فنانون إماراتيون قاموا بزيارات إلى مجالس عزاء شهداء الوطن. من المصدر

فنانو الإمارات في بيوت شهداء الوطن

الفن هو نبتة أصيلة في المجتمع، والفنان الإماراتي تحديداً غير منفصل عن مجتمعه، وكثيرون منهم هم موظفون في إدارات ومؤسسات حكومية مختلفة، يذهبون كما الآلاف من أبناء هذا الشعب صباحاً إلى دوامهم، ويعودون محملين بآمال سواهم، وهذا ما عكسه تفاعل الكثير من الفنانين الإماراتيين فور تأكد نبأ استشهاد كوكبة من أبناء الإمارات البواسل المشاركين في «إعادة الأمل» باليمن الشقيق.

أحمد الجسمي.

«ما لمسناه في ديار ذوي الشهداء زادنا زهوّاً بوطنيتنا، فلقد ذهبنا معزّين، ظانين بأننا سنجد أنفسنا في موقف إنساني صعب، وإذ بكثير من آباء وأشقاء وأبناء شهداء يبادروننا بعزيمة وصبر وإيمان».

محمد العامري.

«ما لمسناه من ذوي الشهداء يثلج الصدور، وتلاحم الفنانين مع أبناء المجتمع الإماراتي ليس غريباً، فالفنان الإماراتي قبل أن يكون فناناً هو مواطن يفخر بالانتماء إلى هذه الأرض الطيبة المعطاءة».

بلال عبدالله.

«الفنانون ليسوا بمعزل عما يدور في مجتمعهم، وإذا لم يكن الفنان حاضراً في مثل هذه الأوقات، فإننا نكون من دون شك كمن شيّد لنفسه برجاً عاجياً، لن يسمعه أو يحفل بصنيعه أحد من أبناء مجتمعه».

سلطان النيادي.

«إننا أمام مبادرة دولة تزهو بأبنائها، وإن كنا الآن نشعر بفجيعة فقْد نخبة من خيرة شبابنا، فإن هذا الموقف وما تلاه من تلاحم يعكس جانباً من أصالة شعبنا الغالي، الذي يظهر معدنه الأصيل وقت الشدائد».

ورصدت «الإمارات اليوم» تجمعات مختلفة للفنانين منذ عصر أول من أمس، ومن المقرر استمرارها حتى الغد، لتقديم واجب العزاء لأسر وذوي الشهداء، حيث تجمّع بعضهم للذهاب بشكل جماعي عند مدخل قصر الثقافة بالشارقة، ومقابل معهد الفنون بالشارقة، بتنسيق من مسرح الشارقة للفنون، في الوقت الذي كان يقوم فيه الفنان سلطان النيادي بتنسيق تجمعات الفنانين في أبوظبي والعين.

ويحاول الفنانون استقصاء جميع منازل ذوي الشهداء من خلال تلك الزيارات التي شملت أمس، إلى جانب منازل وسرادق عزاء في الشارقة ورأس الخيمة وأبوظبي والعين، لتشمل اليوم مدن كلباء ودبا الحصن والفجيرة وأم القيوين، فضلاً عن دبي وعجمان، اللتين من المقرر أن يستمر الإقبال على زيارات ذوي الشهداء فيهما حتى الغد.

وقال الفنان أحمد الجسمي، إن الوفود الفنية التي توالت على منازل ذوي الشهداء كانت بشكل تلقائي، وبناء على رغبات الفنانين أنفسهم، مضيفاً: «بالإضافة إلى ملحمة بطولات أبنائنا البواسل، فإن اللُحمة الاجتماعية التي تلت الالتفاف حول ذوي الشهداء بمثابة ملحمة وطنية، قدوتنا فيها القيادة الحكيمة، التي سبقت الجميع إلى منازل ذوي الشهداء».

وتابع: «ما لمسناه في ديار ذوي الشهداء زادنا زهواً بوطنيتنا، فلقد ذهبنا معزين، ظانين بأننا سنجد أنفسنا في موقف إنساني صعب، وإذ بكثير من آباء وأشقاء وأبناء شهداء يبادروننا برباطة جأش، وعزيمة وصبر، وإيمان واستبشار بمآل الشهداء، وبالافتخار بشجاعتهم».

وأشار الجسمي إلى أن ابنه الفنان الشاب عمر، يؤدي حالياً واجب «الخدمة الوطنية» كسائر إخوته الذين سبقوه، مضيفاً: «لقب الشهيد فخر لأي أب، وحوار وطني مطول دار بيني وبينه عن مكانة الشهداء ومنزلتهم».

الفنان محمد العامري، الذي كان له دور رئيس في التنسيق بين الفنانين مع زميله الفنان حميد سمبيج، شرُف مع كوكبة من الفنانين بلقاء صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، في عزاء أسرة أحد الشهداء، مضيفاً: «هكذا هم شيوخنا، قدوتنا في المحافل والخطب والظروف كافة، فهم سباقون دوماً لأن يكونوا مع المواطن، سواء في أوقات اللين أو الشدة».

وقال العامري: «ما لمسناه من ذوي الشهداء يثلج الصدور، وتلاحم الفنانين مع أبناء المجتمع الإماراتي ليس غريباً، فالفنان الإماراتي قبل أن يكون فناناً هو مواطن يفخر بالانتماء إلى هذه الأرض الطيبة المعطاءة».

الفنان بلال عبدالله، كان من أوائل الفنانين الذين تداولوا أنباء استشهاد أبطال الإمارات على مواقع التواصل الاجتماعي، وكان أيضاً ضمن كوكبة الفنانين الذين حرصت على تقديم واجب العزاء، وفي ذلك قال لـ«الإمارات اليوم»: «لم أذهب إلى منازل ذوي الشهداء باعتباره منتمياً إلى الوسط الفني، بل باعتباري مواطناً أنتمي إلى هذه الدولة التي لها أن تفخر بإنجابها أبطالاً ضحوا بأرواحهم فداء لها».

وأضاف: «الفنانون ليسوا بمعزل عما يدور في مجتمعهم، وإذا لم يكن الفنان حاضراً في مثل هذه الأوقات والظروف التي يمر بها الوطن، فإننا نكون من دون شك كمن شيّد لنفسه برجاً عاجياً، لن يسمعه أو يحفل بصنيعه أحد من أبناء مجتمعه».

الفنان حميد سمبيج، أنهى واجب العزاء مع زملائه الفنانين في رأس الخيمة عند الواحدة بعد منتصف الليل، حيث يتابع: «مبادرة توافد الفنانين لأداء واجب العزاء لم تقتصر على الرجال والشباب، بل شملت السيدات والفتيات من أخواتنا الفنانات، اللائي حرصن على أن يواسين زوجات وشقيقات وأبناء الشهداء، وقمن بواجبات المرأة الإماراتية الأصيلة التي تبقى سنداً وعوناً للمجتمع حينما يكون بحاجة لها».

وتابع: «هذا أقل القليل مما يتاح للفنان أن يقدمه لكوكبة من الأبطال ضحوا بأرواحهم ودمائهم، في سبيل نصرة الحق، وأداء الواجب الوطني المنوط بهم، وزيارتنا لهم تزيدنا حباً وفخراً وعزة». وفي حين يتولى الفنان عبدالحميد البلوشي، زيارات الفنانين لإمارة الفجيرة، باعتباره من مقيميها، فإن الفنان جمعة بن علي، ينسق زيارات مدينته كلبا، فيما يتولى الفنان عبدالله زيد، تنسيق زيارات الفنانين لمنازل ذوي الشهداء في مدينته دبا الحصن.

وفي إمارة أبوظبي ومدينة العين يقوم الفنان سلطان النيادي، بتنسيق زيارات الفنانين، حيث قام بزيارة منازل ذوي الشهداء هناك، برفقة الفنانين جابر نغموش وخلف الأحبابي وسعيد السعدي وسعيد الشرياني، وانضم إليهم أيضاً نخبة من المثقفين والشعراء منهم خلفان الكعبي وسهيل الراشدي وغيرهما.

وقال النيادي الذي يفخر بأن أحد الشهداء، وهو عمر راشد المقبالي، من أقربائه، «شيوخنا هم قدوتنا، وكانوا أسبق منا في زيارة ذوي الشهداء، ففي مشهد مبهر، فإنك لا تذهب إلى تقديم واجب العزاء إلا تجد قادتنا في أوائل الصفوف». وتابع: «ليست هناك مبادرة من الفنانين لتقيد هذا الواجب، لكننا أمام مبادرة دولة تزهو بأبنائها، وإن كنا الآن نشعر بفجيعة فقْد نخبة من خيرة شبابنا، فإن هذا الموقف وما تلاه من تلاحم يعكس جانباً من أصالة شعبنا الغالي الذي يظهر معدنه الأصيل وقت الشدائد، كما يظهر أيضأً تلاحم القيادة الرشيدة بهذا الشعب الأبي».

الأكثر مشاركة