«كريستيز للساعات».. العالم من بوابة دبي
كشفت دار كريستيز، أمس، عن مجموعة من الساعات التي ستقدمها في مزادها المقبل في أكتوبر المقبل، حيث عرضت مجموعة، منها في «كابيتال كلوب» بدبي. وتتميز المجموعة بوجود ثلاث قطع مميزة لم تستخدم من قبل، إلى جانب ساعات محدودة الإصدار، ومنها ما يرتبط بالإمارات والمنطقة. وتولي كريستيز اليوم أهمية بالغة لمزاد الساعات، نظرا للنمو الذي شهدته المزادات السابقة التي بلغت 50% في المزاد السابق الذي أقيم في مارس الماضي، إلى جانب زيادة عدد البلدان المشاركة، التي وصلت إلى 30 دولة، كما أن نسبة الساعات الثمينة في المزاد ارتفعت من 5% لتصل إلى 29%.
أرقام قدمت دار كريستيز مجموعة من الأرقام التي توضح التطور في فئات الساعات المشاركة، وذلك في الفترة الممتدة بين أكتوبر 2013 ومايو 2015، وتبرز الأرقام نمو المشاركة المحلية في المزاد من 20 إلى 30%، أما النمو في عدد القطع فزاد من 48 الى 185 قطعة، بينما حققت نسبة نمو الساعات الثمينة منها نمواً من 5% إلى 29%. أما الزيادة في عدد ساعات الممثلين فارتفعت من 22 الى 51، في حين ارتفعت القطع النسائية من سبع قطع من أصل 48 في عام 2013 إلى 36 قطعة من أصل 185 في عام 2015، والبيع بسعر القيمة التقديرية ارتفع من 96% إلى 100%. أسبوع الساعات تشارك دار كريستيز في «أسبوع الساعات ــ دبي» المرتقب في أكتوبر المقبل، وهو ينظم للمرة الأولى. وأشار ريمي جوليا إلى انهم عملوا منذ سنوات على تقديم منصة جيدة للمقتنين، وأن وجود هذا الأسبوع يمثل فرصة حقيقية للتواصل مع الناس والمتخصصين في عالم الساعات، والتعرف إلى العلامات التجارية عن قرب. |
وتحمل المجموعة المعروضة تنوعاً في في الفئات المختلفة للساعات، فهي تبدأ من الساعات الكلاسيكية، وتصل إلى الساعات التي تمتاز بكونها بنسخ محدودة، أو تلك القديمة التي يزيد عمرها على 100 عام. بينما يسلط المعرض الضوء على ثلاث ساعات مميزة، منها إصدار (5004 من باتيك فيليب)، الذي يتميز بالابتكار من ناحية عقرب الثواني البالغ التعقيد، وكذلك الرزنامة، والكرونوغراف. في حين أن الساعة الثانية التي صدرت عام 2010، تتميز بكونها شكلت إحياء لطراز أواخر العشرينات من القرن الماضي، بينما الساعة الثالثة هي الساعة الأولى التي تجمع بين نقيضين يصعب دمجهما في مساحة ضيقة مستطيلة، وهما نابضان رئيسان مترادفان، كما يحمل المعرض ساعة مكة المكرمة النادرة من باتيك فيليب، التي تتميز بتقويم العالم، وتحتفي بمدينة مكة المكرمة من خلال التوقيت الخاص بمكة، وتبلغ قيمتها التقديرية 370 – 550 ألف درهم، كما يقدم ساعة لاعب التنس الشهير، رافايل نادال، المصنوعة من معدن المغنيزيوم، وقيمتها التقديرية تراوح بين 190 و360 ألف درهم، في حين تراوح القيمة التقديرية لساعة باتيك فيليب، التي تعد الأغلى بين الساعات في هذا المزاد بين 910 آلاف إلى مليون و300 ألف درهم.
وقال المتخصص في الساعات في مزاد كريستيز، ريمي جوليا، في حديث لـ«الإمارات اليوم»، إن «المزاد في دبي هو نقطة البدء لمزادات (كريستيز) الأخرى حول العالم، ومنها شنغهاي وجنيف ونيويورك، وهو المزاد الذي بدأ يجمع مقتنيين من حول العالم». وأضاف أن «الوعي في المنطقة حول مزادات الساعات بدأ يرتفع، كما أن كريستيز بدأت تولي أهمية لهذا المزاد في المنطقة، ولهذا ارتفع عدد الساعات، مع التأكيد على أن الساعات تبدأ من أسعار لا تتجاوز 5000 درهم، وتتخطى المليون، فهي تتوجه إلى جميع أنواع المقتنيين». ولفت إلى أن المجموعة التي ستطرح في المزاد تتألف من 160 ساعة، وهناك مجموعة من الساعات الحصرية، ومنها الساعة التي كتب عليها اختصار اسم الإمارات، بينما هناك ساعتان صممتا لعمان، من أوديمار بيجيه ورولكس، وتحمل صورة الخنجر. أما السنوات التي تعود إليها الساعات فلفت جوليا إلى أن منها ما يعود إلى عام 1948، وذلك في فئة ساعات اليد، بينما تحمل المجموعة ساعة جيب تعود إلى 100 عام. وأشار إلى أن ساعات الجيب، تعد من الساعات التي يبحث المقتني من خلالها عن التاريخ، فهي قطعة مميزة كي يتم اقتناؤها، كما أنها شديدة الارتباط بالتاريخ وبتقنية الساعات الشديدة التعقيد، وهي تحمل الجوانب الفنية التي تضيف إلى القيمة التقنية التي تحملها الساعات.
ومن الساعات التي توجد في المجموعة لفت جوليا إلى وجود بعض الساعات التي لا تنتج بأعداد كبيرة، فهي محدودة الإصدارات، وبحال جيدة جداً، وتعتبر بأسعار معقولة، بينما يحمل المزاد أيضاً الساعات الكلاسيكية التي ترضي المقتنين من حول العالم، مشيراً إلى أن المقتنين في الخليج يميلون إلى شراء الساعات التي يشعرون بأنها تمتعهم وترضيهم، لذا يركزون على الساعات المعاصرة، بينما في جنيف، على سبيل المثال، كل المزاد يحمل الساعات القديمة التي تكون قد استخدمت من قبل الأشخاص الذين أمتلكوها سابقاً، منوهاً إلى أن البلاتينيوم يعد من الأمور التي تضيف لندرة وخصوصية الساعة، حيث تتخطى الذهب، فالبلاتينيوم مادة صعبة في الإنتاج، بينما الذهب مادة ناعمة.
وحول قلة الساعات النسائية في المزاد، نوه جوليا بأن الأمر يرتبط بطبيعة المقتنين، فعلى مر التاريخ من المعروف أن الرجال هم الذين يقتنون الساعات، بينما النساء قد يملن إلى اقتناء الحقائب أو المجوهرات النادرة، لكن في دبي بدأنا نرى سيدات في غرفة المزاد أكثر من بلدان أخرى كأميركا أو جنيف. ولفت إلى أن حضورهن يدفع للسؤال عن ماذا يبحثن، لكن في الشرق الأوسط هناك ميل إلى موضة العصور القديمة، ولهذا فإن حضورهن منبعه البحث عن الكلاسيكية التي لا تموت مع الوقت، وكذلك القطع التي يصعب إيجادها في السوق.
وقدم جوليا بعض النصائح للمقتنين الصغار، تساعدهم على جمع الساعات، وقال «من الضروري العمل جيداً قبل البدء بجمع الساعات، كي يفهم المقتني ماذا يفعل، لأن بناء أكبر وأهم مجموعة ليست فكرة جيدة، وهي غير متاحة، لذا لابد من أن يفهم المرء ماذا يريد، وما الفئة التي يمكنه شراؤها». وأضاف «من الضروري جمع ساعات تناسب الشخصية وكذلك أسلوب حياة من يشتريها، لأن شراء الساعة الثمينة وعدم استخدامها أمر غير مجد، فاستخدامها هو طريقة لمشاركة هذا الشغف بالساعات، فلابد من الاستمتاع بها. أما الاستثمار في الساعات فيكون مع مجموعة من الساعات التي يتم انتقاؤها بحكمة، وهي عملية تتطلب دراسة مجموعة العوامل، كالسوق، وطبيعة الساعة، وعمرها، وتاريخ الدار التي أنتجت الساعة».