شاب إماراتي ينجح في تصميم «بشت مستدامٍ بمعايير بيئية»
يعدّ «البشت» جزءاً أصيلاً من الزي الوطني الإماراتي خصوصاً، والخليجي عموماً، ومعبراً بشكل كبير عن تراث الدولة وثقافتها. ونظراً لأهميته في حياة أهل الإمارات، كونه أحد رموز الهوية الوطنية، نجح الشاب الإماراتي أحمد محمد عبدالمحسن العنزي، في تصميم «بشت مستدام بمعايير بيئية»، بهدف توصيل رسالة اجتماعية وثقافية لجمهور الشباب، من خلال هذا العمل الإبداعي الذي يأتي متزامناً مع تنظيم أسبوع الابتكار الذي اختتم أعماله أخيراً.
أقوال زايد.. جواهر نفيسة أكد العنزي أنه يريد من خلال ابتكاره البشت توصيل رسالة، مضمونها أهمية ترسيخ التراث الأصيل وإعادة إحيائه بطراز عصري، مشيراً إلى مقولة مشهورة تداولتها الأجيال للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، «من ليس له ماضٍ فليس له حاضر ولا مستقبل». وقال إنه شرُف بلقاء المغفور له مؤسس الدولة الشيخ زايد في مناسبات عدة برفقة والده الإعلامي، واستمع إلى نصائح المغفور له، الذي كان يحثّ الشباب الإماراتي على التسلح بالعلم واحترام الموروث الثقافي والتراثي لدولة الإمارات، لافتاً إلى أن أقوال الشيخ زايد جواهر نفيسة ساهمت في تربية الأجيال على حب الوطن، كما كان، رحمه الله، حريصاً على مشاركة أبناء شعبه في المناسبات الوطنية والتراثية فزرع في أبنائه الاعتزاز بالتراث والعادات والتقاليد الأصيلة. وأشار العنزي إلى مشاركته في إكسبو ميلانو 2015 كسفير ثقافي ضمن برنامج تكاتف للتطوع الاجتماعي، وأنه يخطط مستقبلاً لتقديم تصاميم مبتكرة في مشاركته في إكسبو 2020 في دبي. |
وبدأ العنزي الذي يحمل شهادتين في العلوم البيئية وعلوم الأحياء البحرية من جامعة أوكلاند بنيوزيلاندا، عرض تصميمه المبتكر للبشت خلال المعرض الإماراتي المتنقل في دول العالم (دي فاش ستركشن)، وهو معرض تابع لـ«مركز 1971»، الذي يعد مركز تصميم مبتكراً ومتخصصاً في عرض ومناقشة جميع أشكال التصاميم المعاصرة، ويسعى من خلال المعارض والبرامج الفنية التي ينظمها للتحول إلى مركز تصميم عالمي في دولة الإمارات، والعمل عن قرب مع المصممين والمهندسين المعماريين والمدارس والجامعات في المجتمع المحلي.
ولايزال البشت معروضاً في المعرض الذي فتح أبوابه في السابع من أكتوبر الماضي، ويستمر حتى 26 الجاري بمقر المركز بجزيرة العلم في الشارقة.
وأوضح العنزي أن عنصر الابتكار في تصميم البشت يكمن في طريقة صناعته التي تعد ذات معايير بيئية. وأكد اهتمامه بالتصميم المستدام «إيكو ديزاين»، وهو فكرة مشروع تخرجه في السنة النهائية في الجامعة، الذي يعني التصميم حسب معايير واعية بيئياً، لافتاً إلى أنه استخدام في صناعة البشت مواد تمت إعادة تدويرها.
وأشار إلى أن فكرة البشت تبلورت بعدما تمت مخاطبته من قبل منظمي المعرض، بعدها اقترح الفكرة عليهم، وبدأ بالبحث التاريخي والفني عن البشت وطريقة صناعته ورمزيته وأهميته، ثم انتقل إلى مرحلة رسم التصميم النهائي.
وذكر أن البشت الذي يبلغ ارتفاعه 174 سنتيمتراً وعرضه 174 سنتيمتراً لونه رمادي ومصنوع من الصوف وشعر الجمل والقطن والبوليستر والحرير، وقد استبدل التطريز الذهبي التقليدي بالحصير المصنوع من سعف النخيل، الذي تمت صناعته من قبل سيدة حرفية إماراتية.
وأضاف أنه أعاد تدوير مواد بناء واستعملها في صناعة برواز البشت الدائري والطرابيش الضخمة، أما الضفيرة فنسجها بمساعدة والدته الفنانة التشكيلية.
ولفت إلى أن التصميم الدائري للبشت مستوحى من أحد التصاميم الحديثة للفن المعماري المعاصر في أبوظبي، وهو المبنى الدائري HQ لشركة الدار بشاطئ الراحة.
وأعرب العنزي عن فخره لإطلاق دولة الإمارات سياسة عليا للتكنولوجيا والعلوم والابتكار، متمنياً أن تكون هناك منصة حوار بين المبتكرين والخبراء العالميين في المستقبل، لتحفيز المبتكر الإماراتي على الإبداع وتطوير ابتكاراته بما يعود بالنفع على مجتمع دولة الإمارات.