ميثاء الخياط: يا لها من تجـربة جميلة ومتعبة

بعد غياب 25 عاماً تقريباً يعود برنامج «افتح يا سمسم» إلى الشاشات العربية، حاملاً معه الكثير من التشويق لمتابعيه من الأطفال، بقدر ما يحمل من ذكريات جيل أسهم البرنامج في إسعادهم على مدى سنوات، وباتوا اليوم آباء وأمهات.

بيئة إعلامية حيوية

اختار فريق عمل برنامج الأطفال الأشهر في العالم العربي «افتح ياسمسم» العاصمة الإماراتية لتسجيل عودته إلى الشاشة، بعد أكثر من 25 عاماً من الغياب، مستفيداً من التعاون المثمر بين عدد من شركاء twofour54 تحت قيادة شركة «بداية» للإعلام. وعبرت نورة الكعبي، الرئيس التنفيذي لـ twofour54 عن فخر twofour54 كونها لعبت دوراً مهماً في عودة «افتح يا سمسم» إلى المنطقة، حيث يعتبر تنفيذ هذا البرنامج مثالاً رائعاً على نوعية المحتوى الذي يمكن إنتاجه ضمن البيئة الإعلامية الحيوية التي تم تأسيسها وتطويرها في أبوظبي.

تجربة

وصفت ميثاء الخياط مشاركتها في «افتح يا سمسم»؛ بالتجربة الجميلة والمتعبة، موضحة انها تضمنت الكثير من العمل والجهد والإحباطات والتحديات أيضاً، فقد تم تنظيم أكثر من ورشة للكتابة الإبداعية للمرشحين تناولت مختلف مراحل العمل، بداية من خلق الشخصية الكرتونية، وكيفية اختيار المحيط الذي تعيش فيه سواء الزمني أو المكاني، وكيفية كتابة ملخص الحلقة، ثم تطويرها لكتابة سيناريو كامل، وتصوير كل حركة تقوم بها كل الشخصيات في الحلقة، لافتة إلى أن في كل ورشة عمل كان يتم اختيار عدد من المشاركين ليكمل المسيرة، وكان التقييم يتم وفقاً للالتزام والقدرة على الابتكار.

خطوط حمراء

قالت ميثاء الخياط إنه لم تكن هناك خطوط حمراء بالمعنى المباشر؛ ولكن هناك شروط كان من الضروري ان تتوافر في النص من أهمها أن تحقق الأهداف المحددة لها، بطريقة غير مباشرة بعيداً عن الطابع التوجيهي، وبعيداً عن السلبية، «فلابد أن تبدأ الحلقات بفرح وتنتهي بفرح، لانها تقدم للطفل طرقاً لتخطي المراحل النفسية التي يمر بها بشكل غير مباشر، وتحفزه على أن يتخذ القرارات بنفسه».

ويتميز «افتح يا سمسم» في موسمه الجديد بمشاركة عدد من المواهب الإماراتية في مراحل ومجالات مختلفة من إنتاج وتنفيذ الحلقات، ومن هذه المواهب الكاتبة الإماراتية ميثاء الخياط التي قامت بكتابة حلقات من البرنامج، ضمن عدد كبير من الكتّاب الذين شاركوا في كتابة حلقات الموسم الحالي.

ميثاء الخياط، التي تعد من الأعضاء النشطاء في المختبر الإبداعي في (توفور 54)، أوضحت في حوارها لـ«الإمارات اليوم» أن مشاركتها في البرنامج جاءت بعد أن تلقت دعوة للمشاركة في دورات الكتابة الإبداعية التي تم تنظيمها للمرشحين للمشاركة في كتابة البرنامج، مشيرة إلى ان الدعوة كانت مفاجأة كبيرة لها، فرفضتها خوفاً من المسؤولية التي تلقيها عليها المشاركة في برنامج بهذا الحجم.

وأضافت: «كانت دعوتي للمشاركة في ورش الكتابة الإبداعية مفاجأة كبيرة بالنسبة لي، لأن المشاركة في برنامج بهذا الحجم مسؤولية كبيرة، فهو يحمل مسؤولية تعليم الأطفال اللغة العربية والعادات والتقاليد وكثير من الأمور التي من الضروري أن يتعلمها الطفل في المرحلة العمرية التي يخاطبها البرنامج، ويزيد صعوبة الأمر ما تشهده الفترة الحالية من تداخلات جهات عدة في تربية الأطفال، خصوصاً وسائل الإعلام.

ولذلك رفضت المشاركة في البداية، خصوصاً أنني كاتبة قصص أطفال، ولم أقم من قبل بكتابة حلقات تلفزيونية، وهناك اختلاف بين كتابة القصة والكتابة للتلفزيون من حيث تقنيات وآليات الكتابة، بعد ذلك تلقيت دعوة جديدة من شركة (بداية) من شخص يعرفني ويعرف كتاباتي وقدراتي، مؤكداً انه غير مسموح الاعتذار، وبناء عليه جاءت مشاركتي في ورش الكتابة ثم البرنامج»، مشيرة إلى أن أجواء ورشة العمل الأولى التي حضرتها، وأسلوب المدرب خلالها كان من أبرز العوامل التي شجعتها على الاستمرار ومواصلة العمل.

وذكرت الخياط التي تقيم في رأس الخيمة، ولاقى كتابها «أحب حجاب أمي الجميل» نجاحاً لافتاً، وأُطلق بناء عليه تطبيق قراءة تفاعلي بدعم من (توفور 54)، أن اللغة العربية شكلت لها عقدة في طفولتها، حيث تعلمت الإنجليزية قبل العربية، نظراً لإقامتها في الخارج بين الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة بسبب دراسة والدها، وواجهت صعوبات كثيرة حتى تمكنت من التغلب على عقدتها وتعلم اللغة العربية، لافتة إلى أنها بدأت كتابة القصص للأطفال منذ ما يقرب خمس سنوات عندما أصبحت أماً، ولاحظت إعجاب أولادها وأطفال العائلة واستمتاعهم بما ترويه لهم من قصص.

وأوضحت أن التحدي الأساسي الذي واجهته تمثل في تقديم أفكار مبتكرة للحلقات وفي الوقت نفسه كتابة عمل يتفق مع شركة كبرى ولها سمعة وتاريخ يمتد لأكثر من أربعين عاماً، وكذلك ضرورة مراعاة عادات وتقاليد المجتمع العربي، «لذلك تعتبر الكتابة لـ(براند)، أو شركة كبرى ولها تاريخ، أصعب بكثير من الكتابة الحرة، خصوصاً بالنسبة لي، لأني لا أحب العمل وفق خطة مسبقة، ولكنني بشكل عام أحب التحدي ولا أعتبره عائقاً، ولكنه خطوة جديدة نحو مرحلة جديدة».

كتب وجوائز

أصدرت ميثاء الخياط العديد من الكتب، منها «أحب لحية أبي الطويلة»، و«طريقتي الخاصة» التي حصلت على العديد من الجوائز، وتأهلت إلى القائمة القصيرة لجائزة مارش الدولية لأدب الأطفال في الترجمة في دورتها التاسعة، وأشارت إلى أن العمل في «افتح يا سمسم»، أتاح لها فرصة التعرف الى كثير من الشخصيات من مختلف الدول العربية، والتواصل معهم والاستفادة منهم، حيث كان عرض الحلقات والأفكار يتم خلال ورشة عمل يشارك فيها الجميع، ويمكن لكل منهم إضافة فكرة معينة أو تفصيلة تضيف للعمل دون حساسيات أو مشكلات، ولذلك تعتبر نفسها مشاركة في جميع الحلقات، وليس فقط في الحلقات التي كتبتها.

الأكثر مشاركة