رحلة «الحج» مصدر إلهام للفـــن وأهله

لم يكن الفن بعيداً عن الأعياد والمواسم الدينية؛ فعلى مر السنوات كانت هذه المناسبات بما تحمله من قيم وروحانيات وخصوصية مصدر إلهام لكثير من المبدعين، وموضوعاً للعديد من الأعمال الفنية المختلفة سواء من أفلام وثائقية وأغانٍ وقصائد مصورة، بالإضافة إلى الروايات والكتب التي تندرج تحت بند أدب الرحلات، والأعمال التشكيلية والمنحوتات، وغيرها.

أهازيج الحج

ارتبط وداع الحجاج واستقبالهم باحتفالات شعبية يقوم بها أهل الحاج وجيرانه، من أهمها تجمع سيدات الحي أو العائلة في منزل الحاج في الأيام التي تسبق سفره وغناء بعض الأهازيج الشعبية التي تتحدث عن الرحلة المقدسة وفي مدح الرسول صلى الله عليه وسلم، وهي أهازيج مجهولة المصدر فلا يعرف من قام بتأليفها أو تلحينها.

تفاصيل

من أندر الأفلام الوثائقية العربية التي تم إنتاجها عن الحج فيلم من إنتاج الشركة المصرية للسينما عام 1938، تحت رعاية الملك الراحل عبدالعزيز بن سعود، ويصور الفيلم بدقة مدهشة تفاصيل رحلة الحج منذ خروجها من مصر حتى العودة.

يظهر في الفيلم الملك عبدالعزيز بن سعود، كما يعرض الفيلم لقطات نادرة لأرجاء الحجاز والشعائر المقدسة؛ عرفات ومنى والمزدلفة والجمرات، ويظهر أيضاً شكل الكعبة قديماً، وكذلك الصفا والمروة.

كوكب الشرق

كوكب الشرق الفنانة أم كلثوم أيضاً قدمت أغنية عن الحج والحالة الروحانية الفريدة التي تتميز بها، هي أغنية «القلب يعشق كل جميل»، كما غنى للحج الفنان وائل جسار في أغنية «حج حجيج»، والفنان عادل خميس «يا رايحين الحرم»، كما قدم الفنان أحمد سعد أغنية بعنوان «ادعولي في الحرم». بينما طرح الفنان الإماراتي حسين الجسمي العام الماضي قصيدة «يا إلهي»، وهي من كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.

فيلم مصري

يذهب البعض إلى أن أول فيلم تسجيلي ناطق عن الحج كان مصرياً أيضاً، وتم تصويره سراً دون الحصول على موافقة السلطات السعودية التي كانت تمنع تصوير الأماكن المقدسة في ذلك الوقت، وهو من إخراج نور صادق وهبي ويتضمن 17 مشهداً، وتكلف 17 ألف جنيه، وتم عرض الفيلم في مصر عام 1936.

ولعل من أندر الأفلام الوثائقية العربية التي تم إنتاجها عن الحج فيلم من إنتاج الشركة المصرية للسينما عام 1938، تحت رعاية الملك عبدالعزيز بن سعود، ويصور الفيلم بدقة مدهشة تفاصيل رحلة الحج منذ خروجها من مصر حتى العودة. ويظهر في الفيلم الملك عبدالعزيز بن سعود، كما يعرض الفيلم لقطات نادرة لأرجاء الحجاز والشعائر المقدسة؛ عرفات ومنى والمزدلفة والجمرات، ويظهر أيضاً شكل الكعبة قديماً، وكذلك الصفا والمروة. بينما يذهب البعض إلى أن أول فيلم تسجيلي ناطق عن الحج كان مصرياً أيضاً، وتم تصويره سراً دون الحصول على موافقة السلطات السعودية التي كانت تمنع تصوير الأماكن المقدسة في ذلك الوقت، وهو من إخراج نور صادق وهبي ويتضمن 17 مشهداً، وتكلف 17 ألف جنيه، وتم عرض الفيلم في مصر عام 1936، ثم تم وقف عرضه بعد اعتراض المملكة. ويركز الفيلم على «المحمل» وهو يمثل احتفالية تاريخية بدأت في العصر الأيوبي، وكانت تصاحب خروج كسوة الكعبة المشرفة من مصر في طريقها إلى الأراضي المقدسة، ويكمل الفيلم طريق الرحلة مستعرضاً مشاهد لمدينة السويس ومدينة جدة وبئر زمزم وجبل عرفات والطواف حول الكعبة.

كذلك هناك أفلام أخرى تم تصويرها لاحقاً في أعوام مختلفة في الخمسينات والستينات، وتظهر لقطات لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة والتغييرات الكبيرة التي حدثت على مر السنوات من أجل العناية بالأماكن المقدسة والحجاج والمعتمرين. وصورت رحلة الحجاج من مختلف بلدان العالم سواء على البواخر أو الجمال أو سيراً على الأقدام إلى العصر الحديث، حيث يسافر الحجاج على متن الطائرات والسيارات.

ومن الأفلام الحديثة؛ هناك الفيلم التاريخي «رحلة إلى مكة»، الذي استضافت أبوظبي عرضه الأول في قصر الإمارات 2009، والفيلم مستوحى من رحلة الرحالة العربي ابن بطوطة إلى الأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج، وتكلف إنتاجه أكثر من 13 مليون دولار. واستغرق إنتاجه وتصويره أربع سنوات باستخدام تقنية تصويرية متطورة هي تقنية «أي ماكس» فائقة الوضوح. وعلى مدار 43 دقيقة يعرض الفيلم قصة الرحالة الشهير ابن بطوطة الذي توجه من مدينة طنجة المغربية في رحلته الأولى إلى مدينة مكة المكرمة لأداء مناسك الحج بين عامي 1325 و1326، حيث كانت رحلته شاقة وطويلة لكنها حافلة بالأحداث والمواقف، كما استعرض صوراً للحضارة الإسلامية والمدن المزدهرة في ذلك الوقت، وما صادفه ابن بطوطة أثناء ترحاله ومروره بأرض مصر والشام في طريقه إلى مكة وأحوال قوافل الحجيج وما تتكبده من مشاق وعناء لتصل إلى الديار المقدسة لتأدية مناسك الحج وقتها، مع مزج مشاهد فنية لمناسك الحج ومكة في وقتنا الحاضر وما وصلت إليه عمارة المسجد الحرام، ووفادة الحجاج حالياً من خلال عمل فني درامي وثائقي وتاريخي.

وفي مجال الأفلام الروائية؛ استعرض عدد من الأفلام قديماً الحج في بدايات الإسلام مثل «فجر الإسلام» و«الشيماء» وغيرهما، ولكنها لم تركز عليه بشكل رئيس. وحديثاً قدم المخرج المغربي إسماعيل فروخي فيلم «الرحلة الكبرى»، الذي تدور أحداثه في عام 2004، حول شاب يعيش في جنوب فرنسا، يجد نفسه مضطراً إلى إيصال والده بالسيارة إلى مكة، قبل أسابيع من امتحانات القبول في كليته، في رحلة ظهرت صعبة منذ البداية، خصوصاً مع غياب القواسم المشتركة بينهما، فرضا يريد خوض تجربة رحلة الحج هذه على طريقته الخاصة، أما والده فيطالبه باحترام ذاته والمعنى النبيل لرحلة الحج، ثم تبدأ قصة اكتشاف أحدهما الآخر أثناء عبورهما دولاً عدة ولقائهما العديد من الأشخاص، مستعرضاً ما قد يلاقي الحاج من صعوبات ومواقف في الطريق الطويل الممتد من جنوب فرنسا في رحلة عبر أوروبا والبلقان، فسورية والأردن وصولاً إلى السعودية، ليقطعا معاً مسافة بلغت 3000 ميل. وقد عرض الفيلم في مهرجانات عالمية عدة، منها مهرجان فينيسيا العالمي للأفلام.

لم يغب الحج وطقوسه عن الأغاني أيضاً؛ ولعل أول أغنية ترد إلى الأذهان عند الحديث عن الحج هي أغنية «يا رايحين للنبي الغالي» التي قدمتها الفنانة ليلى مراد في فيلم «ليلى بنت الأكابر» الذي عرض عام 1953، ويقال إن ليلى مراد بكت أكثر من مرة أثناء تسجيل الأغنية. يذكر أن الفنانة الراحلة واجهت شائعات عن علاقتها بإسرائيل لأنها من يهود مصر، لكن الحقيقة الأرجح أنها أعلنت إسلامها في فترة الخمسينات وتوفيت وهي مسلمة.

الأكثر مشاركة