«أبقِ عينيك مغلقتين للحظة»

يُعتبر معرض «أنا: رجاءً، ابقِ عينيك مغلقتين للحظة»، الذي يُقام في مركز مرايا للفنون، بإشراف القيّمة الفنية جي دبليو ستيلا، أول معرض للفنون الكورية المعاصرة، يعرض من قبل مؤسسة فنية عامة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

ويتوزع المعرض، الذي يفتح أبوابه 21 أكتوبر الجاري على طوابق عدة، في أروقة مركز مرايا للفنون، ويركز على الممارسات الثقافية المعاصرة في كوريا الجنوبية والعالم العربي. والمعرض نتيجة لتفاعلات فكرية متعددة الحواس بين الفنانين، والقيّم الفني، وعلماء الإنسان والمجتمع، والجمهور.

«أليس في بركة الدموع»

تقدم هيونج جيونج أعمال فيديو قامت بإعدادها في الشارقة وكوريا، تتضمن أداءً رشيقاً وجديداً، وتحمل عنوان «أليس في بركة الدموع» (2015)، وتُعبّر عن التعاطف مع الاضطرابات العالمية الراهنة، ستقوم بعرضها إلى جانب عمل نص من النيون باللغة العربية، وكلا العملين مستوحى من رواية لويس كارول «أليس في بلاد العجائب». كما يقوم يانج إن هونج بابتكار مشروع أعمال زخرفة جدارية محددة بموقع تحت عنوان: «أصوات موازية» (2015)، بالتعاون مع الفنانة ستيفي باو، المقيمة في الإمارات.

ويتفاعل المعرض مع شرائح جماهيرية واسعة، من خلال برنامج السينما السرية، والذي سيعرض في قاعة العرض الجديدة في مركز مرايا في كل عطلة نهاية أسبوع على مدار فترة المعرض، قبل أن تحط رحالها في معرض فن أبوظبي، وفي القاعة أ4، التابعة لبيت السركال بدبي، ومتحف دولون للفن الحديث في مدينة شنغهاي بالصين.

أفلام

تقدم لنا الأفلام القصيرة المختارة لمحة عن الحياة المتنوعة للناس، يرويها أفراد، وتشجعنا على الارتباط عاطفياً مع أبطال هذه القصص. والأفلام القصيرة السبعة التي ستُعرض للمرة الأولى في المنطقة، من إخراج أيونج كيم، وسوجونج جون، وهيونمي يو، وإخراج جماعي من (روح السجادة الحمراء)، بقيادة أيونج كيم.

23

أكتوبر الجاري، وعلى هامش المعرض، تقام جلسة نقاشية حول «صنع الثقافة، تقييم الهوية»، من الساعة السادسة والنصف وحتى الثامنة مساءً، في كلية كينغز في لندن، وتشمل قائمة المتحدثين، يوسف موسكاتيللو، مدير إدارة مركز مرايا للفنون، جي دبليو ستيلا، بتيهاج أجانا وجان بول مارتينون.

وفي إطار السعي إلى تحري مفهوم الشخصية وحالة الوجود الفردي، يأتي معرض «أنا» بمثابة منبر فني، تتيح من خلاله الأعمال الفنية حواراً أوسع نطاقاً حول الظروف الثقافية المتفاوتة، ضمن مختلف الحدود الجغرافية، وتحديداً في المجتمعات متعددة الثقافات التي تكيّفت مع هذه الأوضاع، وتطورت لتصبح مجتمعات هجينة.

يهدف المعرض إلى سد الفجوة، وردم الهوة الناجمة عن الشعور بالغرابة وعدم الألفة والميل نحو التعصب الذي تأججه وسائل الإعلام، وتقديم فهم أعمق لهذين العالمين المختلفين. ويمثل المعرض منصة للاجتماع والاطلاع على الآخر، من خلال رحلة من المواجهة والإجابة عن كل التساؤلات، ودعوة للجمهور للاطلاع على الممارسات الفنية المعاصرة المتقاربة.

ويأتي العنوان الفرعي «رجاءً، أبقِ عينيك مغلقتين للحظة»، مشبعاً بالاحساس والعاطفة، ومستمداً من مقدمة رواية «التنفس السماوي اللانهائي» للكاتب إنسونج لي، ويحث الكاتب القراء على إغماض أعينهم لفترة وجيزة، بهدف توعية القارئ بوجوده المادي في بيئته. فالقارئ يشكل جزءاً من الرواية، سواءً رغب في ذلك أم لا، وتتيح هذه المنهجية للجمهور لعب دور كمشاركين فعليين، بدلاً من كونهم مجرد مستهلكين للرواية. وفي هذا المعرض، يدعو الكاتب لي المشاهد للجلوس على الطاولة، إلى جانب الفنانين والقيّم الفني.

وهنالك العديد من الأعمال في المعرض، مشروعات فنية جديدة، ومعظمها نتيجة لبحث فني طويل المدى. والأعمال من إبداعات فنانة عربية، و12 فناناً كورياً معاصراً، إلى جانب عدد من الفنانين المتعاونين في المعرض.

ويقدم اثنان من أعمال الفيديو الفردية حالة من التأمل الوجودي في الهوية الفردية، وذلك من خلال التجول الفكري والجسدي حول المعرض. ويُقام المعرض الأول تحت عنوان «من فم إلى فم» (1975)، وهو من أعمال الفنانة الكبيرة الراحلة تيريزا هاك كيونج تشا (1951-1982)، والمعرض الثاني تحت عنوان «رقصة توأم» للفنانة ييسوكيونج.

ويقدم إنجون كيم عملاً تركيبياً صوتياً، تحت عنوان «كأنه فرار جماعي» 2015، في مفهوم يأتي استجابة لعمل تشا «من فم إلى فم»، والذي يتناغم مع صوت الجمهور في الأماكن العامة في كوريا ومحيطه الخاص.

وأعدت الفنانة ييسوكيونج لمعرض «أنا»، لوحة تحت عنوان: «معلمي الحداثة الآسيويين - فهرلينيسا زيد» (2015)، تأتي كجزء من مشروعها الطويل المدى «عندما أصبح أنت». كما أعدت نسخة من أحد الأعمال المهمة لـ«زيد»، والتي تحمل عنوان: «حماية إلهية» (1981)، والتي باتت الآن جزءاً من المجموعة الخاصة لمؤسسة عبدالحميد شومان.

وتقدم جايونج جون عمل رسم جداري تركيبي تأملي متقن، يمتد على طول 15 متراً، تحت عنوان «رسمة جايونج» (2015)، يتألف من 176 ألفاً و956 مربعاً على شكل شبكة، في تصوير للذات اعتماداً على رصدها لذاتها وعالمها الداخلي والبيئة المحيطة في الشارقة.

ويستكشف هونج صون الذاتية في مشروعه المتحرك والمعقد «تمثال عادي» (2015)، حيث يتساءل حول مدى قدرة الذكريات على التحول إلى عناصر أرشيفية للأحداث التي يمر بها الإنسان. وتتكون الذاكرة الواقعة في عقلنا اللاواعي من سجلات مجزأة تبدو شخصية للغاية وقابلة للاختراق. ويتألف عمله من لوحات فنية، و60 مجسماً صغيراً يتضمن كل منها مواد مهملة مغلّفة بإحكام.

وستواصل الفنانة والفيلسوفة جويون كيم مشروعها الذي يعود افتتاحه إلى عام 2002، ويحمل عنوان «يي-سوك»، العمل التركيبي المحدد بمكان وزمان والذي ينبت بذوراً. وتستكشف في هذا العمل في مركز مرايا كيفية نمو ونضوج وتطور كل كائن في هذا الكون بشكل مختلف. ويستخدم مشروع «يي-سوك» 7000 صحيفة إماراتية محلية كسماد في السلسلة العاشرة من معرض «يو-سوك» 2015، وسيتيح للجمهور فرصة التفكر في معنى الحياة كفرد ضمن بيئة اجتماعية وثقافية واسعة.

الأكثر مشاركة