اللقاء السنوي جمع رؤساء اللجان المختلفة وبعض ممثلي الجهات الراعية. تصوير: أحمد عرديتي

«بطولات فزاع التراثية».. نقلة على كل الصعد

تطلّ بطولات فزاع التراثية في موسمها الجديد بحلة مغايرة، تتضمن تغييراً في شكل وآلية تنفيذ العديد من فعالياتها، فضلاً عن التغيير في المضمون، وهو ما تسعى إليه البطولات التي ينظمها مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث.

وجاء الكشف عن تفاصيل الموسم الجديد للبطولات، الذي بدأت التحضيرات الفعلية لانطلاق أولى مسابقاته في شهر ديسمبر المقبل، لتمتد على مدار عام 2016، خلال اللقاء السنوي الذي يحرص المركز على أن يجمعه بوسائل الإعلام وأبرز الشركاء والرعاة، وهو الحدث الذي استضافه مساء أول من أمس فندق جراند حياة بدبي.

أولمبياد خاص بذوي الإعاقة

قال رئيس اللجنة المنظمة لبطولة فزاع للغوص الحر، حمد الرحومي، إن «إضافة النظام الذكي بالتسجيل وضبط التوقيت، من أبرز العوامل المهمة التي من شأنها أن تزيد تفاعل الجمهور وتعزز ارتباطه بالمنافسات، إلى جانب زيادة الندية بين المتنافسين».

بينما كشف رئيس اللجنة المنظمة لبطولات فزاع لذوي الإعاقة، ثاني جمعة بالرقاد، عن إضافة بطولتين دوليتين جديدتين، هما البولينغ لذوي الإعاقة السمعية والأولمبياد الخاص بذوي الإعاقة الذهنية، فيما ستستمر بقية البطولات على غرار النسخة الماضية، والتي تشمل رفعات القوة وألعاب القوى والبوتشيا وكرة السلة بالكراسي المتحركة، وغيرها من المنافسات.

المعاصرون أكثر مهارة

قال الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، عبدالله حمدان بن دلموك، إنه «على الرغم من أن مختلف أشكال الموروث المحلي منشؤها بكل تأكيد أجدادنا، إلا أن المعاصرين تمكنوا من تطوير ممارساتهم لها، على نحو جعلهم أكثر مهارة من أسلافهم».

وأوضح «لدينا قرابة الـ60 ألف ممارس بشكل سنوي في مختلف بطولات فزاع التراثية، الكثير منهم يقدم مستويات عالية جداً في الأداء، وهي مستويات تشهد سنوياً ارتفاعاً في وتيرة مهاراتها النوعية، نظراً لوجود لجان تنظيمية في كل بطولة، تسعى إلى رفع مهارات المشتركين، فضلاً عن التطور الطبيعي الذي ينجم عن شدة المنافسة».

أعزائي «المستمعين».. عفواً

تألقت بشكل لافت في تقديم اللقاء السنوي لبطولات فزاع التراثية بوسائل الإعلام، المذيعة الشابة أثير بن شكر، واضعة بصمتها الخاصة التي تصبغ برنامجها «للشباب رأي» على أثير إذاعة الأولى، وحتى حينما تأثرت بإطلالتها الإذاعية اليومية، متوجهة بالخطاب للحضور بصيغة «أعزائي المستمعين»، قبل أن تبادر بالتصحيح «عفواً.. الحضور»، لم ينتبها ارتباك، بل واصلت بالوتيرة الهادئة.

اللقاء الذي شهد تغطية واسعة من وسائل إعلام عربية ودولية، اعتبرته مدير المكتب الإعلامي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، فاطمة البناي، ثمرة لشراكة حقيقية بين المركز ووسائل الإعلام، معتبرة في ردها على سؤال لـ«الإمارات اليوم» الشراكة أحد مكونات «وصفة النجاح».

وتحدث، خلال المؤتمر الصحافي، الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد بن لإحياء التراث، عبدالله حمدان بن دلموك، ومدير المكتب الإعلامي بالمركز فاطمة البناي، ورؤساء لجان البطولات التراثية المختلفة، التي تشرف على إقامتها مدير إدارة البطولات سعاد إبراهيم.

واستعرض المؤتمر تقارير مصورة عن البطولات التراثية المختلفة التي يحتضنها المركز، وقامت عريف الحدث المذيعة بإذاعة «الأولى» أثير بن شكر، بإدارة المؤتمر، مفسحة لرؤساء اللجان المختلفة التعريف بجديد المسابقات المختلفة، قبل أن تدعو الحضور للمشاركة التفاعلية.

وحرص على حضور الحدث التعريفي للموسم الجديد من البطولات كل من رئيس اللجنة المنظمة لبطولة الصيد بالصقور التلواح دميثان بن سويدان، ورئيس اللجنة المنظمة لبطولة فزاع للرماية بالسكتون العميد محمد عبيد المهيري، ورئيس اللجنة المنظمة لبطولة فزاع للغوص الحر حمد الرحومي، ورئيس اللجنة المنظمة لبطولة السلق أحمد سيف الزفين، ورئيس اللجنة المنظمة لبطولة فزاع للصيد بالصقور الحي سيف بالكديدا، ورئيس اللجنة المنظمة لبطولات فزاع لذوي الإعاقة ثاني جمعة بالرقاد.

وتدخل البطولات في الموسم الجديد مرحلة انتقالية مع اعتماد آليات تنظيم «ذكية»، تماشياً مع نهج دبي كـ«مدينة ذكية»، وضرورة التحول إلى هذه الأنظمة في كل المجالات، وهي الخطوة التي ستسهم في تسهيل وتسريع عملية التسجيل للمشاركين والكشف عن النتائج لحظة بلحظة، ودقة الرصد وضبط الوقت والمساهمة في اختصار وقت إقامة البطولات، وزيادة تفاعل الجماهير مع المنافسات.

زيادة في الأعداد

من جانبها؛ أعربت مدير إدارة البطولات في المركز سعاد إبراهيم درويش، عن رضاها بمستوى التحضيرات والخطة التي تم اعتمادها للموسم الجديد لبطولات فزاع، والتي تشهد زيادة في أعداد المسابقات والمشاركين ونقلة على كل الصعد، ما يجعل الموسم مهرجاناً تراثياً مليئاً بالمنافسات بين الفئات المدرجة تحت كل بطولة، سواء من الشباب، أو الناشئين، أو السيدات، أو الناشئات وكبار السن، إضافة إلى الفئات والتصنيفات التي تندرج تحت بطولات فزاع لذوي الإعاقة.

وأكدت درويش أن «إقامة هذه البطولات والارتقاء بمعايير تنظيمها وفقاً للمستويات العالمية، يأتيان تنفيذاً لرؤية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، ونظرته الشمولية لكل المجالات، وتحديداً الحرص على إحياء التراث الأصيل، وتعزيز ارتباط الأجيال الصاعدة بتاريخها العريق، وقد تطورت هذه البطولات مع مرور السنوات، وفيما ندخل الموسم الجديد أكثر من أي وقت مضى، فإننا نسعى دائماً لتطوير هذه البطولات المتفردة ومواصلة الريادة فيها، في سباق التميز والسعي الدائم إلى صون التراث الثقافي غير المادي لدولة الإمارات». وأعربت عن تطلعها لأن «يكون الموسم الجديد على قدر التوقعات، إذ كانت الغاية أن يشمل كل الفئات، من خلال إقامة البطولات التراثية، مع التأكيد على فئة ذوي الإعاقة، وهي الفئة التي تحظى بدعم ورعاية خاصة من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، حيث كانت التوجيهات بضرورة العناية بهذه الفئة وإشراكها في كل مجالات الحياة في مجتمعنا».

تطوير آليات

بينما عبر رئيس اللجنة المنظمة لبطولة فزاع للصيد بالصقور الحي، سيف بالكديدا، عن تطلعه لتقديم واحدة من أفضل نسخ المنافسات، لمواكبة طموحات المشاركين الذين يستحقون منا مساعدتهم لإبراز قدراتهم ومهاراتهم، من خلال تدريبهم المتواصل على مدار العام، وسعيهم الدائم للظفر بالمراكز الأولى في هذه المسابقات التراثية التي تعد واحدة من الأكبر من نوعها على مستوى الدولة والمنطقة.

من جانبه، أكد رئيس اللجنة المنظمة لبطولة فزاع للرماية المفتوحة للجنسين بالبندقية السكتون العميد محمد عبيد المهيري، أن «تطوير آليات المسابقات من خلال تطبيق النظام الذكي الجديد، سيسهم في رفع المستويات ودرجة التنافس بين المشاركين، من خلال عرض النتائج بشكل مباشر، وتوثيق بوابات الدخول بالأساور الذكية المزودة بالشريحة الإلكترونية، من شأنه أن يسهم في زيادة دقة التنظيم وسرعة رصد النتائج». وأضاف «تشهد بطولة فزاع للرماية المفتوحة للجنسين بالبندقية السكتون نمواً ملحوظاً كل عام وبنسبة تراوح بين 15 و20%، لكونها رياضة تراثية هدفها تعليم الرماية والتصويب ببندقية تراثية كانت تستخدم قديماً للقنص».

الميدان.. ينتظر

أما رئيس اللجنة المنظمة لبطولة فزاع للصيد بالصقور بالتلواح، دميثان بن سويدان، فذكر أن الميدان بأفضل حالاته، وبانتظار مشاركة الأبطال الذين يقدمون أقوى العروض سنوياً. وقال: «كل عام نسعى لتقديم كل جديد، وتسهيل مهمة المشاركين، وفيما سيتم تعزيز آليات التنظيم الذكية، فإننا على استعداد لإضافة كل ما يسهم في رفع مستوى المنافسات، ويعزز كفاءة المتسابقين ودقة رصد سرعة الصقور، حيث ستنطلق أول بطولة للصيد بالصقور التلواح – فئة الفروخ في 12 ديسمبر المقبل». من جهته، ذكر رئيس اللجنة المنظمة لبطولة السلق، أحمد سيف الزفين، أن المنافسة ستكون مفتوحة على الألقاب في النسخة الجديدة، مع المشاركة لأفضل المتخصصين في هذا المجال، وعملهم الكبير الذي كان واضحاً في النسخ الماضية، ما انعكس على قوة المستويات وتقديم أقوى العروض.

زيادة كفاءة ودقة

أوضح المشرف العام على بطولات فزاع التراثية، محمد عبدالله بن دلموك، أن «زيادة عدد البطولات وتطوير نظام إقامة المسابقات، يأتيان انطلاقاً من تطبيق الأنظمة الذكية، التي تسهم في تعزيز كفاءة كل العمليات المرتبطة بمختلف المسابقات».

كما كشف عن استخدام تقنية جديدة، تم من خلالها تعزيز الرادار عند خطي البداية والنهاية، مع وجود كاميرات زمنية تساعد على زيادة الكفاءة والدقة في النتائج.

وأشار بن دلموك إلى أن تصفيات بطولة فزاع لليولة للكبار قد انطلقت بالفعل، وشهدت تأهل 16 متسابقاً من نخبة اليويلة استعداداً لخوض منافسات قلعة الميدان والنسخة الـ11 من برنامج الميدان الذي أضحى تظاهرة شبابية أسبوعية مليئة بالتشويق والتحدي، ومهرجاناً تراثياً يحتفل به الجميع سواء عبر أثير قناة سما دبي أم على أرض الميدان. وستبدأ منافسات قلعة الميدان في 11 ديسمبر المقبل.

وذكر أن جديد الموسم هو خَفْض عدد المتأهلين للتركيز على أداء نخبة اليويلة المتمرسين بهدف رفع المستوى العام للمنافسات. ووضعت خطة عمل خلاقة والعديد من الأفكار المبتكرة مع الاحتفاظ بأساسيات البرنامج من حيث الفكرة مع إضافة زوايا جديدة للتصوير والإخراج مع سهيل العبدول، الذي انضم إلى فريق العمل في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، ليخرج البرنامج بحلة جديدة هذا العام.

الأكثر مشاركة