باحثون أستراليون يتتبّعون آثار تصادم القارات قديماً
أظهرت دراسة علمية جديدة نشرت أخيراً، أن فترات تصادم القارات في العصور القديمة كانت تشهد قفزات في عملية التطور الطبيعي لدى الكائنات التي تعيش على كوكب الأرض.
وذكر البروفيسير روس لارج، من جامعة تاسمانيا الأسترالية، أن محيطات العالم كانت غنية بالمواد الغذائية خلال الفترات التي تعقب تصادم القارات. وتوصل فريقه البحثي إلى هذه النتائج بعد دراسة عينات من مادة كيماوية تسمى «البيريت» من مختلف أنحاء العالم.
وأوضح لارج أن «تآكل السلاسل الجبلية واندفاع الصخور الغنية بالمواد المعدنية إلى سطح الأرض خلال تصادم القارات ثم تسرب هذه المكونات إلى المحيطات، كان يوفر مواد مغذية للكائنات التي تعيش في المحيطات». وأضاف «كانت الحياة حينئذ تزدهر وتتسارع عملية التطور الطبيعي، لكن عندما تهدأ حركة تصادم الطبقات الأرضية، يقل تدفق المواد المعدنية إلى مياه المحيطات وتصبح الحياة أكثر صعوبة، وخلال تلك الفترات كانت تحدث عملية الانقراض الجماعي لبعض الفصائل».
واختبر لارج 4000 عينة من البيريت، وهي مادة كيماوية تنبعث من الكائنات الصغيرة التي تعيش في قاع المحيطات بغرض قياس مستوى المواد المغذية التي تحتوي عليها على مدى عصور عدة.
وقال لارج «حتى الآن كان العلماء يعتقدون أن مستوى المواد الغذائية في المحيطات ظل ثابتاً على مدار الـ700 مليون عام الماضية، لكن عينات البيريت أظهرت حدوث تفاوت في كميات المغذيات بالتزامن مع عملية تصادم القارات».