ضربات الشمس وحالات الإرهاق والجفاف من أمراض الصيف
التحوّل المفاجئ من الحرارة العالية إلى المنخفضة يضرّ بالصحة
يتميز فصل الصيف في الإمارات بقساوته، والارتفاع الكبير في مستويات الرطوبة العالية، ودرجات الحرارة التي تتجاوز 45 درجة مئوية، ما يزيد بدوره من احتمال خطر التعرض لضربات الشمس وحالات الإرهاق والجفاف. ولا يستطيع جسم الإنسان عموماً تحمّل ارتفاع درجة حرارته الداخلية في حال تجاوزها 41 درجة مئوية إلا لفترة قصيرة جداً من الزمن، حيث يلجأ الجسم خلالها إلى تنشيط الدورة الدموية، وزيادة إفراز العرق للحفاظ على درجة حرارته ضمن معدلاتها الطبيعية. في حين يترتب على تعرّض الجسم لدرجات الحرارة العالية، لفترات طويلة من الزمن، آثار ومخاطر كبيرة.
مواد مسببة للحساسية سوء التهوية في المنازل أو أماكن العمل، أو احتواء الهواء على المواد المسببة للحساسية، يمكن أن يسببا الحساسية وحكة في العيون والشعور بالصداع والدّوار وصعوبة في التنفس. كما يؤدي التعرّض للتكييف المركزي لساعات طويلة إلى جفاف البشرة والأغشية المخاطية، ما يزيد بدوره من نسبة الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي. |
وفي السياق، يعلّق أخصائي الطب الباطني في مستشفى «ميديور 24x7»، الدكتور محمد شفيق، بالقول: «يؤدي التعرّض لدرجات الحرارة العالية لفترة طويلة من الزمن إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم الأساسية وزيادة معدل ضربات القلب، ومع استمرار الجسم في تخزين الحرارة يتشتت انتباه الإنسان، ويجد صعوبة في التركيز على المهمة التي يتعيّن عليه القيام بها، وقد يصبح عصبياً سريع الانفعال أو يصاب بالغثيان، وغالباً ما يفقد الرغبة في الشرب. ويؤدي ذلك في مرحلة لاحقة إلى الإصابة بالإغماء والوفاة في حال لم يتم العمل على خفض درجة حرارة الجسم وإعادتها إلى المستوى الطبيعي، فانخفاض مستويات السوائل في الجسم إلى درجة كبيرة جداً يؤدي إلى تقلّص الأوعية الدموية وهبوط ضغط الدم، كما يؤدي الانخفاض الحاد في مستويات الشوارد (الكهارل) في الدم إلى عدم تدفقه إلى الأجهزة الحيوية في الجسم، ما قد يسبب بدوره إصابات مميتة لا يمكن علاجها ودخول الشخص في غيبوبة، ويتعيّن عدم تجاهل أعراض محددة تشمل الشعور بالخمول والدّوار والتعرق الشديد في حال ظهورها، لأنها تعدّ المؤشرات الأولى إلى الإصابة بالأمراض الناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة.»
وتشمل الأمراض المرتبطة بارتفاع درجات الحرارة كلاً من الإجهاد الحراري الذي ينجم عن فقدان الجسم كميات كبيرة من الماء والأملاح نتيجة للتعرق الشديد؛ والتشنجات الحرارية التي تحدث نتيجة فقدان الأملاح والسوائل من الجسم خلال التعرّق، حيث يسبب ذلك تشنجات مؤلمة في العضلات، بالإضافة إلى طفح الحرارة (الطفح الجلدي) وهو عبارة عن تهيج في الجلد يحدث نتيجة احتباس العرق وعدم تبخره، ويعدّ من أكثر المشكلات الصحية شيوعاً في بيئات العمل ذات درجات الحرارة المرتفعة.
ويضيف الدكتور شفيق: «يتعيّن اتخاذ مجموعة من الإجراءات والتدابير الاحترازية المهمّة لتجنّب الإصابة بضربات الشمس وغيرها من الأمراض المرتبطة بارتفاع درجات الحرارة، ويشمل ذلك تجنّب العمل ضمن الأماكن المفتوحة لفترات طويلة من الزمن، واللجوء إلى الأماكن المغلقة لأخذ قسط من الراحة من حين لآخر، وارتداء الملابس التي تقي من أشعة الشمس مثل القبعات والأوشحة، والعمل ضمن الأماكن الظليلة قدر الإمكان، بالإضافة إلى استعمال الكريمات الواقية من الشمس، وشرب الماء باستمرار للحفاظ على رطوبة الجسم. كما يتعيّن عدم ترك الأطفال في السيارة المغلقة ذات الحرارة المرتفعة، وذلك نظراً إلى سرعة ارتفاع درجة حرارة الجسم عند الأطفال بمعدل خمسة أضعاف مقارنة بالكبار. وننصح، في حال ظهور أي من أعراض الأمراض المرتبطة بارتفاع درجات الحرارة، بإسعاف المريض إلى المستشفى على الفور.
ويعد العمال أكثر الفئات عرضة لخطر الإصابة بهذه الأمراض، حيث غالباً ما يتمّ إسعافهم إلى المستشفيات نتيجة لإصابتهم بأعراض الإجهاد الحراري والتشنجات الحرارية الناجمة عن اضطرابات الشوارد (الكهارل)، وهو ما يؤدي بدوره إلى ضعف عام وآلام في الأطراف، لذلك ننصحهم دائماً بضرورة شرب كميات كبيرة من السوائل مع تناول الموز وغيره من أنواع الفواكه الأخرى».
ولمواجهة الارتفاع الكبير في درجات الحرارة، يلجأ الكثير من الناس إلى البقاء داخل منازلهم وتشغيل مكيفات الهواء. وعلى الرغم من أنّ ذلك قد لا يعتبر مشكلة في حد ذاتها، إلاّ أنه ينطوي في الحقيقة على بعض المخاطر الصحية، خصوصاً في حال قضاء الكثير من الوقت في بيئةٍ مُكيَّفة الهواء.
وفي هذا الإطار، يقول الدكتور شفيق: «إنّ قضاء ساعات طويلة ضمن المنازل أو أماكن العمل مكيفة الهواء، قد يتسبب في عدم القدرة على تحمل الحرارة العالية عند الخروج إلى الأماكن المفتوحة والشعور بالتعب والإرهاق، كما يؤدي ذلك في كثير من الأحيان إلى الشعور بالدّوار والصداع وصعوبة في التنفس أو الإصابة بضربات الشمس. وقد يؤدي وجود الأشخاص الذين يعانون الحساسية في فصل الصيف في بيئات مكيفة الهواء لفترات طويلة، إلى تفاقم حالتهم، وذلك نظراً إلى أنها تسهم في نشر الجراثيم وانتقالها في الهواء».
وتشير نتائج الدراسات إلى أنّ سوء التهوية في المنازل أو أماكن العمل، أو احتواء الهواء على المواد المسببة للحساسية، يمكن أن يسببا الحساسية وحكة في العيون والشعور بالصداع والدّوار وصعوبة في التنفس، كما قد يؤديان إلى الإصابة بالربو في حال استمرت الحالة لفترة معينة من الزمن. ويؤدي التعرّض للتكييف المركزي لساعات طويلة إلى جفاف البشرة والأغشية المخاطية، ما يزيد بدوره من نسبة الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي.
وتعدّ صيانة مكيفات الهواء وتنظيفها بصورة دورية من أفضل الوسائل التي تسهم في تجنّب هذه المخاطر، ويتوجب الحرص على التهوية الجيدة داخل المنازل وأماكن العمل للحد من مستويات الملوثات والشوائب ضمن الأماكن المغلقة، كما يسهم إيقاف تشغيل نظام التكييف وفتح النوافذ من وقت لآخر في تعزيز جريان الهواء وتجديده.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news