«فن أبوظبي» فنانو العالم يلتقون في السعديات

بالجمع بين خصوصية أبوظبي، المكان والثقافة والشخصية، ودورها مركزاً ثقافياً وملتقى لمختلف أشكال الإبداع من مختلف ثقافات العالم؛ يعود «فن أبوظبي» هذا العام رافعاً شعار «الاستكشاف الفني والاكتشاف الفكري»، عبر مجموعة كبيرة من الأعمال الفنية المتميزة لبعض أشهر الفنانين في العالم، إلى جانب مجموعة من الأعمال الفنية لمبدعين ناشئين، تقدمها نخبة من أبرز صالات الفن الحديث والمعاصر على مستوى العالم من أوروبا وآسيا وأميركا الشمالية والشرق الأوسط.

«تعابير إماراتية»

تحدثت مدير البرامج في متحف غوغنهايم أبوظبي، ميساء القاسمي، عن معرض «تعابير إماراتية» الذي يضم 25 فناناً، كما استعرضت برنامج حوارات فن أبوظبي، بمشاركة مديري المتاحف، والباحثين في الفنون، والمنسقين الفنيين، والفلاسفة من جميع أنحاء العالم، حيث يسلط المتحدثون الضوء على الموضوعات المتعلقة بمتحف لوفر أبوظبي، وغوغنهايم أبوظبي، ومتحف زايد الوطني، إضافة إلى مناقشة مختلف جوانب المشهد الفني المعاصر في دولة الإمارات العربية المتحدة. وتتنوع حوارات فن أبوظبي بدايةً من موضوع «المتاحف وقصصها السردية»، الذي يشارك فيه كل من ريتشارد أرمسترونغ، مدير متحف ومؤسسة سولومون آر غوغنهايم؛ ونيل ماكريجر، مدير المتحف البريطاني؛ وجان لوك مارتينيز، رئيس اللوفر باريس، حتى «مبادرة فنون العمارة» التي تسلّط الضوء على التحفة المعمارية التي أبدعها المهندس جان نوفيل، والمتمثلة في قبة شعاع النور التي تتوّج اللوفر أبوظبي.

ويضم «فن أبوظبي» الذي يقام في منارة السعديات خلال الفترة من 18 إلى 21 نوفمبر 2015، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبتنظيم من هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، قسمين شاملين يتمثلان في برنامج عام حافل بالفعاليات المتنوعة، ومعرض فني، حيث يتيح البرنامج العام تفاعلاً مباشراً مع الجمهور من خلال سلسلة من الحوارات وفنون الأداء وغيرها من المبادرات المجتمعية، أما المعرض الفني فيتضمن نخبة من أبرز صالات العرض المرموقة والناشئة من مختلف أنحاء العالم، إلى جانب مبادرات مختلفة تسهم في دعم الفنانين الواعدين وصالات العرض الجديدة، بحسب ما أوضحت المدير التنفيذي لقطاع الثقافة في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، ريتا عون عبدو، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد صباح أمس، في منارة السعديات، لافتة إلى أن الحدث يوفر فرصة مثالية للوقوف على التطور المتسارع في المشهد الفني لدولة الإمارات العربية المتحدة، وللاحتفاء بالتنوع الثقافي والإبداعي للمنطقة، وترسيخ الهوية المتنامية لإمارة أبوظبي منارة عالمية للفنون والثقافة، وذلك عبر استضافة مزيج متنوع من الفنانين المحليين والعالميين الحاضرين في دورة فن أبوظبي لهذا العام، الأمر الذي يسهم في تعزيز شهرته المتميزة كمنبر فريد ومتعدد الثقافات، إضافة إلى أهميته كبرنامج جماهيري صاعد يتضمن الحوارات والعروض والمبادرات التي تدمج الفن في السياق العام للمدينة.

البرنامج المتنوع من الفعاليات التي تمثل مختلف أنماط الفنون، كان محور حديث المشاركين في المؤتمر، حيث عمد كل منهم إلى استعراض الجانب الذي أشرف عليه من البرنامج.

من ثيمة المكان في الثقافات المختلفة، وروح أبوظبي التي تكتسب منها تميزها وخصوصيتها، استمد المنسق الفني، فابريس بوستو، أجواء عروض الأداء الحية والتفاعلية لدورة هذا العام من فن أبوظبي، مع التركيز على اللون الأصفر، بما يتميز به من وهج وحيوية، لافتاً إلى أن الأعمال الفنية ستنتقل إلى شوارع المدينة من خلال سلسلة من عروض الأداء الحية والتفاعلية تحت عنوان «البهجة»، استوحى موضوعها من السياق العام لمدينة أبوظبي وحيويتها. وستتضمن هذه الفقرة أيضاً عرض فيلم بعنوان «لي بوسكيه» للفنان جي آر، وعروضاً مميزة لفرقة باليه نيويورك سيتي، وبمشاركة مجموعة من الفنانين المشهورين، كالموسيقيين فاريل وليامز وهانز زيمر والفنان ليل باك.

أما سلسلة «دروب الطوايا» فتسعى في دورتها الثالثة هذا العام إلى البحث في قضية الملكية الثقافية والتراث، في ظل ما تشهده المنطقة العربية من ضياع لثروات وكنوز فنية تعد من تراث البشرية في العراق وسورية، بحسب ما أوضح المشرف على البرنامج طارق أبوالفتوح، مشيراً إلى قيام الفنانين المشاركين في «دروب الطوايا» باستكشاف مصادر أرشيفية، واستخدام وسائط أداء للتعبير عن موضوعات متعلقة بالملكية الثقافية والتراث كمساحات تبادل فنية غنية وفريدة في الفن المعاصر، وأضاف: «انطلاقاً من أن التراث الثقافي الذي لا يعترف بالحدود الإقليمية، كونه ملكاً للبشرية جمعاء، تعالج سلسلة دروب الطوايا بعروضها الأدائية الخمسة موضوع الملكية والمسؤولية والحفاظ على التراث، كما تتضمن عرضاً أدائياً بعنوان ريموت أبوظبي (ريميني بروتوكول) الذي أقيم من قبل في 24 مدينة حول العالم، وفيلم (المومياء.. يوم أن تحصى السنين)، للمخرج شادي عبدالسلام من إنتاج عام 1969، إلى جانب عروض حية أخرى، تشمل حركات عرض معاصرة مستوحاة من الجاز والتراث ضمن عرض بعنوان (الصرخة)، لمصممة العروض المعروفة نصيرة بلعزة، في حين سيؤدي الفنان المغربي رضوان مريزيجا عرضاً فردياً بحركات مستوحاة من علوم الهندسة الإسلامية ولوحة (الرجل الفيتروفي) للرسام ليوناردو دافينشي، إضافة إلى عرض للموسيقي المصري إسلام شيبسي».

من جانبها، تحدثت مدير فن أبوظبي، في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، ميشيل فاريل، عن أهمية فن أبوظبي باعتباره يوفر ملتقى متميزاً يتيح لشرائح الجمهور المتنوع فرصة الانخراط في روح الاستكشاف الفني والاكتشاف الفكري، بما يخدم توجه أبوظبي قدماً نحو رؤية شاملة ومتداخلة للفن العالمي المستوى في إمارة أبوظبي. موضحة أن «فن أبوظبي» يتميز بطابعه الذي يجمع بين المعرض الفني والبرنامج العام الواسع الذي يجسد روح اللقاء الإبداعي «وفي كل دورة من دورات فن أبوظبي، نبقي في أذهاننا رسالة راقية، محتواها دمج الثقافة المحلية مع الفن العالمي في أبهى صوره».

التصميم

يستعرض برنامج التصميم النتائج التي خلصت إليها ورشة عمل مختبر التصميم، التي شارك فيها طلاب وخريجون في دولة الإمارات من أجل تطوير مهاراتهم في التصميم المعماري، عبر إجراء تحليل عمراني لأبوظبي، والتعرّف إلى الكيفيّة التي يتقاطع فيها عالم الإنتاج مع عالم الاستهلاك في المدينة.

الأكثر مشاركة