة للصغار»، والعديد من البرامج الخاصة بالمناسبات والفعاليات المهمة التي تقام في الدولة كاليوم الوطني وعيد الأم ويوم اليتيم العربي وغيرها، قبل أن تصل ميثاء إبراهيم، أخيراً، إلى تجربة المخرج الأول وتضع خبرتها الإعلامية في مجال جديد تستثمر فيه تجاربها السابقة، من دون أن تنسى كل من ساندها وأسهم في تثبيت خطواتها، حيث تقول: «لا أستطيع أن أنسى فضل المدير العام للقنوات التلفزيونية والإذاعية في مؤسسة دبي للإعلام، أحمد سعيد المنصوري، وتشجيعه المتواصل لي حين كان يتصل بي بعد كل حلقة ويستحسن تطوري المهني وقدرتي على تحمل مسؤولية هذه النوعية من البرامج الكبيرة، وثقته المتزايدة بي».
مهمة جديدة
طموحها الكبير ورغبتها في تقديم الأفضل وعزمها على المضي قدماً في مسارات التميز لم يمنعها من التفكير في خوض تجارب جديدة، بعد أن خبرت كواليس العمل التلفزيوني، وعملت وراء الشاشة وطوعت الكاميرا، ففي عام 2014 طُرحت عليها فكرة التقديم من خلال فرصة عملها مع المنتجة والمعدة، مريم علي، التي اقترحت عليها في البداية مهمة إخراج برنامج جديد يهتم بالديكور الداخلي للمنازل، بالإضافة إلى مهمة البحث عن وجه إعلامي جديد يمتلك الحضور والقدرة على إيصال مجموعة الأفكار والمقترحات الجديدة، إلا أن المهمة الأخيرة سرعان ما تحولت إلى اقتراح جدي، نظراً لما تمتلكه الإعلامية الإماراتية من خبرة ومقومات واضحة للنجاح أثبتتها تجربتها السابقة في مختلف مجالات الإخراج، حيث تقول: «لا أنكر أنني شعرت بالخوف والتوتر مع بداية تصوير الحلقة الأولى، إلا أن اتصالات الجمهور والرسائل التي وردت إلى البرنامج جعلتني أشعر بالثقة لاستثمار خبرتي في برامج جديدة ترتبط باسمي كمخرجة ومذيعة، كما حدث في برنامج (معمار) على (سما دبي)».
تتابع ميثاء حديثها عن هذا البرنامج قائلة: «استفدت كثيراً من آراء الجمهور، وكنت أمضي الأوقات الطويلة في البحث والاستقصاء عن المصادر والمعلومات الكفيلة بتطوير مضامين البرنامج، كما حرصت على الصدقية والحرفية في تقديم مختلف الفقرات من خلال تصوير التقارير الخارجية الميدانية، والعمل الدؤوب والجاد لساعات متأخرة من الليل حتى أثناء أيام العطل»، وتضيف «لابد أن أذكر في هذا السياق المخرجة المبدعة مريم خوري، لأثني على مجهوداتها التي بذلتها من أجل إنجاح هذه التجربة، فقد ساعدتني بشكل كبير من خلال تزويدي بأساسيات الإخراج في وقت كنت أشق فيه طريق البدايات وأحتاج إلى النصيحة والتوجيه، كما لا أنسى التفاعل الإيجابي الذي أثبتته مريم علي المنتجة والمعدة، التي آمنت بموهبتي وبتفرد الرؤية الإخراجية التي أكرسها، إضافة إلى دعمها المتواصل لفكرة الفريق الواحد والمتكامل وقيمة الطاقة الإيجابية في إنجاح تجربة الإبداع في الإعلام».
«القافلة»
مع نجاحها في تجربة التقديم، اقترح عليها خليفة حمد أبوشهاب مدير قناة «سما دبي» العمل مذيعةً ميدانية، بعد اكتشاف قدرتها على التواصل مع الجمهور الذي أحب تجربتها الأولى في التقديم، فكان برنامج «القافلة» التراثي المتصل بسباقات الهجن، وكانت تجربة ميثاء الثنائية الجديدة مع زميلها المذيع غانم الشامسي، حيث اعتمد البرنامج على اللهجة البدوية التراثية التي استطاعت تقديمها بعفوية وتلقائية لفتت إليها أنظار إدارة سباقات الهجن وجعلتها ترحب بوجودها في المواسم المقبلة.
عناوين الوفاء
هل ستتخلى ميثاء عن الإخراج لصالح التقديم، المجال الإعلامي الجديد الذي نجحت فيه؟ سؤال أجابت عنه المذيعة والمخرجة بأريحية واضحة، قائلة: «لا أتوقع أن أتخلى عن الإخراج، لأنه مساري الأول الذي نجح في إنتاج مجموعة من البرامج التي أفتخر بتقديمها للجمهور الذي لم ينسَها، كما لا أنكر إعجابي بتجربة التقديم التلفزيوني التي أضافت إليّ الكثير، لكني أحب بالمقابل المحافظة على عنوان الوفاء الذي يلخص تجربة الإخراج الذي وضعت فيه تشكيلتي الخاصة من الذوق والخيال».
بالمقابل تعتبر الإعلامية الإماراتية أن «سما دبي» ليست مجرد قناة تلفزيونية، وإنما بيتها الأول الذي تمضي فيه أغلب أوقاتها، حيث تعترف أنها مازالت تتلقى العديد من عروض العمل المغرية من قنوات محلية وعربية أخرى، لكن شعورها بالولاء والانتماء لهذه القناة يجعلها ترفض التفكير بالابتعاد عن المكان الذي كان شاهداً على أحلامها، وقدم لها الفرصة الحقيقية لتحقيق طموحاتها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news