حنان تتحدى إسرائيل بتفوقها من بين أنقاض منزلها
في شهر يونيو عام 2014 اُنتشلت الفتاة الفلسطينية حنان عبدالغفور من تحت أنقاض منزلها، بعد أن قصفته طائرات الاحتلال الإسرائيلي خلال حربه الأخيرة ضد قطاع غزة، فيما نقلت إلى المستشفى في حالة موت سريري نتيجة إصابتها الحرجة، ولكن بعد أيام عدة قدر لها أن تكون من الأحياء.
وفي شهر يونيو الجاري حصلت حنان على المرتبة الأولى في شهادة الثانوية العامة بالفرع الأدبي على مستوى مدارس قطاع غزة، ليكون نجاحها هذا رسالة تحدٍ توجهها إلى الاحتلال الذي أراد أن يقتلها، ويبيد أحلامها في التفوق والنجاح.
وخلال العام الذي فصل بين نجاتها من الموت وتتويجها بالمرتبة الأولى عاشت حنان أياماً قاسية، حيث قضت أشهراً عديدة تعاني آلام الإصابة التي تعرضت لها، فيما واجهت هي وعائلتها حالة تشرد تنقلت خلالها بين منزل وآخر نتيجة هدم الاحتلال لبيتها في حي القرارة شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع، ولكنها لم تستسلم لذلك، لتصر على تجاوز ما أصابها، والانتقام من الاحتلال بطريقتها الخاصة.
«الإمارات اليوم» التقت الطالبة المتفوقة بالقرب من أنقاض منزلها المدمر، فيما التف من حولها أفراد عائلتها وأقاربها وصديقاتها لتهنئتها، والاحتفال بنجاحها الذي شفى صدورهم، فيما روت حنان لنا حكاية الموت التي دفعتها إلى الإصرار على الجد والاجتهاد، للرد على جرائم الاحتلال ضدها.
وتقول حنان وهي تقف على ركام غرفتها «في هذا المكان كان من المفترض أن أكمل دراستي، وأحصل على المرتبة الأولى في الثانوية العامة، ولكن خلال الحرب الأخيرة فاجأنا الاحتلال، ودمر منزلنا فوق رؤوسنا، فأردت أن أفاجئه هذا العام بتفوقي، لأوصل إليه رسالة بأننا أقوى من كل أسلحته، وأننا نصنع الحياة من بين أنقاض الموت والدمار».
وتضيف «بينما كنا نائمين في منزلنا، ألقى الاحتلال صواريخه وقذائفه بعد صلاة الفجر على منزلنا، ولم أشعر بعد ذلك بأي شيء، فقد أصبت بالإغماء نتيجة ما تعرضت له من إصابات، ولم أدرك ما حدث إلا بعد أيام عدة من انتشالي من بين الأنقاض، ولحظتها عزمت أن يكون ردي على جرائمه ودماره بالتفوق والنجاح».
وتطمح حنان إلى «دراسة تخصص الطب في الجامعة الإسلامية بغزة، لتضمد جراح المصابين بفعل جرائم الاحتلال، وتداوي المرضى الذين لا يستطيعون السفر للعلاج في الخارج».
وتقول الطالبة المتفوقة «بعد أن عانيت إصابتي، وشاهدت الأطفال والنساء والكبار يعانون اعتداءات الاحتلال ضدهم، قررت أن أدرس الطب لأعالجهم جميعاً، وبذلك يكون التحدي الأكبر لإسرائيل، من خلال إكمال دراستي، ومواجهة جرائمها بمهنتي التي سأبدع بها بإذن الله».
وإلى جانب حنان كان يقف والدها أنور عبدالغفور يستقبل المهنئين، فيما ارتسمت ملامح الفخر على وجهه فرحاً بما حققته ابنته.
ويقول عبدالغفور لـ«الإمارات اليوم»، إن «شعوري بنجاح ابنتي لا يوصف، ولكن فرحتنا فرحتان، الأولى حصول ابنتي على المرتبة الأولى في شهادة الثانوية العامة، والثانية نجاحها في التغلب على مصابها، والانتقام من الاحتلال الذي دمر منزلنا، وحرمنا الاستقرار».