نانسي عجرم: الجدّية تصنع النجم وليس برامج المواهب

أكدت الفنانة اللبنانية نانسي عجرم أن البرامج الخاصة بالمواهب لا تصنع نجماً، بل تخدم من يمتلك موهبة حقيقية وتساعده على إيجاد الطريق الصحيح لمسيرته الفنية كي يصبح نجماً، ومنهم من يعمل بجد ويحقق النجاح والشهرة، ومنهم من لا يعمل فيغيب عن المشهد الفني. بينما قيّمت «ذا فويس كيدز» الذي تتشارك التحكيم فيه مع كل من كاظم الساهر وتامر حسني، والذي سيعرض قريباً على شاشة «إم بي سي»، بكونه تجربة مميزة ستدهش الجمهور بالأصوات «المذهلة»، على حد وصفها، مشيرة الى أنه سيمنح المشاهد فرصة رؤية مواهب وقدرات مميزة للأطفال.

مسيرة فنية

بدأت الفنانة اللبنانية نانسي عجرم طريقها في الفن منذ الصغر، فشاركت في برنامج «نجوم المستقبل» الذي كان يعرض على قناة المستقبل، وكانت قد بلغت عامها 12، وحازت الميدالية الذهبية عن فئة الطرب. عملت على تقديم ألبوم «محتاجلك»، ثم قدمت ألبوم «شيل عيونك عني»، الا أن انطلاقتها الحقيقية كانت بعد أن بدأت العمل مع مدير أعمالها جيجي لامارا، حيث قدمت معه ألبوم «يا سلام» الذي حقق لها جماهيرية كبيرة. قدمت الى اليوم مجموعة من الألبومات التي اشتهرت بكونها تحمل الطابع الشبابي، ومنها الرومانسي، فيما كانت من الفنانات اللواتي خصصن ألبومات للأطفال، فقدمت «شخبط شخابيط»، ثم ألبوم «يا بنات»، بعد أن رُزقت بطفلتين، هما ميلا وإيلا. اختارتها الاعلامية أوبرا وينفري لتطل عبر برنامجها أوبرا وينفري شو، باعتبارها النجمة العربية الأكثر جماهيرية في الشرق الأوسط، كما عيّنها صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) سفيرة للنوايا الحسنة في شمال إفريقيا والشرق الأوسط. وحازت جائزة «ورلد ميوزك اوارد» على ألبومها «بتفكر في ايه»، وكذلك ألبوم «نانسي 7» الذي بيعت منه خمسة ملايين نسخة في وقت وجيز.

تحدثت نانسي عجرم لـ«الإمارات اليوم»، عن جديدها على هامش زيارتها دبي كضيفة الاحتفال بالعيد الـ20 لـ«هوم سنتر»، مشيرة الى أنها بدأت تستمع لأغانٍ وألحان جديدة، وبدأت بالاختيار منها للتحضير للألبوم الذي سيصدر في وقت لاحق، مشيرة إلى أنها اختارت أغنية منفردة، وانتهت من تسجيلها، وستصورها على طريقة «فيديو كليب» للعرض قريباً. ولفتت إلى أنه على الرغم من سيطرة الانترنت على حياة الناس وابتعادهم قليلاً عن التلفزيون، إلا أن تصوير الأغنيات على طريقة «فيديو كليب» لايزال مهماً لإيصال الأغنية، وباتت المشاهدة اليوم تتم عبر «يوتيوب» بالدرجة الأولى، الأمر الذي لا يلغي ضرورة تصوير الأغنيات.

وحول «الكليب» الذي واجهت من بعد تصويره الكثير من الانتقادات، أشارت الى أن الفنان الناجح لا يمكن ان يرضي الجميع، فلكل شخص ذائقة خاصة، وهذا أمر شخصي عند كل إنسان، وعلى الفنان أن ينوع في أعماله كي يحاول أن يرضي اكبر قسم ممكن من الناس، معتبرة أن محافظتها على نجوميتها ومحبة الجمهور تأتي نتيجة الجهد والعمل الدؤوب، وكذلك «نعمة من الله». وفي السياق نفسه المرتبط بالتصوير، نفت أن يكون لها تجربة قريبة في التمثيل على غرار الكثير من النجمات اللبنانيات اللواتي قدمن مسلسلات وأفلام، موضحة انها تفضل التركيز على الفن الغنائي، وتقديم أفضل ما لديها للجمهور في هذا المجال.

تشارك الفنانة اللبنانية في لجنة تحكيم «ذا فويس كيدز»، بعد أن كانت في لجنة تحكيم «أرب أيدول»، ولفتت الى أن هذه التجربة جديدة ومختلفة، ومميزة جداً، معربة عن مفاجأتها بالأصوات والشخصيات التي تقدمت للبرنامج، ووعدت الجمهور بالكثير من المفاجآت عند عرض البرنامج، خصوصاً بما يمكن أن يقدم أطفال العالم العربي، وكذلك بما يمتلكون من مواهب مذهلة وقدرات مميزة.

وحول التحكيم في برنامج أطفال، رأت أن غناءها للأطفال وكونها أماً أيضاً، ساعداها في اختبار كيفية التعاطي مع الأولاد وكيفية مراعاة شعورهم. أما في ما يتعلق بتعاطيها مع اللجنة، فأوضحت أن لكل منهم دوره ورأيه وفريقه، وهذه لذة البرنامج، فهو يحمل التحدي، كما «ان كاظم وتامر لطيفان جداً، وقد أحببت العمل معهما».

وبالمقارنة بين التحكيم في «أرب أيدول»، و«ذا فويس كيدز»، أكدت أن كل برنامج له طابع مختلف عن الآخر، فلا يمكن التعاطي مع الطفل بالطريقة نفسها التي يتم التعاطي فيها مع الكبار، كما أنه لا يمكن أن نتوقع من الصغير أن يؤدي ويغني كالكبير، فصوته لم ينضج بعد، الى جانب التفاعل مع الجمهور وتحدياته، فكلها أمور تجعلنا نكون أقل قسوة في الحكم على الصغار، مشيرة الى أن البرامج الخاصة بالصغار من الممكن أن تسهم في صقل المواهب في وقت مبكر. وحول المشاركين الذين يغيبون عن الساحة الفنية بعد مشاركتهم في هذه البرامج، لفتت صاحبة أغنية «لون عيونك» الى أن المهمة الأساسية لهذه البرامج تكمن في مساعدة صاحب الموهبة الحقيقية على بدء مسيرته الفنية، والعمل كي يصبح نجماً، فهذه البرامج لا تصنع نجوماً، ولذلك من لا يجتهد لا يمكنه ان يحقق الشهرة والنجاح، ومن يجتهد يصل لهما ويرسخ مكانته في الساحة الفنية. وختمت اللقاء في حديثها عن عصر التكنولوجيا والتطور الحاصل فيه، مؤكدة أن على الفنان التماشي مع هذا التطور، وقالت: «أستخدم وسائل التواصل الاجتماعي وأستفيد منها للتواصل مع الجمهور ونشر الاعمال الفنية، وكذلك أشارك الجمهور آخر أخباري، ولكن هذا لا يعني أنه ليس لها سلبيات، فالأخيرة تبدأ عندما يتركها الشخص تسيطر على الحيز الأكبر من وقته وحياته، وتحتل المساحة التي يجب أن تخصص لأمور أخرى».

الأكثر مشاركة