عمار وافته المنية الإثنين الماضي إثر حادث. من المصدر

السنجري.. عاشق الذاكرة الشعبية

ودّعت الساحة الثقافية ومعهد الشارقة للتراث الباحث والكاتب والشاعر، عمار السنجري، الذي وافته المنية صباح الإثنين الماضي إثر حادث مؤسف. وكان السنجري عمل رئيس قسم الدراسات والنشر بمعهد الشارقة للتراث لمدة ستة أعوام.

منقذ قصائد

كان السنجري الذي درس الإعلام واللغة الإنجليزية في جامعة الإمارات قد أنقذ 55 قصيدة للشاعر مهيّر الكتبي وقصائد لغيره من الشعراء في الإمارات.

ووصف السنجري إنقاذ تلك القصائد من الضياع والنسيان، بقوله «كأننا أنقذنا 55 ابناً من الضياع والمصير المجهول».

ووثق الراحل القصائد وسيرة الشاعر، مستعيناً بولده الشاعر حبروت بن سلطان الكتبي.

وذكر بيان للمعهد، أول من أمس، أن «الفقيد أثرى خلال عمله كل ما له علاقة بالتراث، خصوصاً تراث وثقافة البدو وقبائل الإمارات».

وأضاف «كان للفقيد حظوة على المستوى الشخصي عند زملائه ورئيسه؛ ما جعل فقدانه يمثل صدمة لكل من عرفه».

من ناحيته، قال رئيس معهد الشارقة للتراث، عبدالعزيز المسلم، إن «رحيل الكاتب الأديب التراثي عمار السنجري، هو غياب لمبدع حقيقي، اهتم بالروايات الشفاهية للشعر النبطي في الإمارات، وتتبع نتاج الاستشراق وكتابات المستشرقين الخاص بالمنطقة، واشتغل على توثيق العديد من القضايا التاريخية».

وللراحل الذي كان عاشقاً للتراث، عدد من المؤلفات، من بينها «ديوان مهيّر الكتبي» الذي أصدرته أكاديمية الشعر، ورواية «الأسير»، ومجموعة شعرية «كُنْ شيئاً أيها الألم».

أما في مجال التراث فله أربعة إصدارات «ذاكرة الصحراء»، وفيه أول الحوارات مع البدويين الشجاعين سالم بن كبينة وسالم بن غبيشة اللذين رافقا الرحالة الإنجليزي ولفرد ثيسجر المعروف باسم مبارك بن لندن، مع حوارات أخرى لشخصيات من الإمارات، وله أيضاً كتاب «التاريخ الشفوي في دولة الإمارات - ضرورة جمعه وتدوينه» صدر عن إدارة التراث بدائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، وكتاب «شعراء ورواة من الإمارات» صدر عن مركز زايد للتراث والتاريخ التابع لنادي تراث الإمارات.

وكان الباحث الراحل قد واظب في كتابه «شعراء ورواة من الإمارات» على توثيق التراث الشفاهي في الإمارات.

ويضم الكتاب حوارات متعددة أجراها السنجري مع 13 شاعراً وراوياً من الإمارات.

ووصف السنجري عمله بأنه «حفريات موسعة في وجدان إنسان الإمارات، رحلة في تفاصيل المشاعر والذكريات، وتراث وتاريخ المنطقة. هي محاولة لتخليد اللحظة المارقة، كما هي محاولة جادة للإمساك بآثاره، ذلك الزمن الجميل مع رجال صنعوا ذلك الزمن بكل براءته وعنفوانه».

الأكثر مشاركة