رأى أن البرنامج في موسمه الثالث رسّخ نجاحاته

حامد بن كرم: صبر الأمهات أكثر ما استوقفني في «سند»

صورة

أكد الإعلامي الإماراتي حامد بن كرم، أن من أبرز ما استوقفه خلال برنامج «سند» الذي طاف دولاً عدة، موثقاً ما تقدمه إمارات الخير للمحتاجين والمنكوبين في جهات العالم المختلفة، هو صبر وإيمان أمهات فقدن أبناءهن، وكذلك أمل آباء في استعادة وطنهم وتجاوزه للمحنّ.

واعتبر أن برنامج «سند» الذي يقدمه ويبث على تلفزيون دبي استطاع في موسمه الثالث ترسيخ نجاحاته، وتمكن من تسجيل تفاعل جماهيري غير متوقع في ظل المنافسة الكبيرة التي تطرحها القنوات التلفزيونية حالياً على الساحة الإعلامية، مشيراً إلى قيمة الجهد المتواصل لفريق العمل والحرفية التي أثبتها المشاركون في صنع البرنامج، الذي يشكل بدوره بادرة مجتمعية استثنائية أسهما في صياغة وتثبيت النجاحات، وصنع الفرق في مختلف مستويات إعداد وتقديم هذا المنتج.

وأضاف بن كرم لـ«الإمارات اليوم»: «نشعر بالسعادة لردود الأفعال الإيجابية التي قوبل بها البرنامج ومجهودات فريق العمل المتكاملة وبالتفاعل الكبير الذي أبداه الشباب الإماراتي داخل الدولة وخارجها؛ سواء عبر الصدى الإيجابي الذي يحققه البرنامج ويردنا مباشرة من الناس خلال الفعاليات والتظاهرات التي تقام في الدولة، أو التفاعل الذي يبديه كثيرون على المنصات الإلكترونية ومواقع التفاعل الاجتماعي مباشرة بعد انتهاء كل حلقة».

وتابع الإعلامي الإماراتي «سنبقى فخورين بثقة الإعلاميين الإماراتيين الذين استحسنوا بادرة (سند)، وأشادوا بجهد القائمين على البرنامج وشبكة قنوات دبي والهلال الأحمر الإماراتي، كما أننا سعداء بدعم وتشجيع المسؤولين والقائمين على مختلف المؤسسات الإنسانية في الإمارات، وبحماسة الشباب الإماراتي لأهداف البرنامج الإنسانية التي حفزت المبادرات الشخصية في اتجاه خدمة المجتمع، وحثت معظمهم على التفاعل مع جهود فريقه».

 

شرف المغامرة

مرحلة جديدة

يعد حامد بن كرم أول مذيع إماراتي يقدم الانطلاقة الجديدة لمركز الأخبار التابع لشبكة قنوات دبي، الذي تزامن مع انتقال المركز إلى تقنية البث العالي الجودة (إتش- دي) والذي مثل لاحقاً مرحلة مهمة في مسيرة الإعلام التلفزيوني في الدولة. وعن هذه التجربة يقول «كان يوماً جميلاً واستثنائياً بكل المقاييس، وقد ترك بصمة خاصة في حياتي المهنية، خصوصاً أنه كان شاهداً على ثقة المسؤولين فيّ، وهذا ما أعطاني دافعاً أكبر لكسب المزيد من الثقة».

تجربة إنسانية

يصف حامد بن كرم تجربة «سند» بالتجربة الإنسانية الاستثنائية التي كان فيها فريق العمل أسرة واحدة، مضيفاً «كنا أكثر من زملاء وأصدقاء درب، جمعتنا الأماكن وظروف العمل الواحدة، والإحساس نفسه بالمسؤولية، التي دفعتنا للدفاع عن (أسرتنا) والتعاون وتبادل الأدوار في الظروف الصعبة وقلة الإمكانات المتاحة على الأرض، ما أسهم في دعم أواصر المحبة والتواصل بيننا وقربنا في المحن، لقد جمعنا (سند) على آلام الناس ومعاناتهم، وعلمنا أن نكون صفاً واحداً لخدمة الآخرين وتخفيف آلامهم».

يؤمن حامد بن كرم بمقولة الشاعر التونسي أبوالقاسم الشابي الشهيرة «ومن لا يحب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر»، ليشير إلى مجموعة التحديات التي اعترضت طريق فريق عمل «سند» في بعض الأماكن الساخنة التي زارها البرنامج مثل كردستان العراق ولبنان، مشيداً بالمساهمة الفعالة التي قدمتها وزارة الخارجية الإماراتية وسفاراتها في هذه الأماكن من خلال التنسيق مع سفارات الدول المعنية لتسهيل عملية التصوير، وتوزيع المساعدات الإنسانية بالتعاون مع الهلال الأحمر الإماراتي. وأضاف «هناك جنود يدافعون عن الوطن وآخرون يمكن أن يوصلوا صوت المحتاجين والمهجرين في أماكنهم؛ وهذا برأيي الدور الذي نجحت فيه وسائل الإعلام الإماراتية من خلال تأدية واجبها في خدمة هذا الوطن».

 

مواقف مؤثرة

يشعر بن كرم بغصة وهو يستذكر القصص الإنسانية الموجعة التي عايشها ومراحل زيارته لـ11 دولة في هذا الموسم: «كنت أكثر من مرة شاهداً على ألم المهجّرين واللاجئين الذين تركوا بلادهم وفقدوا أهلهم وأبناءهم، إثر ويلات الحروب التي تحدث في المنطقة، وأحسست في كثير من الأحيان بأنني واحد منهم، وهذا ما جعل دموعي تغلبني في الكثير من الأحيان، ومنعتني من استكمال بعض المقابلات التي كنت أجريها مع بعض الأسر السورية التي فقدت أبناءها».

وتابع «أكثر ما آلمني إيمان أمٍّ فقدت أولادها الأربعة في يوم واحد، وأخرى مات ابنها في المستشفى وواصلت ترديد (الحمد الله على كل شيء)، واستوقفني صبر الآباء وأملهم في استعادة الوطن والأرض وإيمان الأبناء بمسقبل أفضل لهم ولعائلاتهم. هذا الألم انسحب على فريق عمل البرنامج الذي لم يستطع أعضاؤه العودة إلى المواد الفيلمية التي تم تصويرها، مثلما حدث مع زميلنا (مونتير البرنامج) الذي كان يجد صعوبة حقيقية في عملية المونتاج، واسترجاع اللقطات المحملة بالوجع الإنساني الكبير».

 

رسالة سامية

يطرح حامد بن كرم من خلال تجربته الإعلامية إشكالية الرسائل الإعلامية الهادفة في المجتمعات العربية التي يجب أن تحترم برأيه ذائقة المشاهد، وتسهم في بناء جيل جديد قادر على التفكير السليم والتمييز بين المحتويات الإعلامية التي تعرضها القنوات الفضائية العربية، مشيراً إلى مسؤولية الإعلام الإماراتي الذي يجب أن يعكس صورة إيجابية لمجتمع ودولة الإمارات التي تؤمن بأهمية وقيمة التكافل وخدمة المجتمع.

هذه النظرة عززتها دراسته الأكاديمية في جامعة الشارقة وتخصصه في الإعلام والصحافة المكتوبة، التي زودته بتقنيات صياغة الأخبار وكتابة التقارير. وعن تخصصه في الإعلام والصحافة المكتوبة يقول «أنا من مؤيدي فكرة التخصص في المجال الإعلامي، وأجد أن الجانب الأكاديمي مهم في تكوين شخصية الإعلامي الناجح، لأنه يزوده بمرتكزات العمل الإعلامي وفنونه، فالمذيع الذي لم يمر بمدراس الإعلام غالباً ما يجد صعوبة في استيعاب تفاصيل المهنة وحيثيات العمل الميداني والسياسة التحريرية وطرق بناء الخبر، وما إلى ذلك من التفاصيل، كما أن تمرس الإعلامي وتدرجه المهني مهم في بناء شخصيته الإعلامية ودافع محفز على التميز والنجاح».

وأضاف عن كيفية استفادته من الصحافة المكتوبة التي تخصص «لدي يقين بأن الصحافة المكتوبة هي (أم الإعلام)، لأن الصحافي هو المعد والمحرر والمسؤول عن رسم خطوط العمل الإعلامي بشكل عام سواء في الصحافة المرئية أو المسموعة أو المكتوبة، لهذا حاولت الاستفادة من خبرتي كمحرر بمجلة (المنبر الجامعي) الصادرة عن قسم الإعلام والاتصال الجماهيري بجامعة الشارقة، ولاحقاً من مهامي كرئيس للجمعية الإعلامية لجامعة الشارقة خلال فترة الدراسة».

 

بدايات

احتضت مؤسسة الشارقة للإعلام بدايات حامد بن كرم، إذ كانت انطلاقته الأولى في برنامج «أماسي» في تجربة تقديم ثنائية مع المذيعة ريم سيف، مشيراً إلى أن «تلفزيون الشارقة كان خطوتي الأولى وتجربة جميلة لن أنساها، فقد احتضنت هذه المؤسسة مجموعة من رواد الإعلام في الإمارات مثل حسين المناعي وأحمد سالم وآخرين، وكان انتقالي في وقت لاحق إلى سما دبي بحثاً عن الجديد، حيث بدأت في البرنامج الاجتماعي الإخباري الملتقى الذي كان تجربة جميلة وموفقة انتقلت بعدها إلى تجربة (آخر الأسبوع) الذي كان تجربة جديدة وثرية نظراً لمحتوياته المتنوعة ولأجوائه الممتعة التي اقتسمتها مع ديالا علي وأمل سالم من خلال نوع من التنافس المجدي الذي أسهم في إضفاء حركية واضحة على فقرات البرنامج، وطورنا تجاربنا الشخصية في مجال التقديم».

تويتر