اللجنة المنظمة حرصت على تنظيم العديد من البرامج والأنشطة المتنوعة التي تلبي احتياجات الجمهور ومتطلباتهم حتى يكون مهرجان ليوا للرطب احتفالية كرنفالية يستمتع بها الجميع. من المصدر

«ليوا للرطــب».. احتفال بقيمة النخل

وسط حضور جماهيري كبير من مختلف الجنسيات، أتى للاستمتاع بفعاليات المهرجان الذي نجح في أن يرسم له مكانة كبيرة على الخريطة السياحية لإمارة أبوظبي، ويحقق مكانة كبيرة في نفوس مزارعي النخيل والمهتمين بها، انطلقت مساء أمس فعاليات مهرجان ليوا للرطب في دورته الـ11 2015، تحت رعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، الذي تنظمه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في إمارة أبوظبي، ويستمر حتى 30 يوليو الجاري.

عيالة.. وفنون فلكلورية

تعزيزاً للتقارب والتواصل بين الثقافات والشعوب من خلال الموسيقى والفنون والإبداع، وجدت فرقة أبوظبي للفنون الشعبية في اليوم الأول لمهرجان ليوا للرطب، حيث قدمت الفرقة في المهرجان إطلالة متميزة على الثقافة والتراث والتقاليد الأصيلة لدولة الإمارات إلى العالم من خلال عرضها باقة متنوعة من فنون فلكلورية وأدائية تقليدية إماراتية في إتقان عال، لترسم في مجملها لوحة فنية عالية، تعطي صورة حقيقية وواقعية عن التراث الإماراتي، بما يحمله من كنوز وتراث موسيقي في الموسيقى المحلية.

وانطلقت الفعاليات مع مجموعة متميزة من الأهازيج والعروض الفنية الشعبية، قدمتها فرقة أبوظبي للفنون الشعبية، بمشاركة أعضائها الذين عشقوا ما ورّثه الآباء والأجداد للأبناء والأحفاد من جميل الفنون، وحرصوا على توصيله لجميع زوار المهرجان، عبر مشاركتهم بحب في هذا المهرجان لنشر وتكريس ألوان الفنون والثقافة الإماراتية.

وجاءت العروض لترضي ذائقة الجمهور المتعطش للتعرف إلى تاريخ وتراث وتطور وتقدم الإمارات، ومعالم الأصالة وملامح الحضارة والعادات والتقاليد وأنماط الحياة التي يتميز بها شعب الإمارات، كما حولت هذه العروض خيام المهرجان إلى واحة مزهرة بألوان الفنون والتراث الإماراتي، التي نجح أبناء الإمارات في عرضها على جماهير غفيرة توافدت من مختلف إمارات الدولة، إلى جانب الوجود الكبير للسياح والأجانب.

ومن بين العروض التي قدمتها الفرقة كانت العيالة، التي تتكون من صفين متقابلين من العارضين، إضافة إلى المجموعة الثالثة وهي خاصة بالإيقاعات، وفن العيالة له مضمون درامي، حيث يمثل أصحاب الإيقاع الأشخاص المعتدين، وتأتي الإيحاءات من صف الإيقاع إلى المجموعتين الأولى والثانية بإيحاءات حركية، ويقومون بالرد عليهم بإيحاءات أخرى، وأثناء تقدم الصف إلى المجموعة الأولى نلاحظ التحاماً كبيراً وتلاصقاً أمام العدو، ويحاول الإيقاع اختراق هذا البنيان المرصوص، غير أن الاتحاد الذي يقابلهم يجعل الإيقاع لا يستطيع اختراق هذا البنيان المتلاحم.

كرنفالية تراثية سياحية

يفتح مهرجان ليوا للرطب أبوابه للزوار يومياً من الساعة الرابعة مساءً وحتى العاشرة ليلاً، ويبدأ استقبال المشاركات يومياً في تمام الساعة التاسعة صباحاً لكل فئة، وفق البرنامج المقرر لمزاينات الرطب.

وقال عبيد خلفان المزروعي مدير المهرجان إنّ «المهرجان يمثل التراث الإماراتي، وإنك منذ لحظة دخوله تشعر بأنك أمام الأجداد والآباء وكل ما أورثونا إياه من عادات وتقاليد ومصنوعات ومشغولات يدوية وحرفية، وما كان هذا النجاح ليتحقق لولا دعم ورعاية القيادة الرشيدة والحكيمة لفعاليات هذا المهرجان منذ الفكرة الأولى له». وأكد المزروعي أن اللجنة تنظم هذا الحدث العريق الصلة بالأصالة والتراث الإماراتيين، تنفيذاً لاستراتيجيتها التي تهدف للمحافظة على هذا التراث واستمراريته، خصوصاً النخيل والرطب، لما يمثلانه من دعامة أساسيةٍمن دعامات تراثنا المحلي العريق، بل لما يمثلانه من تجسيد للذاكرة الإنسانية لمجتمع الإمارات، واستمراراً للمسيرة الكبرى التي بدأها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مؤسس نهضة الدولة الزراعية، وتنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقواتِ المسلحة». وأوضح المزروعي أن اللجنة العليا المنظمة للمهرجان موجودة طوال أيام المهرجان لتوفير الخدمات اللازمة لإنجاح الفعاليات، وتذليل أي عقبات يمكن أن تصادف المشاركين والجماهير، وذلك لضمان استمتاعهم بالفعاليات المقدمة خلال المهرجان.

وبلغ عدد المشاركات في اليوم الأول أكثر من سبعة أطنان من الرطب، ومن المتوقع أن يبلغ أعلى وزن في مسابقة أكبر عذق أكثر من 100 كيلوغرام، حيث تسلمت اللجنة أكثر من 40 عذقاً في فئة الدباس، ونحو 80 مشاركة في فئة الدباس الرئيسة، وأكثر من 30 مشاركة في فئة الدباس التشجيعي.

وافتتح المهرجان اللواء ركن طيار فارس خلف المزروعي، رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، بحضور محمد حمد عزان، وكيل ديوان ممثل الحاكم، ومحمد حاجي خوري مدير مؤسسة خليفة الإنسانية، وراشد علي الزعابي مدير العلاقات العامة بأدنوك ومجموعة شركاتها، وعبيد المزروعي مدير مهرجان ليوا للرطب.

وجال المزروعي في خيم المهرجان، متفقداً العديد من الأجنحة المشاركة، منها «جناح أدنوك، الفوعة، القيادة العامة لشرطة أبوظبي، جناح مهرجان ليوا عجمان للرطب، جناح صوغة»، كما تفقد المشاركات في مسابقة الرطب في يومها الأول، واطلع على المشاركات في مسابقة أجمل مجسم تراثي، معرباً عن سعادته بحسن التنظيم وسلاسة سير العمل، كما تقدم بالشكر والتقدير لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، لدعمه اللامحدود لمشروعات صون التراث، وتشجيعه الدائم على مواصلة تعزيز ثقافة المهرجانات والفعاليات التراثية، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لرعاية سموه لكل جهود صون التراث العريق، والمحافظة على تقاليدنا الأصيلة. وأعرب المزروعي عن بالغ سعادته للإقبال الجماهيري الكبير الذي شهده اليوم الأول للمهرجان من مختلف الجنسيات، بجانب المشاركة الكبيرة للمتسابقين في فئات مسابقات الرطب المختلفة، ما يعكس مدى نجاح المهرجان في الوصول إلى جميع الفئات والجنسيات، بعدما تحول إلى احتفالية كرنفالية كبيرة تجذب إليها عشاق التراث والأصالة والمهتمين بزراعة النخيل، بجانب الأسر والعائلات من مختلف الجنسيات، وهو ما يؤكد نجاح المهرجان في تحقيق الأهداف المنشودة منه.

وقال رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية إن المهرجان يهدف إلى تقديم عروض متنوعة، تركز على أهمية النخلة في حياة أهل المنطقة، مشيراً إلى أن الحدث بمثابة ملتقى للالتقاء والتعارف بين المهتمين بزراعة النخيل، وعرض آرائهم وأفكارهم للاستثمار في المجال الزراعي والتصنيع، خصوصاً أن دولة الإمارات تشتهر بإنتاج أنواع مختلفة من التمور المتميزة بجودتها، كما أنّ مثل هذه المهرجانات تشجع على زيادة السياحة في الإمارات من قبل الأجانب والمقيمين الذين يسعون للتعرف والاطلاع على اهتمام أبناء الدولة بإنتاجهم الزراعي، والسعي إلى الاحتفاء به من خلال زيارتهم تلك المهرجانات، ونقل انطباعاتهم إلى أهلهم ومواطنيهم في بلدانهم، ما يشجعهم على زيارة دولة الإمارات للتعرف إلى عاداتها وتقاليدها ومنتجعاتها السياحية. وأعرب الزوار الذين توافدوا على موقع المهرجان من داخل الدولة وخارجها، للاستمتاع بما يتم تقديمه من فعاليات وبرامج متنوعة، عن سعادتهم بالتنظيم الجيد للمهرجان. من ناحيته، أكد مدير مهرجان ليوا للرطب 2015 عبيد خلفان المزروعي، أن الإقبال الكبير الذي فاق التوقعات في اليوم الأول للمهرجان ضاعف من مسؤولية اللجنة المنظمة لتقديم باقة متنوعة من البرامج والأنشطة والفعاليات التي تلبي احتياجات الجمهور، وتحقق مطالبهم المتنوعة من المهرجان.

ولفت المزروعي إلى أن اللجنة المنظمة للمهرجان حرصت على تنظيم العديد من البرامج والأنشطة المتنوعة التي تلبي احتياجات الجمهور، وتلبي متطلباتهم، رغم اختلاف ثقافاتهم وجنسياتهم، حتى يكون مهرجان ليوا للرطب احتفالية كرنفالية يستمتع بها الجميع، سواء من داخل المنطقة الغربية أو خارجها. وأوضح المزروعي أن الدورة الـ11 تتميز بالعديد من المفاجآت التي تخدم جهود دعم الموروث الثقافي الإماراتي، ومن أهمها استحداث مسابقة أطول نخلة في محاضر ليوا «كما أننا حرصنا على استحداث العديد من الفعاليات التراثية الهادفة للأطفال من خلال قرية الطفل، وغيرها الكثير من المفاجآت، من أجل المساهمة في إحياء التراث في نفوس الأجيال الجديدة». وأضاف «إنني راضٍ عن الإقبال الكبير الذي شهده المهرجان في يومه الأوّل، ومستوى التنظيم، وتنوّع المشاركات والفعاليات في هذه التظاهرة التراثيّة والسياحيّة الفريدة من نوعها، ما يؤ كد نجاح المهرجان في تحقيق الأهداف المنشودة منه».

فعاليات العام الأفضل والأكثر تحديثاً

قال رئيس لجنة الفرز في المهرجان، محمد غانم المنصوري، إن زيادة عدد المشاركين في العام الحالي تعكس مدى النجاح الكبير في اختيار الوقت والفئات والفعاليات المقدمة للمشاركين، وكذلك الشروط التي تم الإعلان عنها لكل فئة، مشيراً إلى أن عدد المشاركين هذا العام يتوقع أن يتجاوز المشاركين في الدورة السابقة، يتنافسون فيما بينهم لحصد جوائز المسابقة، مؤكداً أن المهرجان هذا العام حرص على تعديل شروط المشاركة ومعايير التحكيم، بما يسهم في ضمان نظافة المزرعة وجمالها، بجانب جودة المنتج، وليس الاعتماد على المنتج فقط، كما كان يحدث في الأعوام السابقة، وذلك للتأكيد على ضرورة الاهتمام بنظافة المزرعة لضمان الفوز في المنافسة.

وأشار المنصوري إلى أن النجاح الذي يشهده انطلاق فعاليات المهرجان، هو نتيجة المتابعة المستمرة من قبل القائمين على لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، والدعم الكبير الذي يقدمه كل من الرعاة والداعمين، والعمل الدؤوب من قبل إدارة المهرجان.

7 أطنان في اليوم الأول

شهد صباح اليوم الأول استقبال مشاركات المتسابقين في فئة الدباس والدباس التشجيعي وأكبر عذق وإجراء التحكيم عليه، تمهيداً لإعلان النتائج، وقد شهدت المسابقة زيادة في المساهمات والمشاركات، حيث تسلمت لجنة التحكيم أكثر من سبعة أطنان من الرطب في اليوم الأول، ومن المتوقع أن يبلغ أعلى وزن في مسابقة أكبر عذق أكثر من 100 كيلوغرام، وتميزت المشاركات بارتفاع مواصفات المنتج.

الأكثر مشاركة