إبراهيم العــــوضي يُعلِّم الفن للطلبة والسجناء وربــــــّــات البيوت

قبل انتهاء العام الدراسي الماضي، كان «فنان المجتمع»، التشكيلي إبراهيم العوضي، على موعد مكثف مع طلبة مدارس ورياض أطفال في عجمان والشارقة، لتنفيذ ورش تعليمية وتدريبية، ركزت على كيفية التعامل مع الألوان، فهو يعتبر نفسه أحد المعنيين بالتعامل مع الأطفال، يعلمهم أصول الرسم وفن التعامل مع الألوان، ويخطط لأن يستمر في هذا النهج مع مطلع العام الدراسي الجديد، نظراً لما لمسه من رغبة وإقبال من الطلبة في تلك الورش والدورات، وحرصهم على تعلم أصول الفن، الأمر الذي اعتبره واجباً لابد من تأديته على أفضل وجه. ويؤكد فنان المجتمع، المشرف الفني في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، الفنان التشكيلي إبراهيم العوضي، أنه قريب دوماً من المجتمع، حيث حمّله لقب «فنان المجتمع» مسؤولية كبيرة، ونفّذ ودرّب وعلّم فئات وشرائح مجتمعية عدة، وكان حاضراً بين نزلاء المؤسسة العقابية بعجمان، ليعلم ويدرب النزلاء على الفن والرسم، وكذلك كان حاضراً مع طلبة المدارس والجامعات، ومختلف الدوائر والمؤسسات الحكومية، ومع الهلال الأحمر الإماراتي في المخيمات الإماراتية للاجئين السوريين في الأردن. وهو على قناعة بأن فكرة العلاج النفسي بالرسم لها فاعلية ونتائج عملية وإيجابية.

بطاقة تعريفية

إبراهيم العوضي، فنان تشكيلي إماراتي، أحد مؤسسي الحركة الفنية التشكيلية الإماراتية، وأحد مؤسسي جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، له أعمال ومشاركات فنية محلية وعربية عدة، وحصل على جوائز من داخل الدولة وخارجها نظير أعماله ومشاركاته. يعمل بوظيفة مشرف الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع في المركز الثقافي بعجمان. يتواصل مع كل الفئات المجتمعية والعمرية، بالإضافة إلى الهيئات والمؤسسات والدوائر الحكومية.

أول فنان تشكيلي على مستوى الوطن العربي قام بتدريب السجناء على الرسم.

يتعاون مع جهات رسمية وحكومية عدة، من بينها وزارة التربية والتعليم، ووزارة الداخلية، والهيئات الخيرية ومؤسسات المجتمع المدني، ومؤسسات ذوي الاحتياجات الخاصة.

يركز على تعليم وتدريب فئة الأيتام، وطلبة المدارس، وذوي الاحتياجات الخاصة، ومرضى التوحد، ويتعاون وينسق مع جهات عدة، مثل هيئة الأعمال الخيرية، ومركز عجمان للمعاقين. شارك في لجنة تحكيم معرض أعمال الأيتام العرب.

وتفصيلاً، قال المشرف الفني في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، الذي يعمل في المركز الثقافي بعجمان، إبراهيم العوضي، لـ«الإمارات اليوم»، إنه يحرص على تدريب الأطفال بشكل أساسي على الفن التشكيلي، من أجل المساهمة في تأسيس وإنشاء جيل فني جديد، يعي ويدرك أهمية الفن التشكيلي والحركة التشكيلية في الدولة، ويعمل على نشر الثقافة الفنية من خلال الورش الفنية والتدريبية التي ينفذها.

وأوضح أن لقب فنان المجتمع حمّله مسؤولية كبيرة تجاه المجتمع، أبسطها أن «أبقى حاضراً بين أفراد المجتمع بمختلف فئاته وشرائحه، بقوة وإبداع وتفاعل دائم معهم». وأشار إلى أن «المركز الثقافي بعجمان مفتوح دائماً للجميع من مختلف الجنسيات، وللراغبين في تعلم الفن التشكيلي مجاناً».

مع الأطفال

كان العوضي حاضراً مع الأطفال الأيتام، في دورات وورش عدة، بمناسبة الموسم الثقافي للوزارة، ولفت إلى انه أُطلق عليه «فنان المجتمع»، تقديراً لمدى حضوره وتفاعله مع مختلف فئات وشرائح المجتمع، فهو حاضر مع الأطفال والمرضى في المستشفيات، يزورهم ويعمل على تدريبهم وهم على أسرّة المرض، خصوصاً الأطفال منهم، لافتاً إلى أنه زار مستشفى الشيخ خليفة بمناسبة اليوم الوطني الـ43 للدولة، وعلّم الأطفال كيف يرسمون وبعض أبجديات الرسم، مشيراً إلى أن الأطفال رسموا علم الإمارات ولوّنوا الرقم 43.

مع ربات البيوت

لم ينسَ العوضي ربات البيوت، حيث عقد لهن ورشة تدريبية لمدة أسبوع تدرّبن وتعلّمن مختلف فنون الرسم التشكيلي، والرسم وفق المدارس التي يعشقها ويتقنها العوضي، كالمدرسة التكعيبية والتجريدية والسريالية والواقعية، وبالنتيجة عرض لوحاتهن في معرض لاقى إقبالاً جيداً. وأشار إلى أن هذه الورشة تختلف عن الورش السابقة، خصوصاً أن التعامل مع هذه الفئات له شكل خاص ومختلف عن بقية الفئات المجتمعية، وأخذ بعين الاعتبار الجانب والبعد النفسي، ونجح في تدريب 35 ربة بيت، وبعد الانتهاء من الورشة عرض الرسومات في معرض خاص في المركز الثقافي بعجمان، تحت رعاية الشيخة عزة بنت عبدالله النعيمي، مدير عام مؤسسة حميد بن راشد النعيمي الخيرية. ولفت إلى أن الورشة ركزت على كيفية تعلم الرسم، وكيفية التعامل مع اللون، وتجاوز حالة الخجل لدى ربة البيت، وجاءت الورشة بعنوان: تغلّبي على خجلك باللون. ولفت إلى أن غالبية الرسومات ركزت على الأعمال التراثية وعلى الإمارات بشكل عام، وقامت الوزارة كالعادة بتوفير مختلف احتياجات الورشة والمشاركات فيها.

العلاج بالرسم

يعتقد العوضي أن فكرة العلاج بالرسم ناجحة إلى حد كبير، فقد تعامل بهذه الفكرة مع بعض الحالات التي كانت تعاني مشكلات نفسية، ومن خلال الرسم تحسنت حالة المريضة، وعرض العوضي لـ«الإمارات اليوم»، التي زارته في مرسم المركز بعجمان، تطور رسومات إحدى الحالات المريضة نفسياً من المرحلة الأولى في العلاج وتعلّمها الرسم، إلى أن رسمت رسومات جيدة لا تختلف عن رسومات أي فنان، مشيراً إلى أن بدايات تعاطيها مع الرسم كانت صعبة، ودلت الرسومات الأولى التي نفذتها الحالة على مدى تعقّد حياتها، لكن مع الأيام واستمرار التدريب تكشفت عن رسومات أفضل، إلى أن اتضحت الرسومات التي تنفذها، وما عاد يظهر فيها ذلك التعقيد الذي يشير إلى مشكلات نفسية كانت تعانيها الحالة. وأشار إلى أنه يركز على الجانب النفسي والحالة النفسية للرسام المبتدئ، فمحاولة الرسم تعكس الحالة والمزاج النفسي للرسام، وتتجلى في تلك الرسومات التي يحاول أن ينفذها أثناء تعلّمه وتدرّبه.

في مخيّمات اللاجئين

يؤكد العوضي أن طموحه وأحلامه ومبادراته لا تقف عند حد معين، من أجل الاستمرار في تعليم وتدريب الجيل الجديد للفن التشكيلي، وبناءً على ذلك كان لديه حلم بأن ينفذ مبادرة ثقافية فنية للأطفال السوريين اللاجئين، وتحقق له ذلك من خلال التنسيق مع هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، حيث زار مخيمات اللجوء التي أنشأتها الدولة للاجئين السوريين في الأردن، من خلال التنسيق مع هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، ودرّب الأطفال هناك على الرسم، وأقام معرضاً صغيراً لرسوماتهم، وعبرت تلك الرسوم عن شكرهم للإمارات، وعن أمنياتهم بتحقق حلم العودة قريباً إلى بلدهم.

الأكثر مشاركة