خالد عبدالرحمن: نحن بحاجة إلى برنامج بحجم «محمد عبده»

«كسرت العود خمس مرات لأنني لم أستطع الوصول إلى طريقة عزف معينة في بداياتي الفنية»، بهذه العبارة التي قد تبدو صادمة للبعض اختار المطرب السعودي خالد عبدالرحمن أن يبدأ حديثه إلى «الإمارات اليوم»، متذكراً الصعوبات التي رافقت خطواته الأولى في عالم الأغنية الخليجية، ومعبراً عن تشبّثه بفنه وسعادته بالنجاح الذي حققه، قائلاً: «اليوم تخطيت هذه المرحلة، وأصبحت متمكناً لدرجة أنني نادراً ما أستبدل هذه الآلة الموسيقية القريبة إلى قلبي».

رحلة صيد

نفى الفنان السعودي ما تداولته بعض الصحف حول خبر إيقافه أثناء رحلة صيد قادته إلى منطقة جازان في أقصى جنوب غربي السعودية، مشيراً إلى أن ما حدث كان إجراءً احترازياً كان من الواجب اتخاذه، ومتابعاً «تم هذا الموضوع منذ قرابة خمسة أشهر، كنت عندها بالفعل في رحلة صيد، وقد أطلقت النار في منطقة قريبة من منشأة عسكرية، وقد حُسم الموضوع بعد التأكد من كمية الأسلحة النظامية ورخصة السلاح التي كنت أحملها ومصدرها، ولم يحتج الأمر إلا بضع ساعات تابعت بعدها رحلة القنص في منطقة بعيدة عن تلك المنطقة».

هذا الإصرار على تجاوز الصعاب لنيل المبتغى دفعه إلى دروب عدة في هذا المجال الذي اختاره، فبالإضافة إلى العزف على العود، دخل الفنان ميدان التلحين والكتابة، كما سبق أن أشرف بنفسه على صياغة عدد من كلمات الأغاني التي شدا بها في ملتقيات الأصدقاء وجلسات سمرهم، قبل أن يتحول إلى فنان ناجح يصنفه جمهوره إلى جانب نجوم الصف الأول في منطقة الخليج العربي، وذلك بعد أن استطاع الفنان خالد عبدالرحمن المزج بين الشعر والموسيقى ببراعة لخلق حالة فنية خاصة انفرد بها الفنان في ظل الظروف التي التصقت بالبدايات والمعاناة التي فرضها اعتراض والده في حياته، وهذا ما دفعنا إلى سؤاله عن خاصية هذه العلاقة مع الأب، وأسباب الصراع والأزمة التي عزاها الفنان خالد عبدالرحمن إلى شخصية الأب القوية وأفكاره المتشددة التي كانت تدفعه، طوال الوقت ومهما كانت الأسباب، إلى منعه عن الغناء، اليوم يستذكر الفنان مرارة هذه التجربة، ويصرح «لو بقي والدي على قيد الحياة لما أصبحت خالد عبدالرحمن الذي يعرفه الجمهور، ولما كنت قادراً على تقديم رؤيتي الفنية وتحقيق طموحي بالنجاح».

شائعات دون جدوى

يتحدث خالد عبدالرحمن بحماسة واضحة عن علاقته بفنان العرب، معرباً عن سعادته بالمشاركة في برنامج المواهب الجديد «محمد عبده وفنان العرب» على قناة دبي الأولى، قائلاً: «نحن بحاجة إلى برنامج غنائي بحجم التجربة المتميزة للفنان الكبير محمد عبده، وبمستوى القدرات الغنائية الشابة التي كنت محظوظاً باكتشافها والاستمتاع بما قدمته خلال مشاركتي في حلقة البرنامج التي كنت فيها ضيف شرف إلى جانب الفنان عبدالله الرويشد والفنانة أصالة، ولا أدّعي الخوض في المبالغات إن قلت إن هذا البرنامج يتمتع بخصوصية تجعله بالفعل برنامجاً غنائياً مختلفاً يؤهله إلى نجاح جماهيري متوقع سيميزه قريباً عن بقية برامج المسابقات الغنائية».

ورداً على ما قيل عن وجود بعض الخلافات الفنية بينه وبين فنان العرب، نفى خالد عبدالرحمن هذا الأمر جملة وتفصيلاً، موجهاً اللوم إلى بعض الأقلام التي تحبّذ الخوض في مسائل وخلق صراعات وهمية لا وجود لها لتسويق نفسها، قائلاً: «لا يوجد خلاف بيني وبين فنان العرب، ونحن أكثر من أخوين، ولو تابع الناس المناسبات والحفلات التي تجمعنا سيلاحظ الجميع هذا الأمر دون الحاجة إلى الالتفات إلى هذه الشائعات التي تنتشر على طول المسافات بيننا، وانشغال كلينا بفنه وبرسائله الإنسانية»، مضيفاً «تعودت أن أقابل هذه المسائل بالصمت وعدم الاهتمام، إلا في حال التأكد من مصدر الشائعات الذي يضطرني أحياناً إلى التصريح وشرح بعض التفاصيل والملابسات أثناء حواراتي التلفزيونية أو الإذاعية، وليس اللقاءات الصحافية التي قد تتعرض في أحيان كثيرة إلى حذف أو تحوير في المعنى حسب أسلوب الصحافي وحماسته في إضافة بعض التشويق والإثارة إلى حواراته المكتوبة».

محبة الجمهور

يستذكر الفنان السعودي لقب «مخاوي الليل» الأقرب إلى قلبه، الذي اختاره للتعريف بمواهبه المتعددة في كتابة الشعر والتلحين والغناء، غير محبّذ في الآن نفسه فكرة الألقاب الفنية التي يحاول بعض الفنانين الاستحواذ عليها من منطلق إيمان الفنان بجمهوره ومحبيه الذين يتولون وحدهم فكرة الألقاب فيُغدقونها على من يرونه جديراً بها، ويتابع «لا يحق للفنان أن يصدر التسميات والألقاب، وبما أننا في حضرة محمد عبده فمن الجدير التذكير بتجربة لقب (فنان العرب) الذي لم يطلقه الفنان على نفسه، بل كان بمثابة التتويج والاحتفاء بمسيرة فنية طويلة مليئة بالنجاحات التي يشهد بها وصول محمد عبده إلى كل شرائح الجمهور في العالم العربي».

رسالة

حول دور الفنان ورسالة الفن التي تتزامن اليوم مع الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة العربية عموماً، أكد خالد عبدالرحمن أهمية المبادرات الشخصية، مشيراً، في السياق نفسه، إلى دور الفرد في المجتمع، وأهمية الرسائل الإنسانية في تغيير مشهد الواقع، بحسب قدرة كل فرد منا على ذلك، «فهذا الأمر لا يقتصر على الفنان والمبدع فحسب، وإنما على جميع أفراد المجتمع»، ويتابع قائلاً: «الكل يتحدث عن الظروف القاسية التي نمر بها في عالمنا العربي، وعن السياسات الكبيرة والأوضاع المتردية، ولكن الصمت يبقى عاجزاً في كل الأحوال عن تغيير الواقع، لهذا سنظل دوماً مطالبين بالعمل والاجتهاد لإيصال صوتنا عبر شتى الأشكال الفنية».

بعد صدور ألبومه الأخير «لا يروح بالك»، وتزامناً مع استعدادات الفنان الحثيثة لتقديم أعمال غنائية جديدة جمعت بين التخت الشرقي والعود والإيقاع، كان لابد من سؤاله عن الفوارق في الوسط الفني الحديث وطقس الإبداع الحالي مقارنة بالسنوات الماضية، وهو صاحب تجربة تمتد إلى أكثر من 30 عاماً، فأردف قائلاً: «يبقى الفنان في هذا الوسط بين خيارين اثنين، يتعلق أولهما بقيمة الاهتمام بذائقته الفنية والحفاظ على قناعاته كفنان، أو التركيز على الذوق العام للناس مهما كان بعيداً عن الخيارات، لهذا أتخير من الكلمة واللحن ما يمكن أن يُرضيني ويُرضي جمهوري».

الأكثر مشاركة