إعلاميون وفنانون في«الخدمة الوطنية»

عندما يرتفع نداء الوطن؛ لابد أن يستجيب له الجميع، فخدمة الوطن شرف يصبو إليه كل فرد في المجتمع؛ ولذلك جاء قانون الخدمة الوطنية لأبناء الإمارات ليفتح أمام الشباب فرصة التعبير عن ولائهم لهذا الوطن المعطاء، واستعدادهم للذود عنه. ولأن الإعلامي والفنان جزء لا يتجزأ من المجتمع، كان للعديد من الفنانين والإعلاميين تجارب خاضوها في خدمة الوطن.

«كتيبة 190»

عن العرض المسرحي «كتيبة 190»، الذي قدمه مع المخرج مروان عبدالله صالح، أشار إلى أن فكرة العمل جاءت بسبب تزامن افتتاح الدورة التاسعة من مهرجان دبي لمسرح الشباب مع يوم العلم، فتقرر تقديم عمل يتناول قيمة العلَم ومدلولاته، كما تطرق إلى القوات المسلحة الإماراتية التي توجد على الجبهة ضمن قوات التحالف العربي في اليمن، مشيراً إلى أن فريق عمل المسرحية، الذي يضم كلاً من المخرج مروان عبدالله صالح والمؤلف طلال محمود، عمل على تنفيذه في وقت قصير جداً، «ومع ذلك استطاع العمل أن يصل إلى الجمهور لأن كل كلمة فيه كتبت من القلب، وقيلت من القلب، وكنا جميعاً نشعر بها، لما تحمله من مشاعر جياشة»

الخدمة الوطنية

الإعلامي في إذاعة دبي والمسرحي، إبراهيم استادي، كان من بين الذين خاضوا تجربة الخدمة الوطنية، بل والذين طالبوا بها من قبل، فعندما دعا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، شعب الإمارات إلى المشاركة في «أكبر عصف ذهني في العالم»، غرد استادي مطالباً بتطبيق خدمة عسكرية إلزامية لشباب الإمارات، تعبيراً عن إيمانه بأهمية أن يمتلك أبناء الوطن القدرة والمعرفة بكيفية الدفاع عن وطنهم، وأضاف: «وفرت دولة الإمارات لأبنائها كل التسهيلات والسبل التي تتيح لهم حياة كريمة، في المقابل يجب عليهم أن يدركوا قيمة هذه الحياة التي يتمتعون بها، وأن يحافظوا عليها ويقوموا بحمايتها».

الإحترام

اعتبر سامر المرزوقي أن أبرز ما يميز التجربة الإماراتية في مجال التجنيد والعسكرية هو الاحترام في التعامل بين الجميع، والحفاظ على كرامة الفرد في كل المواقف، «وهو وسام شرف لقواتنا المسلحة، ولقيادتنا التي عبرت عن هذا التقدير والاحتواء في تعاملها مع جنود القوات المسلحة في اليمن».

من الذين انضموا إلى صفوف الخدمة الوطنية؛ الإعلامي في «أبوظبي للإعلام» والمخرج، رافد الحارثي، الذي وصف لـ«الإمارات اليوم» التجربة بالصعبة والمتعبة، لكنها في الوقت نفسه ممتعة، كما حملت كثيراً من التحدي والإصرار على النجاح في هذا التحدي وتحمل المسؤولية، موضحاً أن التجربة في حد ذاتها كانت جديدة تماماً عليه، وشابها في البداية تخوف من الانتقال من الحياة المدنية إلى العسكرية.

وأعرب الحارثي عن شكره لقيادة الدولة لإصدار قانون الخدمة الوطنية، الذي غير حياة الشباب الذين التحقوا بالخدمة، وأتاح لهم الفرصة لخدمة الوطن واكتساب مهارات تؤهلهم للدفاع عنه وتلبية نداء الواجب في أي وقت.

وأشار إلى أن الحياة العسكرية أكسبتهم العديد من الخبرات الحياتية، بالإضافة إلى اللياقة البدنية، والانضباط في المواعيد والالتزام بنظام حياة معين، وكذلك تعلم كيفية الاستفادة من كل ثانية تمر على المجند، لافتاً إلى أن عدداً غير قليل من المجندين بات يفضل الحياة العسكرية على الحياة المدنية بعد أن غيرت فيهم أشياء كثيرة.

على الصعيد المهني؛ أشار الحارثي إلى أن تجربة الحياة العسكرية كانت مثمرة أيضاً في هذا الجانب، حيث كانت مصدر إلهام لهم لتقديم أعمال تعبر عما اكتسبوه منها، كل في مجاله. كما بات مستعداً للقيام بأي مهمة إعلامية على الجبهة، أو تتعلق بالقوات المسلحة، باعتباره نصف إعلامي نصف عسكري حالياً، بفضل ما تلقاه من تدريبات عسكرية وقتالية خلال فترة التجنيد، موضحاً أنه أصبح يشعر أكثر بالمسؤولية الملقاة على عاتقه كإعلامي، ودوره في توعية المجتمع والجمهور بأن الفرد في المجتمع يمثل عنصراً من عناصر الأمن والدفاع عن الوطن، فالمسؤولية الآن باتت مضاعفة.

بينما يعتبر مدير سوق دبي السينمائي، سامر المرزوقي، نفسه من المحظوظين من بين الذين التحقوا بالخدمة الوطنية، حيث تم اختياره ضمن تسعة مجندين للمشاركة في الفيلم الوثائقي «أبناء الإمارات في الخدمة الوطنية»، الذي عرضته قناة «ناشيونال جيوغرافيك» أبوظبي، وتم إعداده وتصويره وإنتاجه باستخدام أحدث التقنيات وبمشاركة كفاءات عالية في فريق العمل، لتسليط الضوء على حياة أبناء الإمارات في الخدمة الوطنية، مشيراً إلى أنه بفضل هذا الفيلم أصبحت لديه مادة مسجلة بالصوت والصورة عن حياته في الجندية، يمكن أن يشاهدها أبناؤه، وليس مجرد ذكريات شفهية فقط. وقال المرزوقي إن الفيلم لم يتضمن أي مشاهد تمثيلية، لكنه كان تسجيلاً للحياة الواقعية للمجندين في فترات مختلفة، مثل التدريبات العسكرية، أو عند الاستيقاظ في الصابح الباكر، وأثناء بروفات التخرج، وغيرها.

وعن تجربته في الجندية؛ ذكر أن دخول العسكرية كان حلماً قديماً لديه، وكان يبحث منذ ست سنوات عن وسيلة للالتحاق بدورة تطوعية في هذا المجال، إلى أن جاء قانون التجنيد ليتيح له هذه الفرصة، ولذلك استقبله بحماس كبير، وكان يسعى للالتحاق بالدفعة الأولى، ولكن جاء دوره في الدفعة الثانية، موضحاً أنه أول عسكري في عائلته، التي تضم تسعة أخوة وأخوات، يعملون في وظائف مختلفة.

وأضاف: «تجربتي الشخصية في العسكرية كانت أكثر من رائعة؛ فهناك تطور كبير من الناحية البدنية وممارسة الرياضة، ومن الناحية الاجتماعية أتاحت لي فرصة التعرف على شباب من مختلف إمارات الدولة، بخلاف عملي الذي أتعامل فيه مع الأجانب أكثر، بالإضافة إلى اكتساب مهارات حياتية كثيرة في تنظيم وإدارة الوقت، والعمل بروح الفريق الواحد، والسعي لإنجاز المهام بأقل الإمكانات المتاحة، وكذلك مواجهة المشكلات بالبحث عن حلول مختلفة لها بدلاً من التركيز على حل واحد لها، وفي حياة البر والتخييم ومواجهة الظروف الصعبة، وبشكل عام الخبرات والمعلومات التي يكتسبها الفرد خلال فترة التجنيد يمكن أن يستفيد منها طوال حياته، وأدعو الله ألا نحتاج لاستخدامها سوى في بناء البلد وحماية مكتسباتها»، مبيناً إن التغيرات التي طرأت على شخصيته شملت نظرته للحياة والعمل والوطنية، كما منحه الابتعاد عن مسؤوليات الأسرة والمجتمع والعمل، والانقطاع في الخدمة العسكرية عن هذه الأمور، فرصة ووقتاً لمراجعة حياته وأهدافه وأولوياته، وهو أمر مهم جداً ومن الصعب تحقيقه.

واعتبر سامر المرزوقي أن أبرز ما يميز التجربة الإماراتية في مجال التجنيد والعسكرية هو الاحترام في التعامل بين الجميع، والحفاظ على كرامة الفرد في كل المواقف، «وهو وسام شرف لقواتنا المسلحة، ولقيادتنا التي عبرت عن هذا التقدير والاحتواء في تعاملها مع جنود القوات المسلحة في اليمن، ومع أسر الشهداء، ليكون أبناء الوطن جميعاً بمثابة عائلة واحدة مترابطة». وأشار المرزوقي إلى أن لديه أفكاراً سيعمل الفترة المقبلة على تنفيذها بالتعاون مع مؤسسات مختلفة في الدولة، بهدف دعم الخدمة الوطنية وتشجيع الشباب على دخولها بكل رحابة صدر.

الأكثر مشاركة